الرئيسية الصحة وزان ….فضيحة التخلص من مواطنين يعانون من الاضطرابات العقلية والنفسية!

وزان ….فضيحة التخلص من مواطنين يعانون من الاضطرابات العقلية والنفسية!

كتبه كتب في 4 نوفمبر 2022 - 22:53

محمد حمضي

في البدء كانت حملة “الكرامة والحقوق ليك وليا”

اختارت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تخليد اليوم العالمي للأمراض العقلية والنفسية ( 10 أكتوبر) بإطلاق حملة وطنية أطرها شعار ” الاضطرابات النفسية حالة طبية … الكرامة والحقوق ليك وليا “. وتهدف النسخة الثانية للحملة الوطنية المذكورة التي استمرت لمدة 10 أيام ( من 17 أكتوبر إلى 27 منه) إلى تعزيز الحقوق الأساسية لهذه الفئة ، وإلى التحسيس وإذكاء الوعي بين الأفراد والأسر والمجتمع بشأن مشاكل التمييز التي تواجهها ، وكذا الحد من الوصم الاجتماعي المرتبط بالصحة النفسية ، على اعتبار بأن الاضطرابات النفسية والعقلية ما هي إلا حالة طبية لا تختلف عن باقي الحالات الطبية الأخرى .

دار الضمانة/وزان خارج الحملة الوطنية!

حملة ” الاضطرابات النفسية حالة طبية ….الكرامة والحقوق ليك وليا” لم تقرع أجراسها بإقليم وزان الذي تعج أزقة وشوارع عاصمته ، ودواوير وأسواق جماعاته الترابية 16 الأخرى ، بالعشرات من المواطنات والمواطنين الذين يعانون من الاضطرابات النفسية والعقلية ، ويتعرضون يوميا للوصم الاجتماعي بشتى الأشكال التي تضرب هذه الفئة في صميم كرامتها ، وتعرض حقوقها الأساسية للانتهاك ، والنتيجة استمرار حضور الصور النمطية البئيسة عن مرض لا يختلف عن باقي الأمراض ، و ” فرعنة ” التمييز الذي يحظره دستور المملكة!

لم يبق الموضوع محصورا في عدم تنظيم أي فعالية ذات الصلة بالحملة لتقييم الانجازات ، وملامسة التحديات القائمة ، وصياغة خطة عمل للتخفيف من آثار الصور النمطية على هذه الفئة من المواطنات والمواطنين ، بل ما حز في النفس هو أن انخراط المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية ، والادارة الترابية بكل مستوياتها ، والمجتمع المدني ، ظل حبيس درجة الصفر !صمت شجع جهات “مجهولة” اغراق دار الضمانة بالعشرات من الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات العقلية والنفسية ( اغراق)في عز حملة ” …الكرامة والحقوق ليك وليا ” . كيف حصل ذلك ؟

بين عشية وضحاها سيصادف أهل وزان أشخاص يجوبون شوارع و أزقة مدينتهم … ثيابهم رثة …. سحناتهم ولكناتهم يستشف منها بأنهم غرباء عن المنطقة …. فهل وصولهم لدار الضمانة دفعة واحدة كان صدفة ؟ أم أن الأمر يتعلق بعملية ” لاراف” نُسجت خيوطها خارج إقليم وزان ، وانتهت بإصدار قرار الترحيل نحو دار الضمانة ؟ يا له من تفعيل لشعار ” … الكرامة والحقوق ليك وليا ”

آخر الكلام

عملية ترحيل مواطنات ومواطنين يعانون من الاضطرابات النفسية والعقلية لوزان ليست جديدة ، وليست وزان وحدها من يجري فوق خشبة مسرحها مثل هذا الانتهاك السافر لكرامة هذه الفئة من الأشخاص ( فضيحة بني ملال ذات صيف لم يندمل جرحها بعد) ، ولكن التمادي في تكرار هذه الممارسة يستدعي دخول أكثر من جهة على الخط (الادارة الترابية الإقليمية – الأجهزة الأمنية المختصة – مجلس جماعة وزان ) ، والسير على أكثر من مسار للوصول إلى “العقل المدبر” لهذا الفعل الذي يخدش وجه بلادنا في المحافل الدولية الحقوقية . فعل ينسف كل المجهودات المبذولة من أعلى سلطة في البلاد من أجل نجاح بلادنا في حجز مقعدها بنادي الدول الديمقراطية التي تنتصر لحقوق الانسان قولا وفعلا .

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *