الرئيسية للنساء فقط حلول عاشوراء: في هذا اليوم تحكم النساء وعلى الرجال التزام الصمت

حلول عاشوراء: في هذا اليوم تحكم النساء وعلى الرجال التزام الصمت

كتبه كتب في 25 نوفمبر 2012 - 10:44

يحتفل المغاربة اليوم عاشر محرم بعاشوراء الموافق، وتنطلق أهازيجه من فاتح محرم بداية السنة الهجرية الجديدة إلى غاية العاشر منه، هي مناسبة  تردد خلالها النساء مزهوات : ” هذا عاشور ما علينا الحكام اللا…عيد الميلود يتحكموا الرجال أللا”. مناسبة ينتهزها البعض  للذكر والابتهال إلى الله باعتبارها مناسبة دينية والصوم، وإخراج الزكاة لتوزع على الفقراء والمحتاجين، وكذا مناسبة يحتفل بها الأطفال أكثر من البالغين، فيما ينتظرها البعض الآخر بفارغ الصبر وطيلة السنة لقضاء بعض مآربه فما يقال : ” كل يغني لليلاه” هي فرصة للنساء خاصة لفرض بعض سلطتهن سواء على أزواج أو عشاق خونة أو لا يثقن فيهم ويخشين أن يتم التخلي عنهن…فيما يقوم آخرون ببعض الطقوس سواء المتعلقة بالأكل ….وعموما ترتبط عاشوراء عند المغاربة بالألعاب واللعب خاصة للأطفال، وبولائم خاصة لهذه المناسبة، لكن القلة القليلة ممن تعرف أصل هذا العيد ومغزى الاحتفال به ولماذا سمي بهذا الاسم. يعتقد المسلمون واليهود على السواء أن عاشوراء هو اليوم الذي نجا الله فيه موسى وقومه من آل فرعون، وشرع النبي صلى الله عليه وسلم صيامه عندما علم أن يهود المدينة يصومونه وقال : ” أنا أولى بموسى منهم” لأن المسلمين يؤمنون بموسى وبكل ما جاء به، ويقابل هذا اليوم عند اليهود يوم كيبور، إلا أنه يستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده لتتحقق مخالفة اليهود التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها، فهذا اليوم له فضل عظيم وحرمة قديمة يتم إحياءه  بالذكر والقرآن والعبادة. وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء، فقال:” إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله” أي يغفر للشخص ذنوب السنة الماضية، ويطلق مثل شعبي في تاونات عن الممتنع عن الصوم : ” ما كاياكل عاشورا غير البطن الهايشورا أي الكبيرة”.

وبعيدا عن الدلالات الدينية والأبعاد التاريخية، ارتبطت عاشوراء ببعض الممارسات في مجتمعنا تجمع في طقوسها الاحتفالية بين عادات وتقاليد اليهود والشيعة والأمازيغ من التوجه للأضرحة والقبور للترحم على الأقارب، وإعداد الكسكس بالقديد، الحفر في الأرض صبيحة عاشوراء وعجن الخبز وتوزيعها على المساكين والفقراء. ويحرص البعض على الاستيقاظ مبكرا وقبل شروق الشمس والاغتسال، في حين يعتقد البعض أن اللجوء لسبع عيون أو آبار وجلب الماء منها والاغتسال به أو رشه في المنزل وعلى الممتلكات من ملابس وماشية هو ” فال جيد” وبركة حتى تكون السنة مليئة بالخير والحيوية والنشاط. طقوس عديدة للرجال والنساء والأطفال يعتبرها الدين بدعا ما عدا الصوم والزكاة طيلة شهر محرم. وفي بعض الأحياء، لا زال الأطفال يقومون بإشعال النار  أو ما يسمى ب” شعالة” والقفز عليها للاعتقاد بأنها تزيل الشر وتبعده، وتشتهر بعض المناطق بتاونات بإحياء مثل هذه الطقوس كأولاد عياد بتيسة، فيما تعد الأمهات الكسكس بالقديد أو بالدجاج البلدي والفواكه الجافة خاصة الزبيب والجوز والتمر والتين للأطفال والضيوف في ذلك اليوم. ويجتمع الأطفال بعد شراءهم التعارج  وبعض اللعب للاحتفال والتطبيل والتزمير . وللفتيات بدورهن في بعض الدواوير بعض الطقوس من قبيل القفز على الشعالة سبع مرات  لفك الثقاف، فيما يجد بعض الفقهاء ببعض المدن المغربية المناسبة فرصة لقضاء بعض حاجيات زبائنهم من النساء المغلوبات على أمرهن أو فتيات يحاولن جلب أو الانتقام من حبيب أو عاشق غير واثقات من إخلاصه أو جديته في علاقة عاطفية باستعمال وسائل عديدة إما يقمن بتطبيقها شخصيا أو بالاستعانة بالفقهاء لفك الثقاف، وإطلاق البخور كالبخور الطيبة والتفوسيخة المكونة مثلا من الشبة والحرمل والعود والفسوخ والجاوي والمساكي…وتنزع بعض النساء أو الرجال على السواء لرد العين والأرواح الشريرة باللجوء للعشاب لشراء بعض العشوب أو البخور لإطلاقها بالبيت يوم عاشوراء أو بعض الحيوانات المستعملة لفك ” العكس” كالحرباء أو ما يطلق عليها ” التاتا العزبا”، إلا أن “محمد” عشاب بتاونات يرى أن إقبال النساء قليل على دكانه خاصة في هذه المناسبة ويقتصرن على شراء الحناء و البخور الطيبة، فالبيع يعرف ركودا “عيان”، ويقصده في ذلك اليوم بكثرة الفقراء من النساء والأطفال لطلب الصدقة، فهو يخرج كل عاشوراء ” العشور” أو الزكاة”، في حين يحضى اليتامى من الأطفال ببعض الاهتمام خاصة من أقاربهم حيث يقوم الخال أو العم بالترتيب على رأس اليتيم سبع مرات ثم يمنحه درهم. ويروج في هذه المناسبة أن النساء في هذه الفترة يتمتعن بحرية في هذه المناسبة، لكن لا يلبث الرجال أن يستعيدوا نفوذهم بحلول عيد المولد النبوي وتتغنى النساء قديما في عاشوراء: ” هذا عاشور ما علينا الحكام اللا…عيد الميلود يتحكموا الرجال أللا”. إلى ذلك يقوم البعض بقص الأظافر ودفنها وقص جزء من الشعر أو ” التعشيرة”، ومن العادات التي عرفها الشارع المغربي عموما والتاوناتي خصوصا رشق المارة بالماء والبيض مما يترك ازعاجا خاصة عند استهداف الفتيات ويثير الفوضى في الشارع وأمام المدارس …فيما يستغل البعض الفرصة لزيارة الأقارب وصلة الرحم .

سوس بلوس/ أمينة المستاري

مشاركة