الرئيسية منوعات طقوس رمضانية بيتزنيت تنهل من الماضي والحاضر

طقوس رمضانية بيتزنيت تنهل من الماضي والحاضر

كتبه كتب في 15 أبريل 2022 - 15:19

تحرص ساكنة مدينة تزنيت، خلال شهر رمضان المبارك، على الارتباط بالعادات والتقاليد الأصيلة، والتشبث بالعادات والتقاليد والسلوكيات والممارسات والطقوس الرمضانية النابعة من القيم المغربية.

كما يكتسي شهر رمضان لدى أهالي تزنيت أهمية خاصة تعكسها الأجواء الروحانية والممارسات الاجتماعية المتوارثة التي تجد أصولها في تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السمحة.

ويقترن شهر رمضان بعاصمة الفضة، بمجموعة من العادات والتقاليد الروحانية والاجتماعية والثقافية العاكسة لتمسكها بموروث الأجداد وعاداتهم إلى جانب ارتباطها بعادات غذائية واستهلاكية مرتبطة بالحاضر.

ومن بين الطقوس الرمضانية التقليدية التي تميز المنطقة، تجد أكلة “أفشكو لبروج” ومشروب “المريس”، وهما وجبتان تجدهما، خاصة، في أوساط الأسر الشعبية التي توارثت هذه العادات ذات الأبعاد الاجتماعية والثقافية منذ عقود خلت.

وقال الأستاذ الباحث في التراث اللامادي، عبد الكريم شعوري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “إن العادات الغذائية والمأكولات والأطعمة التي تميز إقليم تزنيت خلال الشهر الفضيل، قلما تختلف عما هو سائد في البوادي المجاورة”.

وأضاف أن أكلة “أفشكو لبروج” يتم إحياؤها في ليلة القدر، التي ترتبط لدى الساكنة المحلية بسمات خاصة، حيث تشكل مناسبة لتبادل الزيارات العائلية.

ويتم تحضير هذه الأكلة، حسب السيد شعوري، باللحم والبيض المسلوق المغروس في قصب مثبت وسط الكسكس على شكل دبابيس، تحمل كمية من التمور من نوع “بوفكوس”.

وتابع الباحث أن تزنيت تشتهر أيضا كسائر المناطق الجنوبية في هذا الشهر المبارك بتناول مشروب “المريس” للتغلب على عطش الصيام، حيث يعمد سكان المدينة إلى احتسائه في وجبة السحور.

ويتكون هذا المشروب، حسب الأستاذ، من دقيق الشعير المحمص ومنسم بنباتات عطرية، إذ يتم خلط هذا الدقيق بالماء والحليب، ويحافظ هذا المشروب على نسبة الماء في الجسم ويجنب العطش الحاد خاصة بالنسبة لمن يشتغلون في مهن شاقة.

وتواكب الأجواء الرمضانية بتزنيت عادات غذائية أخرى، كتحضير الحساء (الحريرة) المعد أصلا من دقيق الشعير أو من الشعير المهروش (إبري) أو من الذرة والذي يشرب مع التمر أو التين المجفف أو التين الشوكي المجفف، وبعده يقدم الشاي مع “البسيس” المعد من دقيق الشعير المحمص أو معجونا بالسمن.

أما الأكلة الرئيسية، التي تلي شرب الحساء، فهي الكسكس المعد بالخضر المجففة واللفت وزيت الزيتون أو الأركان دون أن يكون اللحم ضمن مكوناته.

وفي وجبة السحور، دأبت بعض الأسر، خاصة بالمدينة العتيقة، على إعداد طاجين بلحم الضأن أو البقر أو الدجاج فيما تختار أسر أخرى إعداد “البطبوط” أو ما يعرف بـ “خبز المقلة” المدهون بالزيت أو الزبدة البلدية مع العسل.

تحمل هذه العادات الشعبية، دلالات ثقافية واجتماعية ودينية، بدأت في الوقت الراهن تتلاشى خاصة في أحياء المدينة الجديدة، مع إبقاء بعض الأسر الشعبية داخل المدينة العتيقة على هذا الموروث والحفاظ عليه من الاندثار بسبب مظاهر التحديث التي طالت جوانب عديدة من العادات الغذائية في المجتمع.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *