الرئيسية بيزنس مطالب بإعادة تشغيل “مناجم جرادة”

مطالب بإعادة تشغيل “مناجم جرادة”

كتبه كتب في 13 أغسطس 2022 - 10:40

في ظل أزمة الطاقة العالمية، التي فرضت على عدة بلدان، خاصة في أوروبا، تطبيق إجراءات للتوفير الطاقي، كما هو الحال في إسبانيا التي تسري فيها هذه الإجراءات منذ الأربعاء الماضي، من بينها إطفاء واجهات المتاجر وتحديد درجة التكييف في 27 درجة في الأماكن العامة؛ بدأت الشكوك بالفعل تتسرّب إلى فاعلين سياسيين مغاربة بشأن تضرّر محتمل للمغرب من هذه الأزمة العالمية.

ووجّه عمر أعنان، النائب البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي، سؤالاً كتابياً إلى ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، يسائلها فيه عن الإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها لتجنيب المغرب ما وصفها بـ”السكتة القلبية في ظل الأزمة العالمية للطاقة”.

ويرى أعنان، وفق السؤال الكتابي الذي وجهه إلى ليلى بنعلي ، أن المغرب ليس بمنأى عن هذه الأزمة التي خلقتها الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا، مشيراً في هذا السّياق إلى أنه (المغرب) يستورد حوالي 11 مليون طن سنويا من الفحم الحجري من أوكرانيا وروسيا، لتشغيل المحطات الحرارية بكل من جرف الأصفر وجرادة وغيرها، الأمر الذي من شأنه أن يهدد الأمن والسيادة الطاقية بالمغرب.

ودعا النائب البرلماني عن دائرة وجدة-أنكاد الوزيرة بنعلي إلى التفكير في إعادة تشغيل مناجم الفحم الحجري بجرادة، التي تضم احتياطيا بأكثر من 80 مليون طن، في وقت ارتفع ثمنه بأكثر من خمس مرات في السوق الدولية، مبرزاً أن كلا من ألمانيا وفرنسا تعملان على إعادة تشغيل المناجم المغلقة لإنتاج الفحم الحجري قصد استعماله لإنتاج الطاقة الكهربائية.

وطرحت ألمانيا بالفعل، خلال الأسبوع الجاري، خيار إعادة تنشيط محطات الفحم القديمة لضمان إمدادات الطاقة التي كانت تعتمد فيها بشكل شبه كلّي على الغاز الروسي، إذ أعلن روبرت هابيك، وزير الاقتصاد والمناخ المسؤول عن ضمان استمرار وصول الكهرباء والغاز إلى الصناعة والمنازل الألمانية، أن السلطة التنفيذية الألمانية ستضطر إلى إعادة تنشيط محطات الفحم القديمة.

وتحدّث الوزير في مقابلة تلفزيونية نقلتها مجموعة من وسائل الإعلام الأوروبية عن ضرورة التقليل من استهلاك الغاز في توليد الكهرباء، وهو ما يطرح بشدة ضرورة استخدام محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، على الرّغم من أن هذا الإجراء يتنافى مع التزامات ألمانيا المتعلقة بالمناخ بشأن إزالة الكربون، مبرزاً أن هذا الإجراء يفرضه تزايد خطر قطع إمدادات الغاز الروسي.

في المقابل، لا يبدو على وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية أي تخوّف من أزمة طاقية في المغرب، أو هذا ما أظهرته –على الأقل- تصريحاتها الأخيرة في مقابلة لها مع موقع “زووم”، نقلها كذلك تقرير لمجلة فوربس الأمريكية.

وعبّرت بنعلي عن طموحها في أن يكون المغرب “وجهة للطاقة المتجددة”، مبرزة أنها فخورة بالمشاريع الضخمة، بالإضافة إلى المشاريع المحلية، بما في ذلك الطاقة الشمسية على الأسطح، مؤكدة في السياق ذاته أن الإدارة المغربية ملتزمة بتوصيل الكهرباء إلى 100 في المائة من السكان، “كل مدرسة ومسجد ومنزل”، وفق تعبيرها.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *