على إثر تداول شريط فيديو على تطبيقات الواتساب بشكل كبير لفتاة محتجزة بسطح احد المنازل بدوار سيدي امبارك بمقاطعة المنارة بمراكش، انتقلت مصالح الامن لعين المكان، للبحث في النازلة التي تم الكشف عنها، وتبين أن الأمر يتعلق بإحتجاز شابة من طرف والدها بغرفة بسطح منزل تاني للعائلة، وقد كانت الفتاة في وضعية لا إنسانية ومهينة، وأظهر الشريط أنها كانت عارية بدون ملابس.
والد الشابة صرح بكون تخلع ملابسها بإستمرار لانها حسب قوله مصابة بخلل عقلي منذ مدة طويلة، وأنه سبق أن نقلها لمستشفى ابن النفيس بمراكش، حيث وصف لها الطبيب مجموعة من الأدوية إلا انها لم تكن تداوم على تناولها حسب زعمه.
وقد تم نقل الفتاة إلى مستشفى الامراض العقلية والنفسية ،في حين تم الاستماع للأب من طرف الشرطة وتم اطلاق سراحه، ومن المنتظر أن يمثل لاحقا أمام النيابة.
واستنكرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجود شابة في وضع مأساوي، في سطح منزل الاسرة وبدون ملابس، واعتبرتها واقعة تساءل القيم الإنسانية والاحساس بالمسؤولية. وأضافت الجمعية أنه يثير إشكالية العلاج والتكفل بالمرضى الذين يعانون مشاكل نفسية واضطرابات عقلية، ومدى نجاعة الصحة العقلية والرعاية الاجتماعية المطلوب توفيرها للمرضى، كما انها تطرح مسؤولية الاسرة التي كانت على علم بمعاناة الفتاة الصحية وعمقتها بالاحتجاز والاهمال.
واعتبرت الجمعية هذه المأساة والممارسات الغريبة عن القيم الانسانية والماسة بالكرامة والصحة العقلية والبدنية للفتاة ، مسا خطيرا بحقوقها، نعتقد انها نموذجا فقط لارتفاع الضغوطات النفسية التي لم يتم الانتباه اليها في ظل حالة الطوارئ الصحية التي فرضها الجائحة.
سوس بلوس
