نظم المقهى الادبي الفكري باولاد برحيل ندوة اختتامية لليالي رمضان الثقافية تحث إشعار “أي دور للوعي السياسي في التنمية”،وتمت استضافة مجموعة من الفعاليات السياسية والجمعوية بالمنطقة،يتقدمهم عبدالعزيز البهجة برلماني ورئيس جماعة اولاد برحيل،وعبدالمالك بازي رئيس جماعة تالكجونت،والحسين بورحيم برلماني ورئيس جماعة تنزرت ،وجمال البداز أستاد مادة الفلسفة.
وتقاسم الساسة الحاضرون تجاربهم في العمل السياسي انطلاقا من المجال الترابي الذي يتولون تدبير شؤونه المحلية ،وتحدثو عن الاشكاليات والمعيقات التي تواجه المنتخبين، أهمية الوعي السياسي والتحسيس به لتحقيق التنمية المرشودة.
وقال عبدالمالك بازي رئيس جماعة تالكجونت أن العالم القروي شهد تطورا مهما على مستوى الوعي السياسي و هذا الامر فرضته الظروف التاريخية التي كان يعرفها ،واستدل بأبيات شعرية أمازيغية تحيل على قدم وعي المواطن القروي بالسياسة قبل انخراطه في الاحزاب السياسية التي تنشر الوعي السياسي بواسطة منتخبيها،وعزز عبدالمالك بازي موقفه قائلا: أن نتائج الانتخابات التي سجلت أرقام مهمة هذه السنة في نسب التصويت تعكس الوعي السياسي لدى ساكنة الجبال على حد تعبيره.
وفي سياق موضوع السياسة العمومية أكد عبدالعزيز البهجة أن مسؤولية اختيار المنتخب المناسب الذي يستحق تدبير الشأن المحلي للجماعة الترابية تنطلق من الوعي السياسي لدى المواطنين وغيرتهم على المنطقة من خلال اختيار الشخص الذي تتوفر فيه الكفاءة اللازمة لتولية أمورهم وتحقيق مطالبهم،مضيفا أن التغيير الحقيقي ينطلق من وعي جيد بالافكار والعقليات ،وليس في شخنصة الامور،حيث اعتبر البهجة أن صناع التغيير الايجابي في الميدان السياسي لا ينبغي أن نربطهم بالسُلَّم الاجتماعي ومستواهم العلمي والدراسي فقط ،بل يجب أن نراهن على كفاءة المنتخب وبرامجه التي سوف يقدمها للساكنة،مضيفا أن التاريخ شاهد على الفئات التي أحدث تغييرا على مستوى الأنظمة، لم تكن طبقات غنية بل كانت طبقات فقيرة ومتوسطة ،إستطاعت أن ترتقي ببلدانها وتضمد الجراح.
وفي حديثه عن أدوار المنتخبين أكد البرلماني عبدالعزيز البهجة أن هناك معيقات إدارية تشوب تنزيل التنمية كتعقد المساطر الادارية والقانونية وبطئها ،وإشكالية المركزية التي خلقت فوارق مجالية بين جهات تستفيد من حصص مهمة من المشاريع والتمويلات ،وبين مناطق فقيرة وبطيئة من حيث التنمية،إضافة إلى بعض المعايير المجحفة فيما يخص التقطيع الترابي ،وأعطى نمودجا بإقليم تارودانت الشاسع الذي يعرف تباينا على مستوى التنمية وهذا راجع حسب تعبيره إلى قيمة الميزانية التي تصرف على الاقليم والتي أكد أنها لا توازي طموح المنتخبين الذين يضطرون إلى البحث ودق أبواب أخرى لتنمية جماعاتهم الترابية.
هذاوأرجع الحسين بورحيم في مداخلته أسباب فشل بعض المجالس المنتخبة في تنزيل التنمية إلى ضعف الوعي السياسي ،واعتبر أن سببه الصراعات التي تنشب بين المسؤولين والمجتمع المدني نتيجة أهداف تكون شخصية في الغالب،كما أكد بورحيم أن المجتمع المدني هو شريك استراتيجي للمجلس الجماعي ،وأشار أنهما يتقاطعان في تدبير الشأن المحلي،وينبغي أن تكون بينهما علاقة تكامل وانسجام.
وعرف جمال البداز أستاذ مادة الفلسفة في مداخلته مفهوم الوعي السياسي بمشاركة السلطة الشعبية أو ” الجماهير ” للسلطة الرسمية ” الحكومة ” في اتخاذ القرارات على مختلف المستويات ، وهو ما يتوجب بالضرورة تطوير وتطويع الممارسات الديموقراطية وبصورة صحيحة ومتقدمة ،وهذا الأمر بالطبع لا يمكن ان يحدث ويتحقق في أي مجتمع وبالشكل العلمي والسليم سوى في ظل وعي جماهيري وشعبي قادر على ممارسة حقه السياسي والقانوني والدستوري بطريقة علمية ومنظمة تفضي في نهاية المطاف الى نتائج وممارسات تتلاءم وروح الإسلام والعصر والمسؤولية الجماعية للأمة والوطن.
وقال الاستاذ جمال البداز أن الوعي السياسي للأفراد، وحده من يستطيع في ظل المتغيرات والتحولات العالمية الراهنة وحتى تلك التي من المتأكد أنها ستحدث في المستقبل القريب والبعيد على خلق ذلك التوازن القانوني والإنساني والفكري السليم ما بين حق الجماهير في مشاركة السلطة في اتخاذ القرارات، وشرعية السلطة السياسية في تنظيم وتاطير ذلك الحق حفاظا على هيبتها ومكانتها .
عبدالعزيز جوبي ـ أولادبرحيل
