رد وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب على مواطن من مدينة أرفود، اشتكى من اختلالات المنظومة الصحية بهذه الجهة بعبارة: “كون كنتي طبيب أنت الأول غادي تهرب”، اشتكاء هذا المواطن لوزير الصحة كان ،على مستوى البنية التحتية أو الآليات واللوجيستيك أو الموارد البشرية، وهو ما أثار زوبعة من الانتقادات التي طالت المسؤول الحكومي.
وكان وزير الصحة والحماية الاجتماعية في زيارة رسمية لمدينة الرشيدية، الأسبوع الماضي، لتدشين مشاريع صحية بالإقليم، والتقى خلال هذه الزيارة بعدد من الفاعلين الجمعويين والحقوقيين والمواطنين، الذين تقدموا بشكايات شفوية إليه بخصوص ما تعانيه المنظومة الصحية من إكراهات واختلالات بسبب ضعف البنية التحتية، وقلة الموارد البشرية، وغيرهما من المشاكل.
وأكد عدد من الجمعويين بجهة درعة تافيلالت، في تصريحات متطابقة لهسبريس، أن رد آيت الطالب على شكاية ذلك المواطن، الذي كان والدته قد توفيت بالمستشفى الجهوي مولاي علي الشريف، بالقول: “كون كنت طبيب أنت الأول غادي تهرب”، هو تشجيع للأطباء على الهروب من الجهة، وترك مقرات عملهم، مضيفين أن رد وزير الصحة يعتبر إهانة كبيرة وتمييزا لساكنة هذه الجهة، التي تعتبر مهد الدولة العلوية، وفق تعبيرهم.
علي بنعمر، وهو فاعل جمعوي من مدينة الرشيدية، قال إن “رد وزير الصحة والحماية الاجتماعية على شكاية مواطن بسيط وغيور على الجهة غير مقبول ومرفوض من قبل الجميع”، مشيرا إلى أن رد الوزير “ستكون له تبعات سلبية في المستقبل، خاصة فيما يتعلق بالمنظومة الصحية، وستعرف الجهة هروبا جماعيا للأطباء أو ربما جميع الموظفين في القطاعات الأخرى”.
وأضاف بنعمر، في خديثه مع منابر محلية، أن مثل هذه التصريحات، خاصة إن جاءت على لسان وزير ومسؤول رفيع المستوى، من شأنها أن تساهم في الهروب الجماعي ليس فقط للأطباء، بل للجميع، مشيرا إلى أن الوزير المكلف بحقيبة الصحة والحماية الاجتماعية لم يفلح في الرد، ويمكن وصف رده بـ”الفضيحة”. وأضاف أن على آيت الطالب أن يقدم استقالته.
وأكدت مصادر متطابقة أن عددا من الفعاليات المدنية والحقوقية بجهة درعة تافيلالت تستعد لرفع شكاية مباشرة إلى الملك محمد السادس ضد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، قصد فتح تحقيق معه حول رده، الذي تم توثيقه خلال زيارته الأخيرة لإقليم الرشيدية، ومطالبته بالاعتذار رسميا لساكنة هذه الجهة، التي تكابد مختلف أنواع التهميش والفقر، ورغم ذلك لا تزال مصرة على مواصلة حياتها بهذه الربوع تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، وفق تعبيرها.
وكان شاب من مدينة أرفود قد خاطب وزير الصحة بخصوص الوضعية المقلقة التي تعيشها المنظومة الصحية بالجهة، مضيفا أن والدته توفيت شهر يوليوز الماضي بالمستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بسبب ارتفاع الحرارة داخل المؤسسة الصحية نتيجة غياب مكيفات هوائية، فرد عليه المسؤول الحكومي قائلا: “كون كنت طبيب أنت الأول غادي تهرب”، وهو رد وصفته الجمعيات المحلية بالتمييز العنصري تجاه هذه الساكنة التي تعيش بالجهة.
وحسب مصادر متطابقة من جمعيات بجهة درعة تافيلالت، فإن الجمعيات والمنظمات الحقوقية والإعلاميين بالجهة يستعدون لتأسيس إئتلاف جهوي خلال الأيام المقبلة من أجل الترافع على عدة قضايا بالجهة، على رأسها المنظومة الصحية، وخوض أشكال نضالية ضد تصريح وزير الصحة والحماية الاجتماعية، تزامنا مع الملتقى الدولي للتمور الذي سينظم بمدينة أرفود.
