الرئيسية مجتمع اغتصاب الزوجات: عندما يبيحه العرف ويسكت عنه القانون!

اغتصاب الزوجات: عندما يبيحه العرف ويسكت عنه القانون!

كتبه كتب في 21 ديسمبر 2012 - 15:53

على الزوجة الاستجابة لزوجها عندما يطلبها إلى الفراش، ولا يجوز لها التأخر عن أداء هذا الأمر «العسكري» بل عليها الامتثال الفوري دون أي حوار مسبق، فهي وجدت من أجل إرضاء رغباته وعليها الطاعة دون أي رفض..! لكن ما الذي يحدث عندما ترفض الزوجة إشباع رغبة الزوج.. بالطبع، يحدث «الإغتصاب الزوجي» كيف  يتم ذلك ؟ ولماذا يحدث؟ وما هو هذا النوع من الاغتصاب؟ شهادات صادمة لزوجات مورس عليهن الجنس بالقوة من طرف أزواجهن وخضعن لشتى أنواع الممارسات «الشاذة».

«كان يوثقني إلى السرير، ويمارس تجاهي شتى أنواع التعذيب.. ثم يعمد إلى اغتصابي».. كانت أسماء في الأربعين من العمر تبكي وهي تتذكر تفاصيل الممارسة الشاذة التي كان يعمد إليها زوجها كلما عبرت عن تذمرها من حياتها البئيسة التي تعيشها معه..

على مدى عشر سنوات وأسماء تشعر بالمهانة قبل الشعور بالآلام الجسدية وهي صامتة.. لم تستطع أن تعبر عن آلامها تلك لأي أحد حتى لأقرب الناس إليها  وهي والدتها.. لكن فاض الكيل بقدرة قادر وقررت أن تبوح لصديقتها التي وجهتها لإحدى الجمعيات النسائية بالدارالبيضاء، وبالتالي قيام هذه الأخيرة بالتبليغ عن الزوج باتفاق مع الزوجة لتنتهي حياة دامت عشر سنوات وطفل كثمرة لهذا الزواج بالطلاق رغم أنها تقول إن تحرشات زوجها بها مازالت مستمرة وأنها تقدمت بشكايات ضده إلى الشرطة أكثر من مرة. لكن الزوج لحد الآن يتحرش بها بعد ثلاث سنوت من الطلاق.

ذل ومهانة

حكايات عديدة ومؤلمة تعيد رسم نفس المعاناة إحداها ترويها قائلة: «تزوجته زواجا تقليديا وكانت لنا شقة خاصة ومواردنا المادية مستقرة، وأنجبنا طفلا، أي أننا كنا نمثل الصورة المثالية لأي علاقة زوجية على الأقل على المستوى الداخلي.. الليلة الأولى شعرت أن هناك شيئا ما غير عادي في ذلك الزوج، فليلة الدخلة كانت أسوأ ليلة في حياتي وتلتها الليالي السيئة الواحدة تلو الأخرى.. بصراحة اغتصبني زوجي في هذه الليلة».

افتض زوجها بكارتها بكل ما أوتي من قوة إلى درجة أن الأمر استدعى نقلها إلى قسم المستعجلات بالدارالبيضاء على وجه السرعة بعد أن تعرضت لنزيف حاد.. وكاد الطبيب المداوم هناك أن يبلغ عن الزوج لولا توسلات والديه وكذلك أسماء التي رأت أنه لا يمكن أن تبدأ حياتها الزوجية بالتبليغ عن زوجها..

توالت ليالي التعذيب، بل إنه في كثير من الأحيان كان يعمل على توثيقها في واضحة النهار ويمارس عليها الجنس بكل قوة.. تقول أسماء « فوجئت به في يوم من الأيام يدخل البيت بعد عودته من عمله، وكنت وقتها فى السطح أقوم بنشر الغسيل. كنت مرهقة ومتعبة من أعمال المنزل من تنظيف وطبخ. وفجأة وجدته يدعوني إلى السرير».

تتابع «حاولت أن أشرح له أنني مرهقة ولا أستطيع الممارسة فى هذا الوقت، فوجدته يقوم بشدي من ذراعي ولفها بطريقة عنيفة حول ظهري وقام بدفعي إلى غرفة النوم.. ومارس علي الجنس وبعد أن انتهى قام وكأن شيئا لم يكن ولم أشعر وقتها سوى بالذل والمهانة الشديدة حتى أنني ذهبت إلى الحمام لأتقيأ».

تصف هذه الزوجة ما شعرت به بعد هذا الإذلال قائلة «أحسست بأن كرامتي قد أهدرت وأنني لم أعد بالنسبة له سوى مكان لتفريغ شهوته دون اعتبار لمشاعري، هذا ناهيك عن الآلام الحسية التي كنت أشعر بها على مستوى جهازي التناسلي والتي اضطرتني أكثر من مرة اللجوء إلى طبيب النساء والتوليد للاستفادة من فحوصات طبية بسبب التهابات الحادة التي كنت أعاني منها».

ضرب وإهانة.. ثم علاقة !!

هند في الثلاثين من عمرها وأم لثلاث أطفال تقول «عاد زوجي إلى المنزل فى وقت متأخر من الليل، وكنت قد استغرقت في النوم بعد يوم طويل من العمل، ثم في المنزل بعد عودتي من العمل. دخل زوجي إلى غرفة النوم وأيقظني من النوم ليطلب مني أن أعاشره».

أخبرته هند بأنها تعاني من التعب وأنها لا تستطيع التجاوب معه. لكنه أصر على أن هذا حقه الشرعي وتحجج بحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم معناه أن أي امرأة تبيت الليل وزوجها غير راض عنها يغضب عليها سبحانه وتعالى وتظل الملائكة تلعنها حتى صباح اليوم التالى.

أخبرها بأن هذا حقه وسيحصل عليه إن هي شاءت أو رفضت، وأحذ يمارس عليها الجنس وهي رافضة فقام من السرير وهو غاضب وأخذ يسبها ويشتمها ويلعن اليوم الذي تزوجها فيه.. ثم قام بضربها على وجهها بعد أن وصل به الغضب إلى درجة لا يستطيع فيها التحكم فى أعصابه ومع ذلك مارس عليها الجنس بعنف».

تنهي هند حديثها قائلة «لهذا فإنني أريد الطلاق منه، خصوصا بعد أن تكررت هذه العملية عدة مرات متفرقة خلال حياتنا الزوجية».

فاطمة الزهراء في العشرينيات من عمرها اعتبرت أن ممارسة الاغتصاب الزوجي هو مرض نفسي، فالرجل عندما يقوم باغتصاب زوجته من المؤكد أن يكون لديه اضطرابات نفسية، كأن تكون لديه مشاكل بطفولته وخلل في علاقته مع أمه، مما يخلق حاجة للرجل بالسيطرة على المرأة والإنتقام منها، وهذا ما حدث مع زوجها، وبالتالي قرارها بعدم الاستمرار في تلك الزيجة قبل فوات الأوان، وتعني  إنجاب أطفال.

تقول هند «تزوجته وأنا أعرف أنه يعاني من مشاكل في الصغر وأن السبب في تلك المشاكل والدته التي كانت تتزوج كثيرا إلى درجة أنها ارتبطت بثماني رجال وكان كل علاقة تنتهي بالفشل كسابقتها، من الأكيد أن  هذا سيؤثر سلبا على نفسيته.. وعندما تزوجته عشت معه الأمرين».

لم تكن معاملة يوسف لفاطمة الزهراء تتسم بالعنف على مستوى المعاملة اليومية بل امتد ذلك إلى معاملتها بالعنفد على مستوى الفراش فكلما أخبرته أنها لا تستطيع أن تقيم معه علاقة يقوم بضربها ويمارس عليها الجنس بقوة ناسيا ما يمكن أن يحدث لها من التهابات على مستوى عضوها التناسلي أو نذوبا على مستوى نفسيتها فقررت أن تطلب الطلاق بعد أثبتت للقاضي عن طريق الخبرة الطبية ما تعانيه على مستوى الفراش.

سادي رغم أنفها

تكشف تفاصيل قضية أخرى وصلت إلى محكمة الأسرة بالدارالبيضاء ما عانته كلثوم البالغة من العمر خمسة وثلاثين سنة مع زوجها الذي لم يكن يضربها لإجبارها على الفراش وإنما لمجرد أنه يجد لذة في ذلك، بمعنى أنه صاحب شخصية سادية يمارس مرضه متذرعا بما يراه حقا يمنحه له الشرع والعرف والقانون، وأن من حقه استخدام الضرب تأديبا معتبرا المرأة أداة لتمتيع الرجل».

تقول كثلوم وقد اغرورقت عيناها بالدموع «أنا متأكدة بأن زوجي مريض، فما يمارسه علي من عنف أما أبناءه لا يمكن اعتباره أمرا عاديا، فنظرا للمشاكل الزوجية التي أصبحت أعيشها أصبحت أتفادى النوم معه في غرفة واحدة والنوم في غرفة أبنائي، الشيء الذي استفزه كثيرا وأصبح يجرني كل ليلة من شعري في اتجاه سريره بعد  أن يضربني أمام أبنائنا ضربا مبرحا  ليمارس علي الجنس وفي كثير من الأحيان كان أبنائي يقفون على الباب يتابعون المشهد الأليم وهم يبكون».

طلبت كلثوم الطلاق منه لكن ذلك كان يزيده غضبا ووحشية مستغلا كون والديها قد توفيا ولا يوجد لديها مسكنا آخر غير بيت الزوجية..

استطاعت كلثوم أن تطرق باب إحدى الجمعيات النسائية بمساعدة جارتها وتطلب الطلاق بعد أن استقرت مرحليا عند خالتها  في انتظار أن يبت القضاء في طلب طلاق  الشقاق التي تقدمت به قبل شهر واحد فقط.

ممارسات «شاذة»

«في الوقت الذي يتذرع فيه بعض الأزواج بأن الشرع بعد العرف يبيح لهم ممارساتهم ضد زوجاتهم، إلا أن الإسلام وضع آدابا واضحة لتحقيق الانسجام الزوجي في كافة تفاصيله، وخصوصا ما يتعلق منه بالمعاشـرة. زوجي من هذه النوعية التي تتذرع بالشرع كثيرا، إنه يعتبرني حرثا يحرثني أنى شاء، خصوصا أنه سلفي.. وبالتالي فإنه كان يطلب مني أن ألعق عضوه الذكري وأن يلامس مؤخرتي بعضوه دون الإيلاج وهي ممارسات كانت تشعرني بالمهانة فأنا لم أكن راضية على ممارساته تلك».

لتتابع حياة مسترسلة.. «حاول هذا الزوج أن يمارس معي هذه الأمور أكثر من مرة إلا أنني كنت أرفض وعندما نفذ صبره ضربني في إحدى المرات ضربا مبرحا ومارس علي الجنس من الدبر بالقوة متناسيا أن الشرع الذي يتباهى به حرم عليه ذلك».

وتضيف «استحملت زوجي لثلاث سنوات، لعله يكف عن أفعاله تلك، خصوصا أنه كان على المستوى المادي  يغدق علي أموالا كثيرة. كنت أحدثه وأطلب منه أن يعمل بما أمره الله أي أن يعاملني بالمعروف ، لكن كان مصرا على تحقيق شهواته بدعوى أن الله أوجدني الله في هذه الدنيا لهدفين هما الإنجاب والعمل على تمتيعه بشتى الطرق في المقام الأول».

عندما فشلت حياة في جميع محاولاته طلبت منه الطلاق، لكنه رفض طلبها وقرر هجر فراش الزوجية ليتزوج من أخرى تعمل على تمتيعه كما يريد على حد قوله.. الزوجة الثانية تعيش نفس مشاكل حياة، إلا أنها أكثر قوة منها، فقد تركت بيت الزوجية وطلبت الطلاق عن طريق رفع دعوى تطليق والمحكمة تنظر فيها الآن.

بالنسبة لسعاد فإن زوجها لا يحلو له ممارسة الجنس إلا من الدبر، لا تنكر أنها شاركت معه في «المصيبة» مرة واحدة لكي لا يبحث عن هذه النوعية من «المتعة» بعيدا عن بيت الزوجية، إلا أنها كما تقول لم تستطع الاستمرار، وعندما رفضت اغتصبها بالقوة ومارس عليها الجنس من الدبر أكثر من مرة بعد أن هددها بأنه سيعتدي على ابنتها من زوجها الأول والبالغة من العمر عشر سنوات إن هي لم تلب رغبته. سعاد مازالت تلبي رغبة زوجها التي تشعرها بالمهانة والدل خوفا من أن ينفذ تهديده في يوم من الأيام.

اغتصاب بعد عقد القران

لم تجد وفاء في القوانين ما يحميها ويسترد حقها بعد ان اغتصبها زوجها بعد شهر من عقد القران.. أرادت وفاء التعرف على خطيبها بعد عقد القران، لكنها اكتشفت فيه الرجل غير المناسب لهذا قررت فسخ عقد القران أي الطلاق، فما كان منه إلا أن طلب منها الانفراد بها في بيت أهله للحدث في الموضوع واستغل أنه لا يوجد أحد بالبيت واغتصبها تحت التحديد بالسلاح قصد إذلالها.

قررت وفاء رفع دعوى اغتصاب بمساندة أهلها إلا أنهم لم يستطيعوا إثبات الواقعة، فما كان منهم إلا أن استعطفوا «المغتصب»»  للزواج بوفاء إ أنه رفض بالطبع وحدث الطلاق بينهما.

نجية كغيرها من النساء المعنفات عن طريق الممارسة الجنسية إن صح التعبير، اغتصبها خطيبها مباشرة بعد عقد القران لمجرد أنها نعته بالضعف ببسب خضوعه لوالدته ولإرادتها كما تقول نجية، لتضيف «زوجي كان ومازل شخصا ضعيفا أمام والدته.. أذكر أنه بعد عقد القران مباشرة لاحظت أنه يلبي رغبات والدته باستمرار ليس بدافع الطاعة وإنما بدافع الخضوع.. كان ضعيفا بكل ما تحمله الكلمة.. وفي جلسة نقاش قلت له «نت ماشي راجل»، ولأن هذه الوصف دغدغ مشاعره استدرجني إلى بيت أهله في إحدى المرات واغتصبني.. صحيح أننا تزوجنا بعدها لكنه مازال مستمرا في أفعاله فكلما شعر بالإهانة من طرفي حتى ولو كان خاطئا في ذلك يعمل علي ضربي وممارسة الجنس علي بالقوة.. لم أطلب الطلاق فقد أنجبت معه طفلين ومن أجلهما أحافظ على استمرار العلاقة الزوجية بيننا».

تنهي نجية حديثها بالقول «بعض النساء المعنفات يتعرضن لممارسات جنسية غير منطقية، تهينهن، وتقـلل من إحسـاسهن بالاحـترام من طرف الأزواج، فأيـن حـماية القانون لإنسانية  هولاء النساء في المغـرب؟».

اغتصاب الزوجة عنف غير معلن عنه

في المغرب من المستحيل اعتبار إكراه الزوج للزوجة على الجنس بأنه اغتصاب، بل هو سوء معاشرة جنسية، لكنه غير مجرم قانونا.. المعضلة عند اللجوء للقضاء يجب أن يكون هناك ضرر بالغ وتقارير طبية تظهر وجود آثار عنف حتى تتمكن الزوجة من إثبات ذلك. كما أنه لا يوجد نص قانوني يجرم هذه الحالات. وهذا يساعد بعض الرجال ليفعلوا ما يشاءون.

يوجد في بلادنا  محرم لا يجب الاقتراب منها. فالجنس هو من القضايا المسكوت عنها، لكن هذا لا يعني أن النساء لا يتعرضن للعنف أو لإكراه الزوج لهن في الجنس.

النساء عموما يتحدثن بداية عن مشكلاتهن تحت مظلات أخرى غير المظلة الحقيقية للمشكلة. لكن بعد الحديث مرارا وتكرارا يتبين أن المحرك الأساسي للمشكلة مع زوجها هو سوء معاشرة الزوج الجنسية لها.

هذاالعنف الذي تتعرض إليه بعض النساء هو عنف غير معلن، فالعنف الجسدي عادة تكون آثاره ظاهرة من أورام وآلام وأيضا العنف المعنوي من اكتئاب وانهيار نفسي، لكن الإغتصاب الزوجي هو عنف لا يمكن إثباته إلاعن طريق الزوجة نفسها وهذا ما يستلزم جرأة منها للكشف عن ذلك.

أنا أطالب بإقرار قانون يحمي الزوجات من هذا النوع من العنف.. هنا أتساءل.. هل ينجح هذا القانون في حماية نساء المغرب من تنفيذ مهمات لا مزاج لهن فيها في وقت من الأوقات أو تمارس عليهن بعنف ووحشية إن هن رفضن ؟

الأستاذ الحسين كنون

محام بهيأة القنيطرة

خمس خطوات لتحديد الاغتصاب الزوجي

إليك خطوات لتحديد الاغتصاب الزوجي:

يجب أن تدركي بأنك تمتلكين الحق في رفض الاغتصاب ضمن إطار الزواج. فالمدى العاطفي البعيد بالإضافة إلى التأثيرات الجسدية يمكن أن تكون مدمرة وضارة لصحتك.

قومي بالاتصال بجمعية نسائية للتبليغ عن الاغتصاب.

أنت من يجب أن يقيم ويفرق بين حالات الاغتصاب والمداعبة الخشنة مثلا. إذا كان الزوج يقوم بإكراهك على ممارسة الجنس بشكل دائم مع ترك آثار من الكدمات والضرب فهذه ليست معاشرة زوجية، بل اغتصابا.

إن التبليغ عن حالة الاغتصاب الزوجي له عواقب، لذا يجب أن تقومي بإنجاز تقرير طبي يبين الحادثة، مع وجود شهود على حالتك البدنية بعد الاغتصاب الزوجي إذا أمكن.

في أغلب الأحيان قد يحتاج الزوج لعلاج نفسي لمعرفة سبب استمتاعه باغتصاب زوجته بهذه الطريقة.

يمكن للاغتصاب الزوجي أن يترك آثارا نفسية سلبية على الزوجة، والأطفال، وقد يؤدي في كثير من الحالات إلى الإصابة الخطيرة أو الوفاة نتيجة النزيف المهبلي أو الالتهابات الشديدة أو التعرض لكدمات خطيرة.

الأحداث المغربية

مشاركة