الرئيسية سياسة أحزاب تراهن على “جبال تارودانت” تمهيدا للاستحقاقات الانتخابية

أحزاب تراهن على “جبال تارودانت” تمهيدا للاستحقاقات الانتخابية

كتبه كتب في 1 يوليو 2021 - 13:33

تعول الأحزاب  السياسية  الوطنية على تارودانت بجهة  سوس ماسة  لتغطية الفراغ الانتخابي ،ومع اقتراب الموعد الكبير عاد قيادي بعض الأحزاب إلى زياراتهم  لبعض الجماعات القروية المهمشة على مستوى إقليم تارودانت ، حيث يشكل البعد المجالي لهذا الإقليم قيمة وازنة بالنسبة لساسة سوس ،باعتباره يمثل خزانا انتخابي ومجالا خصبا لترويج  الحملات الانتخابية واستقطاب أصوات المواطنين.

وبالنظر إلى أهمية الحمولة التاريخية و الديموغرافية التي تمثلها جبال تارودانت على الصعيد الوطني ،فقد عمدت  الأحزاب مع اقتراب الانتخابات ،إلى محاولة دمج البعد الجبلي وتوظيفه في المسلسل الديمقراطي تأهبا ليوم الاقتراع الحاسم.

فرغم الجمود التنموي الكبير الذي يعرفه أكبر إقليم في المغرب،ذلك لا يغطي مزاعم السياسيين في الصعود في كل مرة تكون الفرصة سانحة لهم إلى سفوح هذه الجبال، ليلتقو بالمواطنين وتعبئة الدواوير والفخدات باسم “الشعبوية” من أجل تمرير خطاباتهم  للمواطنين والاستماع إلى همومهم،وإلقاء وعودهم الجامة التي عوض أن تكحل جفونا فقأت عيونا ،وظلت جبال تارودانت  بسكانها على هامش الاهتمامات المطروحة حزبيا.

هذا واستمر  تفاقم الأزمات بتارودانت ،مرورا بالنقص الحاد في الميدان التنموي  وتقهقر المستوى الاجتماعي والتباين المجالي،وظلت جبال تارودانت رهانا سياسيا له وزن  كبير ،بعيدا عن أي رهان اقتصاددي وتنموي  يتعلق بتجهيز الإقليم بالبنيات التحتية وعناصر التنقل والتداول والخدمات وتحقيق انتعاشة حقيقية لانقاده من براثين المشاكل التي يعاني منها.

كما بقيت جبال تارودانت حبيسة مخططات تنموية بعيدة عن التنزيل والواقعية ،في إقليم يعرف نزيفا من ناحية الطاقات الشابة والرأسمال البشري الذي يستمر طرده نحو المدن الكبرى وتزايد الهجرة الداخلية في العقود الأخيرة، لتبقى علاقة جبال تارودانت بالاحزاب ، حميمية أيديولوجيا وقوية سياسيا وعقيمة تنمويا ،في ظل غياب رؤية واضحة لدى أصحاب القرار واستمرار التهميش نحو مستقبل مجهول.

عبدالعزيز جوبي: باحث في التنمية المحلية  

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *