الرئيسية ثقافة وفن أكادير: جمعية الديناصور لحماية الموروث الطبيعي تنظم حفل توقيع مؤلفين بانزا

أكادير: جمعية الديناصور لحماية الموروث الطبيعي تنظم حفل توقيع مؤلفين بانزا

كتبه كتب في 5 مايو 2022 - 09:18

تشجيعا لثقافة الكتاب وإشاعة فعل القراءة في صفوف الشباب واليافعين بأكادير، تعتزم جمعية الديناصور لحماية الموروث الطبيعي بأنزا أكادير، تنظيم حفل توقيع لمؤلف جديد صدر للباحث مبارك فوقص المعنون: المغرب ” مستنقع” المحتل: تصفية الاحتلال البرتغالي بحصن سانتاكروز (اكادير) و أحوازه ما بين 1505 – 1541م، نموذجا. و صدر الكتاب في عن مطبعة دار الامان بالرباط في شهر اكتوبر سنة 2019، من حجم القطع المتوسط و يقع في 175 صفحة.
و يعد الكتاب بمثابة دراسة ميكرو تاريخية لمجال ساحل سوس الاوسط خلال النصف الاول من ق. 16م الذي كان له دور في تجديد كيان الدولة الحديثة بالمغرب، كما حاول المؤلف من خلاله إبراز الدور الذي عبه المجال في قيام دولة السعديين، و التي تنقلت عاصمتها ما بين قرية أجلجال و سهل انزا ثم تارودانت موازاة مع تنقلات محمد الشيخ السعدي. و لقد تطلب النبش في هذه الذاكرة من الباحث مدة 6 سنوات قضاها بين البحث المكتبي على الوثائق و المراجع والمصادر من مختلف اللغات، كما اعتمد على التحري الميداني لمقابلة ظاهر النصوص المكتوبة بالواقع الذي كان مسرحا للأحداث. و قد وضع الباحث إشكالة لبحثه تساءل من خلالها عن عوامل استعصاء استرجاع حصن سانتاكروز البرتغالي مدة 36 عاما على جحافل جيوش المجاهدين، هذا رغم قلة عدد أفراد الحامية البرتغالية المرابطة فيه؟ و قد قسم الباحث مؤلفه إلى فصلين كبيرين بغية معالجة إشكالية بحثه، فخصص الفصل الأول لدراسة جغرافية السطح للوقوف عند خطة الحرب الدفاعية التي اعتمدها البرتغاليون ، و الخطة الهجومية التي وظفها القادة السعديون؛ من جهة اخرى حاول الباحث الوقوف عند اهمية الموارد في المجال التي ساعدت على الانتصار على أعتى قوة استعمارية حينئذ، و بالتالي في قيام و انطلاق دولة السعديين، خاصة و المجال كان خزانا بشريا على خلاف أماكن اخرى من المغرب عانت من ويلاث الجوع و الاوبئة، فشكل بذلك استثناء إن على على المستوى الديموغرافي أو على مستوى موارده الاقتصادية و الثقافية أيضا، و كلها أهلت الملك محمد الشيخ إلى توحيد المغرب في ظرف 9 سنوات، بل و الانطلاق لضم بلاد السودان الغربي.أما الفصل الثاني، المخصص لأحداث التاريخ، فتناول الإطار العام لاحتلال البرتغاليين لسواحل المغرب ، و خصوصا سواحل سوس الذي شهدت حراكا تداخلت فيه عناصر متعددة و متكاملة لتوقع بالمحتل البرتغالي و لتكون أرض المغرب أول ميدان اندحرت فيه مملكة البرتغال، وسجل الكاتب نماذج لتلك الهزائم سنوات: 1525م، ثم 1529م و 1541م، قبل حدوث الضربة القاضية التي جعلت مملكة البرتغال تختفي من الخريطة الاوربية و العالمية مدة 60 سنة تقريبا، و لتشكل أرض المغرب بذلك “مستنقعا” ، إن لم يكن مقبرة لكل ناقم على البلاد و شعبها سواء في القديم او في الفترة الحديثة من ذلك انتكاسة الاسبان ثم الفرنسيين، و في الوقت الراهن أعداء الوحدة الترابية بالأقاليم الصحراوية. ولعل ما يكسب الكتاب قيمة علمية فريدة، فضلا عن تقديمه احداثا تاريخية لاول مرة و كشفه لهوية المؤلف البرتغالي المجهول بعد 500 سنة من العتمة، فإن الكتاب يقدم إضافة تمثلت في إحصاء 13 موقعا تاريخيا بالمجال المدروس تتطلب الدراسة و العناية و الترميم باعتبارها تراثا لا ماديا غنسانيا؛ كما ان الكتاب هو بمثابة خارطة طريق لمختلف المتدخلين لتنمية المناطق القروية الخلفية الهامشية لاستغلال موروثها الثقافي بشكل يمكن من وضع أسس تنمية سليمة تستغل مختلف موارد المجال، بشكل يختصر الوقت الوقت و الجهد و يقدم نتائج مرضية تحمي الشباب فوق 15 سنة من الاقصاء و الوقوع في الأسوء..

كما سيتم تنظيم حفل توقيع لمؤلف جديد صدر للباحث محمد أيتجمال كتاب عنونه بالأوبئة والمجاعات بسوس وواد نون ما بين 1900 و1945م (التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للجنوب المغربي). يروم الكاتب من خلاله التعريف بالأوبئة والمجاعات التي عرفها هذان المجالان، للوقوف على وقعها على حياة السكان في الأوساط الهشة طبيعيا، فانحباس المطر لمواسم متتالية كفيل بإحداث تغييرات ديموغرافية وعمرانية حاسمة، إذ كان بإمكانه أن يفرغ مناطق من سكانها، وأن يؤدي إلى اكتظاظ في مناطق أخرى، وقد ينتج عنه اندثار أسر ومداشر بأكملها. إن دراستها تمكن من فهم الكثير من الأشياء الغامضة، إذ يمس وقعها كل زوايا المجتمع من العمران إلى الديمغرافيا، ومن الاقتصاد إلى الاجتماع، ومن نمط العيش وأشكاله إلى أنماط التفكير وأساليبه.
حصر الباحث زمن الدراسة في الفترة الممتدة ما بين بداية القرن العشرين وسنة 1945م، فخلال النصف الأول من ذلك القرن، نجد أن المنطقة قد عرفت مثلها مثل جل جهات المغرب مرحلة مفصلية في تاريخها تمثلت في وصول قوات الاحتلال إليها، مما يجعلنا نميز بين فترتين متباينتين، الأولى تمثل المغرب التقليدي، الذي حافظ على بنيات صامدة لقرون طوال دون أن تعرف تحولات عميقة، والمرحلة الثانية عرفت البلاد فيها تغييرات متسارعة مست كل مناحي الحياة. أما سنة 1945م، التي عرفت نهاية أكبر مجاعة عرفها تاريخ المغرب المعاصر، إذ عمت المجاعة البلاد، وطبعت بهولها ذاكرة المغاربة حتى صارت معلما يؤرخ بها تحت اسم “عام البون” أو “عام الجوع” أو “عام بوهيوف” أو “عام التيفوس.”

سينظم الحفل يوم 14 ماي 2022 بقاعة المركب الثقافي الحاج لحبيب بأنزا أكادير، إبتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *