الرئيسية عدالة عاشق يتحول إلى سفاح

عاشق يتحول إلى سفاح

كتبه كتب في 5 يناير 2013 - 11:49

قتل من كان يريد الزواج بها ورفضته، قضى على إثرها 15 سنة سجنا تعلم خلالها أهم أدبيات و فنون الإجرام ومباشرة بعد إطلاق سراحه، نبذه المجتمع فكانت النتيجة ، تحوله إلى تاجر مخدرات ثم إلى سفاح  قتل صهره وضحية ثانية لازالت تقاوم من أجل البقاء على قيد الحياة
ومن الحب ما قتل
قبل خمسة عشر سنة مضت أحب “ح.س” المنحدر من دوار بومسهل جماعة سيدي بلحسن بدائرة تيسة، فتاة في مقتبل العمر من بنات الدوار، طرق باب منزلها وتقدم طالبا يدها من أبويها وكله أمل في بناء اسرة رفقة الإنسانة التي اختارها لتشاركه مؤسسة الزواج، لكن صدمته كانت كبيرة  لم يستطع مقاومتها، حينما رفضت سؤاله ومسعاه، فلم يتقبل مجرد تخيل أن تتزوج من رجل آخرغيره وهو الذي كان متيما بحبها، فنمت لديه فكرة تصفيتها حتى لا تكون لأحد سواه، وبعد مدة يسيرة نفذ خطته الشيطانية وقتل الشابة البريئة بدم بارد ومثل بجثتها انتتقاما لرفضها، مفضلا السجن على العيش بدونها  أوتكون من نصيب غيره، فأدانته على إثر ذلك استئنافية بتهمة القتل مع سبق الاصرار والترصد قضى منها خمشة عشر سنة قبل الإفراج عنه في مناسبة وطنية.
السجن يحول العاشق إلى تاجر مخدرات
غادر “ح.س” أسوار السجن بعد أن قضى بين جدرانه مدة عقد ونصف من الزمن، كانت كافية لتفعل الكثير في تركيبة  شخصيته وتعبث بتوازن نفسيته، فضلا على أن آثار جريمة القتل لاحقته بعد الإفراج عنه ،فأهل الدوار لم ينسوا تفاصيلها، ورفضوه اجتماعيا متحاشين التعامل معه أو التفاعل معه، معتبرينه خطرا يتهددهم في كل وقت وحين، رغم ذلك حاول الاندماج عن طريق ممارسة الفلاحة غير مكنرث رغم المزاج العنيف الذي اكتسبه داخل السجن، فباءت محاولته بالفشل حيث كان يلاقي دائما الصد وعدم القبول ونظرات الخوف، فحاول استغلال مكانته الاجتماعية الجديدة داخل الدوار التي تعتبره مجرما خطيرا، في تغيير نشاطه من ممارسة الفلاحة إلى الاتجار في المخدرات ،فنافس المروجين الآخرين، بل منعهم جميعا محتكرا السوق، وفعلا نجح في مسعاه واستحوذ على جميع الزبائن المدمنين، ودخل عالم تجارة المخدرات من بابها الواسع التي أغدقت عليه بالأموال الطائلة.
تاجر المخدرات يفقد نقوده فينفذ جريمة القتل الثانية
وبتاريخ 29 من شهر نونبر المنصرم كان الموعد مع جريمة قتل ثانية  بدوار بومسهل لا تقل بشاعة عن الأولى، جريمة اهتز لها الرأي العام التاوناتي عامة  وبتيسة خاصة، والضحية هذه المرة لم يكن سوى صهره” زوج أخته”، الذي عالجه بمدية على مستوى القلب كانت كافية لمفارقته الحياة على الفور، وأثناء  فراره وجه طعنة غائرة لشخص آخر حاول اعتراض سبيله، استدعت نقله إلى مستشفى الحسن الثاني  بفاس.  لتبدأ فصول المطاردة البوليودية، هذا نتيجة فقده لماله حينما كان غائبا مختبئا لشهورمن أعين الدرك التي كانت تترصده لإلقاء القبض عليه بتهمة ترويج المخدرات، وبعد الاختفاء عن أعين الدرك والمتعاملين معهم لشهور، قرر في إحدى الليالي المطيرة  العودة إلى المنزل لأخذ مدخراته من المال التي جناها من تجارة المخدرات، لكنه صدمته وخيبته كانت شديدة عندما اكتشف أن نقوده قد اختفت، ليذهب شكه مباشرة إلى أحد أفراد عائلته المقربين  وهو زوج أخته ، وفي لحظة غضب وجنون بسبب مطاردة الدرك منجهة  واختفاء المال من أخرى ، استل سكينا من الحجم الكبير ووجه طعنة قاتلة على مستوى القلب إلى الصهر .
مطاردة بوليودية للسفاح لمدة ثلاثة أيام ذاع خبر مقتل زوج أخت الجاني بسرعة النار في الهشيم، وصل صداها إلى علم الدرك الملكي بسرية تيسة، حيث جندت عناصرها في رحلة البحث عن القاتل الذي فر إلى وجهة مجهولة وفي وقت تزامن مع الأمطار العاصفية التي عرفتها المنطقة شهرنونبر الماضي، حيث انتشرت عناصر الدرك في كل الأماكن المحيطة بمسرح الجريمة وحتى الدواوير المجاورة وبمساعدة الساكنة، استمرت عملية البحث ثلاثة أيام دون جدوى، إلى أن توصل الدرك بإخبارية مفادها أن القاتل يتواجد بأحد الحقول في منطقة ” الزوامة”،  و بمؤازرة الأهالي توجه أفرادها  إلى المكان المذكور، حيث وجدوه على مسافة بالقرب من أحد الأنهار وعند ملاحتقه وتضييق الخناق عليه ألقى بنفسه في مياه النهر الجارفة وسبح لمسافة ثلاثة كيلومترات حتى خرت قواه واستسلم للدركي الذي الذي ألقى عليه القبض في حالة يرثى لها، واضعا آخر اللمسات على  آخر مشهد من فصول المطاردة التي انتهت باعتقال السفاح وموت الصهر فيما شخص ثان لازال يقاوم من أجل البقاء حيا.

الأحداث المغربية

مشاركة