الرئيسية سياسة اسبـانيـا تنتصر ” للمقاربة الواقعية ” في ملف الصحراء المغربية

اسبـانيـا تنتصر ” للمقاربة الواقعية ” في ملف الصحراء المغربية

كتبه كتب في 21 مارس 2022 - 00:41

ن قضية الصحراء المغربية هي قضية كل المغاربة في الداخل و الخارج.. هي قضية المسؤولين و المواطنين معا…هي قضية يـلفهـا إجماع وطني..لذلك واظب جلالة الملك على إطلاع الشعب بكل التفاصيل و بكل الأخبار سواء عن طريق الخطب أو الرسائل أو البلاغات…وهو ما سهل على الشركاء الدوليين الوصول لقناعة مهمة مفادها ، أن الصحراء المغربية هي جوهر الوحدة الوطنية و هي السقف الذي لا يجب المساس به او التفاوض بشأنه…و ان مغربية الصحراء هي حقيقة ثابتة ، لا نقاش فيها بحكم التاريخ و الشرعية و بإرادة قوية لأبنائها و بإعتراف دولي…

لقد حددت الخطابات الملكية الأخيرة ، خاصة خطابيْ ثورة الملك و الشعب و المسيرة الخضراء لسنة 2021 الإحداثيات الجديدة لكل تعامل اقتصادي أو تجاري مع المغرب ، كما حددت بدقة معالم حُسن الجوار و احترام الخصوصيات الوطنية و التاريخية.. حيث طالب المغرب كل شركائه بتنبني مواقف أكثر جرأة و وضوحا بخصوص قضيتنا الوطنية ، كما حذر أصحاب المواقف الغامضة و المزدوجة بعدم استعداد المغرب للدخول معهم في مشاريع اقتصادية و تجارية لا تشمل الصحراء المغربية…

وهي الإحداثيات التي وضعت قضية الوحدة الترابية في دينامية إيجابية لا يُمكن توقيفها… تُـوِجَت بالاعتراف السيادي الأمريكي بمغربية الصحراء و بافتتاح عدد كبير من القنصليات (24قنصلية ) سواء بالعيون أو الداخلة المغربيتين و بانخراط الممثلين الحقيقيين لسكان الصحراء المغربية في أوراش البناء و التنمية و كذا في الدفاع عن مغربية الصحراء من داخل منظمات و هيئات أممية…
هذا في الوقت الذي واصل فيه النظام الجزائري تشويه صورة المغرب بالخارج و ” شيطنته ” داخل القطر الجزائري الشقيق…و القيام بإجراءات أحادية من أجل عزل المغرب عن محيطه المتوسطي وعمقه الإفريقي…لكنه كان يعود في كل مرة بخُفيْ حَـنيـن…

ولعل ما تضمنه البلاغ الملكي ليوم 19مارس 2022، بخصوص رسالة رئيس الحكومة الاسبانية ” بيدرو سانشيز ” بتبني ” المقاربة الواقعية ” وأن الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب منذ سنة 2007هو الأساس الأكثر جدية و واقعية و مصداقية من أجل تسوية الخلاف… يــدخل في صُلب تلك الديناميكية ، فهو من جهة أحاط الشعب المغربي بتطورات إيجابية في ملف وحدته الترابية ، و من جهة ثانية أعلـن عن نهاية أزمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث للمملكتين العريقتين الجارتين ، و التي أشعل فتيلها استقبال زعيم الانفصاليين بنبطوش/ إبراهيم غالي الملطخة يـداه بدماء القتلى و المعتقلين والمختفين قسريا داخل مخافر التعذيب و الاغتصاب…
وهي الأزمة التي استغلها النظام العسكري بالجزائر من أجل تسميم الآبار المشتركة بين المغرب و اسبانيا بما فيها الهجرة و المبادلات التجارية و التعاون الأمني و القضائي وغيرها من الملفات المشتركة بين البلديين..

لن نلتفت الي رَدًات الفعل الغاضبة من النظام العسكري بعد الموقف التاريخي للدولة الاسبانية بخصوص ملف الصحراء المغربية و استدعاءه لسفيره بمدريد للتشاور ، بعد فشله في توضيف سلاح أنابيب الغاز الطبيعي ، و بعد انتهاء صلاحية بضاعة بعض ” باعة المواقف ” من صحافيين و كتاب و سياسيي الصف الخامس باسبانيا…كما لن نلتفت لـدموع التماسيح من مُـروجي الاطروحة الانفصالية و سعيهم لشراء الأصوات و تفصيل تقارير ضد الوحدة الترابية المغربية…
بل سنتطلع للمرحلة الجديدة التي أعلـن عنها رئيس الحكومة سانشيز و فَـصًل مضامينها وزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس…و التي تقوم على الاحترام المتبادل و احترام الاتفاقيات وغياب الإجراءات الأحادية و الشفافية و التواصل الدائم…

لكن ونحن نُـعيد قــراءة معالم المرحلة الجديدة بلسان وزير الخارجية الاسباني يوم 19مارس 2022 ..نكاد نعيد قراءة نفس فقرات خطاب ثورة الملك و الشعب لـيوم 20غشت من سنة 2021 عندما قال جلالته ” اننا نتطلع بكل صدق وتفاؤل لمواصلة العمل مع الحكومة الاسبانية ومع رئيسها معالي السيد Pedro Sanchez من اجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين على أساس الثقة و الشفافية و الاحترام المتبادل و الوفاء بالالتزامات….”
و بــالرجوع لنفس الخطاب سنقف على أن على ان هذه النتيجة التاريخية كان من وراءها جلالة الملك محمد السادس من جهة بقولـه يوم 20غشت 2021 ” تابعت شخصيا و بشكل مباشر سير الحوار و تطور المفاوضات…” ، و من جهة أخرى العاهل الاسباني ” فيليب السادس ” الذي صرح خلال استقباله للسلك الديبلوماسي المعتمد بمدريد في يناير من سنة 2022 … بمثانة العلاقات الديبلوماسية بين مدريد و الرباط و ضرورة الدفع ببنا…

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *