الرئيسية اراء ومواقف الصحراء…قضية تضاعف منسوب الوطنية عند المغاربة سنة تلو سنة

الصحراء…قضية تضاعف منسوب الوطنية عند المغاربة سنة تلو سنة

كتبه كتب في 29 نوفمبر 2020 - 15:07

لا أذكر اسم وزير الخارجية الجزائري الذي سألته صحافية مغربية عن موقف بلاده المتصلب اتجاه ملف الصحراء، فأجابها بأن مشكل الصحراء أكبر من سنها بسنوات كثيرة وعليها أن لا تتحدث في الموضوع. ويظهر أن الجارة الشرقية للمملكة المغربية، كانت تبحث عن أن يتكلف الزمان بطي هذا الملف من قلوب المغاربة، ويتم نسيانه حتى لا تعود الصحراء قضية المغاربة الأولى، بل تصبح موضوع تتقارعه النخبة السياسية فقط، ما يُمكن في الأخير من جعل الملف ثانويا في حياة المغاربة يسهل معه اتهام الدولة المغربية بأنها لم تحقق إجماعا وطنيا حول قضية تعتبرها قضيتها الأولى.
والظاهر أن آمال القائمين على الحكم في الجزائر قد خاب أملهم فعليا، بل إن توالي السنوات في ملف الصحراء،الذي تعرقل به الجزائر نماء اقليميا كاملا، قد عزز منسوب الوطنية لدى المغاربة،بل إن هذا المنسوب تضاعف بتضاعف تكنولوجيا التواصل الحديثة التي مكنت من أي يصبح المغاربة شيبا وشبابا على علم بتفاصيل قضية الصحراء وكل الجوانب المحيطة بهذا الملف الذي عمر لأزيد من أربعة عقود.
ويظهر المغاربة اليوم، في أزمة الكركرات، أن الإجماع حول القضية الأولى للمغرب لا تستجديه الدولة لتحقق إجماعا مغشوشا، بل إن المغاربة شعروا، مع تملكهم للمعطيات الكافية حول أزمة الكركرات أنهم معنيون كل بصفته بالدفاع عن قضية يعتبرون أنهم طرف أصيل فيها وليسوا طرفا ثانويا.
في صفحات التواصل الاجتماعي أظهر المغاربة في الآونة الأخيرة حماسا كبيرا للدفاع عن موقف بلادهم اتجاه أزمة الكركرات مبدين فخرهم بالقوات المسلحة الملكية التي أبرهت الخصم قبل الصديق .
ويكفي هنا أن أنقل ما ساقه أحد المواقع الالكترونية المعارضة لقيادة جبهة البوليساريو حتى يتضح أن نضج القوات المسلحة قد فأجا الجميع بما فيهم قيادة البوليساريو نفسها ومعه عرابها الجزائر….
يقول هذا الموقع « في الوقت الذي أحرقت فيه الجزائر مواطنين صحراويين و فرقت الرصاص الحي على الباقين و هي فقط تحاول نهيهم عن نبش الأرض و عدم البحث عن عروق الذهب…، أظهر جيش « الاحتلال » نوعا من النضج القتالي الذي حصل عليه من مشاركات فيالقه في التدخلات الدولية للجيوش الأممية بمناطق النزاعات ».
ويضيف نفس الموقع المسمى الصحراء وكيلكس، والمتخصص في تسريبات تهم قيادة الجبهة « أن الوضع الآن على الأرض يقول أن القيادة الصحراوية تسيطر على سهول الفايسبوك و هضاب الواتساب
وجبال تويتر، فيما الرباط تمد قدميها بمنطقة الكركرات، و أن المعبر عاد للاشتغال من جديد و تتدفق عبره السلع، و من المرجح أن يقيم به « المحتل » مدينة عبور صغيرة، على شاكلة اخفنير، أما نحن فلدينا ما يكفي من الوقت لنحصي خسائرنا الكبيرة جدا ».
يعتبر هذا الموقع أن المواطن الصحراوى في مخيمات تندوف لا يملك سوى المعطيات التي يزودها به الرواة من بطانة قيادة الجبهة، في ازمة الكركرات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي في ظل عزلة كاملة عن العالم وعدم السماح لساكنة المخيمات بتملك كامل المعطيات حول أزمة الكركرات، التي يسوق فيها رواة البوليساريو الحديث عن انتصارات وهمية، وهذا ما يؤكده كثرة المواكبة الفايسبوكية لتحركات مليشيات البوليساريو ونسج قصص خيالية عن قصف متواصل وخسائر تكبدها الجيش المغربي، بل إن أحدهم تحدث في الساعات الأولى التي تلت تحرير معبر الكركرات عن غنائم عشرات السيارات وأسر سبعين جنديا مغربيا…هكذا دون أن يرف له جفن…
نسي هؤلاء الرواة أن المغاربة احتكوا طويلا مع التنكولوجيات الحديثة ومع مواقع التواصل الاجتماعي، وخبرتهم هذه لا يجهلها رواة قيادة البوليساريو، ولهذا كانت ما ينقلونه لساكنة المخيمات من أكاديب تواجه بالاستهزاء العارم داخل مواقع التواصل الاجتماعي لدى المدونيين المغاربة، الذي تفننوا في إثبات الكذب والزور فيما ينقله هؤلاء الرواة، مع إرفاق ذلك بحملة استهزاء واسعة.
تقين المغاربة أن المعركة على الأرض حسمت بتدخل ذكي ومدروس للقوات المسلحة الملكية، وبقيت معركة « هضاب الفايسبوك، وسهول التوتير، وجبال الواتساب » على حد الوصف السابق الذي ساقه موقع « الصحراء وكيليكس » ولهذا اختاروا منذ الساعات الأولى لتحرير المعبر الحيوي من مليشيات البوليساريو شعارا موجه نحو أفراد القوات المسلحة الملكية « ماشي بوحدكم » وهو هاشتاغ يدل على الدعم والتضامن أولا مع بواسل قواتنا المسلحة، وثانيا على الانخراط في معارك مواقع التواصل الاجتماعي التي بدت أنها معارك لا تقل عن معارك الميدان…
لقد نسي المدونون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي خلافاتهم التي كانت تثناثر هناك وهناك، وفجأة رٌص صف واحد في مواجهة رواة قيادة البوليساريو، التي بدا أنها عاجزة فعلا عن أي مواجهة لا خلف المدافع و لا خلف الشاشات، ويكفي أنها استعانت بكلب للتجسس على مواقع أفراد القوات المسلحة سرعان من إردته رصاصة مغربية.

الجيلالي بنحليمة

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *