الرئيسية اراء ومواقف المغرب لا ينقـض عهـدا، ولا يخـون وعـدا، ولا يغدر، فهو أوضـح ممـا يظـنون، وأعمـق ممـا يرون

المغرب لا ينقـض عهـدا، ولا يخـون وعـدا، ولا يغدر، فهو أوضـح ممـا يظـنون، وأعمـق ممـا يرون

كتبه كتب في 23 أغسطس 2021 - 07:55

بقلم: عماد بنحيون

يبدو واضحا أننا لم نتطلع لوحدنا بشوق لسماع خطاب ملكنا بل كان العالم بدوره هو الآخر متطلعا بشوق إلى خطاب الملك وينتظره على أحر من الجمر، فلا ريب أن خطابات محمد السادس منذ اعتلائه العرش شكلت خارطة طريق ومدرسة للخطاب الرصين والواقعي والصريح وملهما لقادة العالم لاستشراف المستقبل وحفظ السلام، واليد الممدودة، لأن يد الكريم لا تمل ولا تتعب.

وهو ما تأكد بالملموس وعبر التاريخ أن المغرب، الدولة العريقة، التي تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل؛ والتي تتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون، في ارتباط قوي بين العرش والشعب. لم يسبق له”المغرب” أن نقـض عهـدا، أو خان وعـدا، أو غدر، فهو أوضـح ممـا يظـنون، وأعمـق ممـا يرون، وخير دليل على ذلك هو التفاعل الإيجابي مع الخطاب الملكي من طرف الجارة الشمالية وصحافتها ودول الاتحاد الأوروبي، حيث رحبت إسبانيا، على لسان رئيس حكومتها، بيدرو سانشيز، السبت، بخطاب ملك المغرب، محمد السادس، الذي تطرق فيه إلى الأزمة الدبلوماسية الكبيرة التي هزت العلاقات بين الرباط ومدريد، وشكر سانشيز الملك على كلماته التي أعرب فيها نيته افتتاح مرحلة جديدة في العلاقات مع إسبانيا.

وبدورها شددت المسؤولة الأوروبية، السيدة فون دير لاين، في مؤتمر صحفي مشترك بقاعدة توريخون دي أردوز الجوية العسكرية مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، على أن “المغرب والاتحاد الأوروبي شريكان استراتيجيان ومن المهم الحفاظ على هذه العلاقة وترسيخها”، حيث أكدت المسؤولة على ضرورة إقامة علاقات جيدة مع المغرب، بالنسبة لإسبانيا والاتحاد الأوروبي أيضا، كل ذلك  بعدما  أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الجمعة، على أن المغرب يتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها، بيدرو سانشيث، من أجل تدشين “مرحلة جديدة وغير مسبوقة”، في العلاقات بين البلدين الجارين، حيث شدد جلالته، في خطاب 20 غشت، على أن هذه العلاقات يجب أن تقوم على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات.

ويأتي هذا الخطاب منبها لتعرض المغرب، على غرار بعض دول اتحاد المغرب العربي، لعملية عدوانية مقصودة. من أعداء الوحدة الترابية للمملكة، الذين ينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا، حيث يتزامن هذا الخطاب التاريخي مع صدور تقارير تصنف الجزائر ضمن الأنظمة المتورطة في الإتجار في البشر عبر العالم. حيث حجزت “الجزائر” صدارة الترتيب من حيث دول العالم المتورطة في هذه الأعمال، فرصدت أن النظام الجزائري، لم يلتزم بمعايير محاربة الإتجار في البشر، خاصة مع تورطه بمعية تنظيم جبهة “البوليساريو” في تعذيب المختطفين والمهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، حيث تضمنت هذه التقارير خارطة الدول المتورطة في الإتجار في البشر، بدا  فيها المغرب ضمن الدول المتعاونة.

ومعروف أن “مطامح” المملكة الرائدة بفتح صفحة جديدة، مع دول الجوار والارتقاء بالمنطقة اقتصاديا وأمنيا قد جعل الرباط بدبلوماسيتها الرصينة، تتجاهل غير ما مرة   وتغض الطرف عن “استفزازات” و”اتهامات” الجزائر وتهديداتها بشأن إحداث قطيعة دبلوماسية بين البلدين؛ والتلويح بسحب السفراء وإغلاق المجالات الجوية إلى زيادة المراقبة العسكرية في الحدود، و هو ما يزكي الاحترام الذي يحظى به المغرب من لدن المنتظم الدولي لدوره الفعال  لتجنيب جر المنطقة إلى “مغامرة” غير محسوبة العواقب والنتائج ومحاربة الإرهاب والاتجار في البشر.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *