الرئيسية مجتمع صلاة العيد بلا قيود كورونا ترصُّ الصفوف وتصل الأرحام

صلاة العيد بلا قيود كورونا ترصُّ الصفوف وتصل الأرحام

كتبه كتب في 2 مايو 2022 - 12:50

شدّ عباد الرحمن الرحال صباح اليوم الاثنين صوب المصليات والمساجد فرادى وجماعات لأداء صلاة عيد الفطر، مبتهجين ومهللين ومسبحين بحمد الله، شاكرين أنعمه على ما منحهم من نعمة الصوم والقيام وتلاوة القرآن في جو رباني بعيدا عن شبح كورونا وقيودها المرعبة.

وقد اكتست معظم مصليات المملكة ومساجدها حلة بلون البياض الناصع نقاء القلوب، فيما استوت الصفوف والمناكب وسد الفرج، وخشعت الأصوات للرحمن فلاتسمع إلا خطبة الإمام وتكبيراته الثلاث.

فبعد أن حل عيد الفطر السعيد بهلاله، وبعد أن أنهى المؤمنون والمسلمون بمشارق الأرض ومغاربها صيامهم لشهر رمضان المعظم بالتمام والكمال، حملهم الشوق لمعانقة تربة المصليات وهواء محيطها العليل، بعد أن قررت السلطات العمومية تخفيف القيود وفتح المساجد في وجه المصلين لأداء صلواتهم المفروضة مع تلاوة القرآن.

عيد الفطر لهذه السنة ولله الحمد والشكر، عاد باليمن والبركات والتقرب لله عز وجل بالدعاء لعله يرفع عنا الوباء وينعم على بلادنا بالأمن والأمان والاستقرار، وأن يجنب الأمة الاسلامة شر الفتن ما ظهر منها ومابطن..

عيد الفطر وكما تم احياؤه بكافة تراب المملكة، نسوق لكم نموذجا من نفحاته الربانية هنا من مدينة سطات عاصمة الشاوية، حيث تجند القائمون على الشأن الديني ومعهم السلطات الأمنية والمحلية على توفير مصليين اثنتين لاستقبال ضيوف الرحمن، إحداهما بالمدخل الغربي للمدينة، وأخرى بأحد أطرافها الشرقية بقلب غابة بمحاداة حي مبروكة، حيث تأهيلها بالوسائل اللوجستيكية استعدادا لأداء صلاة العيد.

وقد بدأت وفود المصلين تتقاطر من كل حذب وصوب، واجتمعت الصفوف وتوحدت على قلب رجل واحد تسبيحا وتهليلا وحمدا وشكرا للمولى عز وجل، فيما عرفت معظم الطرقات والساحات المحيطة بها اكتظاظا غير مسبوق للسيارات والدراجات النارية عملت من خلاله عناصر شرطة المرور على تسهيل حركة السير، فيما شوهد العديد من الشباب من حاملي الجيليات البرتقالية بدل “الصفراء المحظورة”، للقيام بعملية تسلم واجبات التوقف، ومن الناس من اعتبر الأمر صدقة أداها بدون تأفف، فيما استغرب البعض عودة هؤلاء للانتشار بالشوارع والأزقة من جديد بلون مغاير على الرغم من الحملات الأمنية التي قادتها السلطات الأمنية.

حضرت الصلاة يا عباد الله، قد حضرت الصلاة يا عباد الله، عبارات كانت كافية للقيام ورص الصفوف واستقبال القبلة لمناجاة رب العزة، وبعد رفع سبع تكبيرات شرع الإمام في تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وقلوب العباد ترتجف مستحضرة في الوقت هول المشهد الذي يجسد ليوم الحشر والوقوف أمام رب العزة حين تبلغ القلوب الحناجر وترى الولدان شيبا…

وبعد، ركعتين مع التسليم، صعد الإمام يخطب في الناس، ويذكرهم بفضائل شهر رمضان وكرمه وجوده، داعيا إياهم للاستمرار على نفس النهج لأن ذلك من علامات قبول العمل، ليختم خطبته هاته بالدعاء لأمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله، ولعامة الناس والأمة الاسلامية.

انفض الجمع، وتبادل المصلون التهاني والتبريكات والعناق في زمن التقارب، بعد أن عاشوا أياما عصيبة زمن الحجر والتباعد الجسدي ضمن جائحة ألزمت البشر البيوت وحرمتهم من أداء شعائرهم الدينية وزياراتهم العائلية ومواساة بعضهم البعض في أوج الأزمات…ضمن جائحة أعادت ترتيب الاوراق وصياغة نموذج لحياة جديدة وتصالح مع الذات، ومن الناس من اعتبرها بلاء يتطلب الرجوع إلى الله بالابتهال والتضرع لعله يرفع البأس والبلاء….وعيدكم سعيد وكل عام وأنتم بألف خير.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.