الرئيسية مجتمع انتهاك مبدأ تكافؤ الفرص بين الأحزاب بوزان عشية الانتخابات !

انتهاك مبدأ تكافؤ الفرص بين الأحزاب بوزان عشية الانتخابات !

كتبه كتب في 19 يوليو 2021 - 13:29

وزان : مراسلة خاصة
تجنبا لاستغلال الأنشطة الحكومية لغايات انتخابية ، وتفعيلا لمبدأ تكافؤ الفرص بين مختلف الأحزاب ، أصدر جلالة الملك محمد السادس تعليماته لحجب ظهور الوزراء في قنوات الإعلام العمومي .
الإشارة الملكية يجب أن تفهم في سياق حرص جلالته على توفير البيئة السليمة لإجراء استحقاقات انتخابية تؤطرها أحكام الدستور التي تحظر التمييز بين المغاربة ، وتنتصر في نفس الآن للمساواة . لذلك فالتنافس بين الفرقاء السياسيين عشية الانتخابات سيظل بدون معنى إن فتحت أبواب القنوات العمومية الممولة بالمال العام في وجه عضوات وأعضاء الحكومة البارزة يافطاتهم/ن الحزبية على جبينهم/ن ، يقابلها إقصاء الأحزاب المتوقعة بالمعارضة ، أو الغير ممثلة أصلا بالمؤسسة التشريعية خلال الولاية التي هي على وشك الرحيل .
نساء ورجال الادارة الترابية بمختلف أقاليم المملكة مدعوون إلى تفعيل التعليمات الملكية التي نقلها رئيس الحكومة للوزراء في مجلس حكومي سابق ، وذلك بإعطاء نفس قوي لمبدأ تكافؤ الفرص بين الفرقاء السياسيين على المستوى الترابي .
مناسبة هذ الكلام ما سجله الرأي العام بوزان وهو يتابع حفل استقبال عامل الإقليم لفريق شباب أولمبيك وزان لكرة القدم ، الذي حقق الصعود للقسم الثاني هواة . حفل تعطل فيه مبدأ تكافؤ الفرص بين التشكيلات السياسية بالإقليم في فترة دقيقة من الحياة السياسية بدار الضمانة الكبرى ، التي تعرف ساحتها احتداما قويا بين الفرقاء السياسيين .
الحفل تميز بتنظيمه بتعاون بين الادارة الترابية الإقليمية والمجلس الإقليمي ( الصفحة الرسمية للمجلس الإقليمي تقول ذلك ) في الوقت الذي لم تحضر نفس هذه الإدارة ( الباشوية ) الحفل الذي كان قد نظمه مجلس جماعة وزان بنفس المناسبة ! كما تميز الحفل بحضور البعض من النواب البرلمانيين، ورئيس مجلس جماعة وزان، ورئيس المجلس الإقليمي. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه بفتح المجال أما من سبق ذكرهم ، حاملي القبعات الحزبية ، بتناول الكلمة في حضرة اللاعبين وغيرهم من الحضور !
حفل الاستقبال تم تنظيمه عشية الانتخابات ، وتم تمويله بالمال العام ، وبمرفق عمومي إدارته هي المسؤولة عن توفير الأجواء الضامنة للتنافس المتكافئ بين الأحزاب ، فلماذا اذن تم اقصاء الأحزاب الأخرى بالإقليم التي ليس لها نائبات ونواب بالمؤسسة التشريعية ، وليس لها رئيسات ورؤساء جماعات ترابية ، وحتى الأحزاب التي لا تمثيلية لها بالمؤسسات المنتخبة بالإقليم ؟ هل يمكن التعامل مع ما حدث والذي ما كان يجب أن يحدث على أنه توجيه بأن هذه هي الأحزاب التي يُراد أن تفرزها من جديد صناديق الاقتراع ؟ أم أن ما حدث عمل بريئ ، لا تقف وراءه خلفية ما ، غير تقاسم فرحة صعود الفريق إلى القسم الثاني هواة في إطار محدود ، احتراما للتدابير الاحترازية ذات الصلة بوباء كوفيد 19 ! الله يجعلنا ثقوا .
المهم يجب أن لا يتكرر هذا ، لأن دقة الظرفية لا تسمح بذلك ، وحتى لا تتكرر ” الهفوة ” ، يجب استيعاب أبعاد تعليمات جلالة الملك الذي يتطلع بأن تعبر صناديق الاقتراع عن الارادة الشعبية ، التي لا يمكن لبلادنا مواجهة التحديات الكبرى والانتصار عليها إلا إذا تمخضت عن التنافس السياسي الشريف ، الذي يشكل مبدأ تكافؤ الفرص بطاريته من بداية الاعداد للمسلسل الانتخابي إلى ساعة الاعلان عن النتائج .
وختاما هنيئا لفريق شباب أولمبيك وزان لكرة القدم بهذا التتويج المستحق الذي صالح أبناء دار الضمانة حيث تواجدوا بكل بقاع العالم ، بعد عقود من النكسات الرياضية .

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *