الرئيسية علوم ”مرونة المناطق الواحية في مواجهة مخاطر تغير المناخ“ .. موضوع يوم دراسي بالرشيدية

”مرونة المناطق الواحية في مواجهة مخاطر تغير المناخ“ .. موضوع يوم دراسي بالرشيدية

كتبه كتب في 12 يوليو 2022 - 21:12

نظمت المفتشية الجهوية للتعمير والهندسة المعمارية وإعداد التراب الوطني لجهة درعة تافيلالت مؤخرا بمدينة الرشيدية يوما دراسيا حول موضوع “مرونة المناطق الواحية في مواجهة مخاطر تغير المناخ”، والذي عرف مشاركة مسؤولين من إدارات عمومية معنية بمجال الحفاظ على الواحات وتنميتها، بالإضافة إلى خبراء ومتخصصين في الميدان.

قَدَّمَ المتدخلون خلال هذا اليوم الدراسي عروضا حول أهم التجارب ومشاريع التنمية المستدامة التي تم إنجازها بواحات جهة درعة تافيلالت، وكذا مختلف التدخلات القطاعية التي مَكَّنَتْها من مواجهة التحديات والمخاطر الناتجة عن التغيرات المناخية.

وتَمَّ التَّطَرُّقِ إلى تجارب ناجحة لتنمية مناطق الواحات ساعدت على الوصول إلى مستوى المرونة الحالي الذي ضمن استمرارية ونمو هذه الأخيرة كوعاء ووسط للعيش وممارسة الأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل.

من أهم تلك التجارب برنامج التنمية المستدامة لواحة تافيلالت (POT) وبرنامج تكيف المناطق الواحية مع التغيرات المناخية (PACCZO)، واللذان تميزا بمقاربات جديدة في إعداد وتنزيل المشاريع الترابية، مبنية على اعتماد الشمولية في التخطيط الترابي وتكريس الانسجام والالتقائية في تدخلات مختلف الفاعلين المحليين، وهي المقاربات التي أتاحت تحقيق نتائج مهمة مَكَّنَت من تحسين مستوى العيش بالواحات المستهدفة وضمان استدامة مواردها الطبيعية.

بالموازاة مع ذلك عرف اللقاء تقديم مختلف تدخلات وإنجازات الإدارات والمؤسسات العمومية بتنسيق مع الفاعلين الترابيين المحليين، والتي استهدفت التقليل والتخفيف من آثار تغير المناخ على البيئة الواحية، من أهمها تعزيز البنيات التحتية الهيدروليكية وتعميم تقنيات الري المحلية والتحسيس بضرورة اعتماد زراعات مقتصدة في استهلاك المياه وتنمية العرض المائي بإنجاز السدود الصغيرة والمتوسطة (حاليا سدين مهمين يوجدان في طور الإنجاز).

كما أكد المشاركون أن المخططات القطاعية كمخطط المغرب الأخضر والجيل الأخضر 2020-2030 والاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة 2030 قد ساهمت عبر مختلف الإجراءات والمشاريع المضمنة بها في التخفيف من أضرار المناخ، من أبرز الأمثلة المقدمة في هذا الصدد نجد بناء وتشييد سدود تحويلية وتلية وإدخال زراعات بديلة لتلك الهادرة للمياه وتوسيع المساحات المغروسة بالأشجار المثمرة بهدف الرفع من القدرة على امتصاص الكربون والتخفيف من الاحتباس الحراري، هذا بالإضافة إلى تشجيع الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر والدامج.

وخلص اليوم الدراسي إلى مجموعة من المقترحات والتوصيات، أبرزها ضرورة استنساخ التجارب الناجحة والمشاريع التي ساهمت في تحسين مرونة بعض المناطق الواحية وتعميمها على باقي الواحات لضمان استدامتها وقدرتها على الصمود في مواجهة أزمات المناخ، وكذا إعادة إحياء مجموع الممارسات التقليدية التي أثبتت نجاعتها في مواجهة آثار التغيرات المناخية كالسقي بالخطارات وإعادة استعمال النباتات والأشجار الميتة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *