الرئيسية مجتمع فلاحون يدقون ناقوس الخطر بسبب احتضار الواحات واستفحال المخاطر البيئية بدرعة

فلاحون يدقون ناقوس الخطر بسبب احتضار الواحات واستفحال المخاطر البيئية بدرعة

كتبه كتب في 31 ديسمبر 2021 - 00:36

عبدالعزيز جوبي ـ روبورطاج حول وضعية المناطق الواحية بدرعة

على غرار المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها جهة درعة تافيلات التي تعتبر من بين أفقر الجهات على الصعيد الوطني بناءا على معطيات مجالية ظاهرية ،أبرزها قساوة الظروف الطبيعية بالجهة تبرز في مناخ صحراوي شبه قاحل ،الذي تسبب في تراجع مهول للموارد الطبيعية بدرعة في الآونة الأخيرة.

أصبح هذا الوضع يدق ناقوس الخطر حول مصير المجال الواحي بمنطقة درعة،خاصة في ظل استفحال المخاطر البيئية،الشي الذي جعل جميع الفعاليات بالمنطقة تلتئم وتفكر في حلول بديلة من أجل تجاوز هذا الوضعية البيئية الكارثية والمقلقة.

وتمخض عن ذلك تنظيم يوم دراسي من طرف جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة يوم الأحد 19 دجنبر 2021 في موضوع ” المخاطر البيئية التي تهدد واحات درعة : زراعة البطيخ الاحمر،جفاف،حرائق الواحات”،حيث تعزز الموضوع بحضور تمثيلية مهمة من الفلاحين بواحات درعة الست وفعاليات المجتمع المدني وباحثين .

وفي سياق متصل بالموضوع تم التطرق إلى عدة مشاكل في هذا اليوم الدراسي ،أبرزها الجفاف ومشكل زراعة البطيخ الاحمر،إضافة إلى مشكل حرائق الواحات والوضعية المقلقة والكارثية التي تعيشها واحات إقليم زاكورة.

وصرح أقشباب جمال رئيس جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة لجريدة سوس بلوس قائلا :”إن المجتمع المدني بدرعة يستنكر الوضع البيئي الكارثي المتفشي هنا،خصوصا استفحال المخاطر البيئية والتدهور الخطير للموارد المائية السطحية والباطنية بسبب الجفاف والاستنزاف،إضافة للتراجع غير المسبوق لأشجار النخيل بالواحات حيث تحولت أغلبها إلى أطلال ومقابر،و ارتفاع نسبة التصحر وزحف الرمال إلى أرقام قياسية،إضافة إلى استمرار ظاهرة الحرائق بجل الواحات بشكل كبير.

وأشار أقشباب جمال إلى غياب دراسات علمية تؤكد على الحجم الحقيقي للمياه الجوفية بدرعة،إضافة إلى تضرر هذه المياه بسبب تعرض درعة لجفاف قاسي لم تشهده من قبل.

وأضاف جمال أقشباب لسوس بلوس بتعبير حزين :” وزراة الفلاحة تتحمل قسطا مهما من مسؤولية هذا الاستنزاف الهيدرولوجي للمياه بمنطقة واحات درعة ،وذلك من خلال تشجيعها لزراعات دخيلة هنا بدرعة على حد تعبيره وتتمثل في زراعة البطيخ الاحمر،مما أثر على الفرشة المائية الباطنية وتسبب ذلك في تراجع فضيع لحقينة السدود بالمنطقة وتدهور لم يسبق له مثيل”.

غياب استراتيجية لتدبير الموارد المائية بالمجال الواحي لدرعة.

وارتباطا بالموضوع أكد أقشباب أن الفلاحين بواحات درعة استسلمو للأمر الواقع أمام تدهور الموارد المائية وتركو واحاتهم تنذثر وتنكمش ،بسبب غياب استراتيجية لجبر ضرر هؤلاء الفلاحين ،حيث لم يستفيدوا من أي شيئ ،و نبه أقشباب إلى غياب أي تعويض أو أية خطة لإعادة إحياء المناطق المحروقة ،خصوصا أن المناطق الواحية تشكل حزاما أخضر يلعب دورا بيئيا كبيرا على الصعيد الوطني وله أبعاد اقتصادية واجتماعية بالجنوب الشرقي.

وتحسر أقشاب رئيس جمعية أصدقاء البيئة باقليم زاكورة على احتضار المجال الواحي بالجنوب الشرقي حسب تعبيره ذلك راجع إلى فراغ مؤسساتي في مجال تدبير الشأن المائي، ومعاناة الفلاحين مع مؤسسة وكالة الحوض المائي درعة وادي نون بسبب بعد مقرها الرئيسي عن المنطقة،كما وتساءل حول غياب أية مؤسسة تقوم بتدبير وتقييم الموارد المائية باقليم زاكورة.

مطالب بإيجاد حلول لإشكالية الماء بالمناطق الواحية لدرعة

طالب الفلاحون بمنطقة درعة ببناء السدود التلية في أقرب وقت ممكن في جميع مناطق إقليم زاكورة والتي من شأنها أن تساهم في تخزين مياه الفيضانات الموسمية،وتسهم كذلك في إنعاش الفرشة المائية وتوفير موارد مائية مهمة بالنسبة للسقي لواحات النخيل وتجاوز هذه الوضعية المأساوية بسبب التدهور للمياه الباطنية والجوفية .

كما طالب الفلاحون ضمن أشغال هذا اليوم الدراسي في زاكورة ،برفع نداء للمسؤولين والجهات الفلاحية لوقف زراعة البطيخ الاحمر بدرعة بشكل نهائي لأنها تهدد الامن المائي بالمنطقة وتستنزف الفرشة المائية بشكل ملفت و،تهدد وضعية التربة بسبب استعمال مواد كيماوية خاصة بهذه الزراعة ،مما يضعف قدرة التربة على الانتاجية مستقبلا ،حيث طالبو بالبحث عن بدائل زراعية أخرى منتجة ومربحة في نفس الوقت ،واقترحو مشروع النباتات الطبية والعطرية لأنها لا تتطلب كميات كبيرة من المياه .

واشتكى الفلاحون من غياب تكافؤ الفرص في توزيع فسيلات النخيل بين فلاحي أقاليم الجهة،بسبب تفضيل الجهات المسؤولة عن القطاع الفلاحي لأصحاب الضيعات خارج المجال الواحي ،في حين أن الفلاحين الصغار دوي الواحات التقليدية القديمة لايستفيدون من هذه العملية ولا يتلقون أي دعم ،و يعاني المجال الواحي بدرعة من غياب العدالة المجالية وضعف الاستثمارات بالنسبة للمؤسسات العمومية ،وضعف المواكبة والتكوين للفلاحين الصغار وغياب التشجيع لرفع مردودية انتاج التمور ،إضافة لغياب رؤية واضحة لتثمين هذه الزراعة التي تراجعت بشكل كبير واقتصار الفلاحين الصغار على الزراعة المعاشية المقلالة والمحدودة،الشيئ الذي أدى إلى انتشار الفقر والبؤس والهجرة والطرد السكاني بسبب قسوة الظروف الاجتماعية .

وخلال اشغال هذا اليوم الدراسي الذي شارك فيه ثلة من الباحثين في مجال البيئة طالبت عدة فعاليات بفتح تحقيق حول حجم الموارد المائية التي يتم تحويلها من منطقة تانسيفت الى منطقة البليدة لغسل المعادن وتعميق البحث في الاستنزاف الخطير للموارد المائية من طرف إحدى الشركات بمنطقة البليدة ،حيث تستغل المياه السطحية والجوفية للتنقيب واستخراج المعادن في المناجم.

كما توج هذا اليوم الدراسي بتشكيل التنسيقية المحلية لإنقاذ واحات إقليم زاكورة بغرض مناقشة هيكلتها التنظيمية وأهدافها وبرنامجها إضافة إلى فكرة توسيع دائرة الإنضمام إليها لتشمل هيئات مدنية وسياسية ومهنية لتشكل النواة الأولى لخلق لوبي قوي للدفاع عن قضايا واحات إقليم زاكورة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *