الرئيسية ارشيف بعد دمار الصبار والأركان… النحل يهجر خلاياه

بعد دمار الصبار والأركان… النحل يهجر خلاياه

كتبه كتب في 3 فبراير 2022 - 11:43

أمينة المستاري/ ج24

بعد الخسائر الفادحة التي أصابت الصبار بجهتي سوس ماسة وكلميم وادنون، جراء الهجمات الشرسة للحشرة القرمزية والتي أصابت مئات الهكتارات، وبعد الضربة الموجعة التي تلقاها الأركان هذه السنة بسبب الرياح، تأتي الضربة القضية مع انهيار طوائف النحل ليس فقط على مستوى الجهتين بل على المستوى الوطني ككل، لترسم وقعا سوداويا بالنسبة للمهنيين في القطاع الثلاث، لاسيما النحالة الذين دقوا ناقوس الخطر واستنفروا الوزارة المعنية.

حيرة تملكت النحالة بمجموعة من المناطق، بعد أن لاحظ المهنيون عدم رجوع النحل إلى الخلية، يقول عبد السلام أحد المهنيين بإقليم تاونات: ” لاحظنا أن النحل لم يعد للخلية، ويوما عن يوم تفاقم الأمر، حتى لوحظ بقاء الملكة بمعية أعداد قليلة من النحل، وهو ما لا يحقق درجة محددة من الحرارة مما جعل الملكات لا تضع بيضها…كما أن أعدادا من النحل لم تعد قادرة على الحركة، في وقت كان يتجاوز أحيانا 50 ألف، وحاليا  لا يتجاوز عددها أحيانا 1000 نحلة، وهو أمر محير فعلا “.

عبد السلام وباقي المهنيين بالإقليم عقدوا اجتماعا بالمندوبية الإقليمية للفلاحة، استعرضوا مشاكلهم وعرضوا مخاوفهم، ومن بين الحلول التي اقترحها بعضهم الإبقاء على هذه الكائنات في مكانها وعدم ترحيلها من منطقة إلى أخرى، خاصة وأن المشكل لا يتعلق بتاتا بمسألة التغذية، وهو نفس الموقف بالنسبة لباقي المهنيين بمناطق عديدة بالمغرب.

يبقى أمل المهنيين في إنقاذ ما يمكن إنقاذه مع دعم الحكومة المقدر ب130 مليون درهم المخصصة من طرف الحكومة، لتنزيل مجموعة من الإجراءات خاصة دعم النحالين لإعادة إعمار الخلايا وتوزيع طوائف نحل جديدة والقيام بحملة وطنية لمعالجة الخلايا ضد داء الفارواز، والقيام بحملات تحسيسية لفائدة المربين خاصة ما يتعلق بالممارسات الجيدة لتربية النحل.. بعد جلسة عمل بين رئيس الحكومة ووزير الفلاحة السبت الأخير لتدارس المشكل.

وأكد المدير العام ل”أونسا” أن التحريات المخبرية التي قامت بها مصالحه استبعدت أن يكون مرض ما قد أصاب النحل وتسبب في حدوث الظاهرة، مؤكدا أن المكتب شكل لجنة خبراء متعددة التخصصات لمواصلة الأبحاث، إضافة إلى التقصي الميداني بالتعاون مع المهنيين.

مشكل انهيار طوائف النحل ظهر منذ شهر ماي من السنة المنصرمة، بعد أن لاحظ المهنيون ظاهرة مرضية تمثلت في موت اليرقات قبل اكتمال نموها، وغياب الخلف للنحل المسن خاصة بالنسبة للجيل الشتوي المتميز بخصاله لاسيما عمر الشغالات، وهو سبب يؤدي لانهيار الطائفة بأكملها، مما يجعل الملكة تبقى وحيدة وتموت بموت آخر النحلات.

النحالة في شخص النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل، وثقوا الظاهرة بالصور والفيديوهات، مؤكدين في بلاغ لهم فيما بعد، أنه تمت السيطرة على مشكل انهيار طوائف النحل، ولم تتضرر مجموعة من المناحل بالمغرب، ممن بقيت منعزلة عن الاختلاط أثناء ترحيل النحل للمراعي المكتضة بشكل سنوي، ونجت بذلك عن المناحل الموبوءة.

النحالة بسوس كغيرهم من المهنيين في قطاعات فلاحية أخرى، يضعون أيديهم على قلوبهم، فمنذ أربعة أشهر يعيشون على وقع هذه الحالة، صناديقهم شبه فارغة من ساكنيها، وتحول أملهم إلى ما سيحصلون عليه من دعم لإعادة إعمار الخلايا المهجورة.

ويبدو أن الحظ السيء انتقل إلى مجال تربية النحل، بعد أن مس في وقت سابق الأركان وقبله الصبار، فقد أطلق المهنيون من جمعيات وتعاونيات ناقوس الخطر بخصوص تراجع محاصيل الأركان، بعد سقوط غلته “الأفياش” وهي في مرحلة الإزهار، التي تراجعت بشكل كبير، وكثرت التأويلات حول السبب الحقيقي لذلك هل هي بسبب الجفاف أو الرياح؟ واقع دفع بالتعاونيات إلى إغلاق أبوابها، لقلة المنتوج والمضاربة في المخزون.

الصبار بجهة سوس وغيرها لم يسلم من جائحة “الحشرة القرمزية”، التي كبدت مناطق عديدة بالجهة خسائر كبيرة، وخلفت بمجموعة من المناطق دمارا شاملا من قبيل منطقة آيت باعمران بإقليم سيدي إفني، كما شنت غارات على المنازل فحرمت ساكنتها من نعمة النوم، بل هاجمتهم وتسببت لبعضهم في مشاكل صحية.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.