الرئيسية اراء ومواقف تخليد المغرب لعيد الاستقلال في حاجة إلى التجويد

تخليد المغرب لعيد الاستقلال في حاجة إلى التجويد

كتبه كتب في 19 نوفمبر 2020 - 15:25

محمد حمضي

18 نونبر ليس يوما عاديا في تاريخ وطن اسمه المغرب ….18 نونبر يوما يؤرخ للقفزة الوطنية الكبرى ، يوما امتطى فيه المغاربة ملكا وشعبا قطار الجهاد الأكبر بعد النزول من عربة الجهاد الأصغر …. 18 نونبر تتويج لسجل حافل بالتضحيات العملاقة. قدمها العرش والشعب من أجل مغرب سيد قراره … مغرب اللحمة الوطنية التي على صخرتها تتكسر كل المؤامرات والدسائس ….. 18 نونبر منقوش في ذاكرة المغاربة لأنه عيد ليس كباقي الأعياد …… إنه عيد الاستقلال …..بما لهذه الكلمة من حمولة وطنية …. ولأنه كذلك ، فإن الاحتفال به وتخليده يجب أن يملأ الدنيا أنشطة ومبادرات وندوات ذات مضمون وطني ، تقرأ الماضي ليستلهم شبابنا اليوم دروس الوطنية الحقة التي تشبع بها أجدادهم فقادت إلى كسب رهان الاستقلال ، ولضمان الانخراط الواعي لهذا الشباب في معركة اليوم ، معركة الاستمرار في الدفاع عن حوزة التراب الوطني ، وتصليب دعائم المشروع الديمقراطي الحداثي ، وتعزيز دولة الحق والقانون ، وتحقيق العدالة الاجتماعية …. في كلمة واحدة ، كسب معركة بناء قلاع كرامة المواطنات والمواطنين .
كان لابد من هذا التذكير في هذا الظرف العصيب الذي تتقاسم بلادنا معاناته مع البشرية جمعاء ، سببتها الجائحة التي كسرت ما اعتقدناه ذات زمن يقينيات . وطبيعي أن لا تظهر تجليات احتفال المغاربة بهذا العيد الوطني الكبير هذه السنة بسبب الوباء الذي توسعت دائرته في بلادنا ، وارتفع عدد المصابين والذين فارقوا الحياة – تغمدهم/ن الله بواسع رحمته – . نعم تقيد المغاربة بالتدابير والاجراءات الوقائية الواردة بالبروتوكول الصحي ، آلية من بين الآليات التي فرضتها الظرفية الصعبة ، ولكن لا يمكن لهذه الظرفية بكل ثقلها النفسي والاقتصادي والاجتماعي أن تُنسي البعض منا بأن يوم 18 نونبر بما يرمز له من تضحيات قدمها المغاربة من أجل أن تشرق شمس الحرية فوق ترابه ، هو يوم ليس كسائر الأيام .
لم ولا نفهم كيف أن مقاولات قد تكون محدودة العدد ، سمحت لنفسها بتشغيل العاملات والعمال في أوراشها المفتوحة هنا وهناك ، رغم أن الورش المفتوح لا يستدعي الاستعجال ، ورغم أن يوم 18 نونبر يعتبر يوم عطلة مؤدى عنها . ألم تكن هذه المقاولات مطالبة باحترام “قدسية” هذا اليوم الوطني فتبدع في شكل احتفال عمالها به ؟ وإذا كانت الضرورة تستدعي هذا التشغيل، فهل التزمت هذه المقاولات بتأدية أجر العامل(ة) مضاعفا كما يقول القانون ؟
المفاجأة الثانية هذه المرة نعثر عليها بالوظيفة العمومية ، وبالضبط بقطاع العدل. فقد استغرب كل من زار موقع محاكم ، كيف أن مجموعة من المحاكم على امتداد رقعة التراب الوطني ، برمجت جلسات يوم 18 نونبر ، الذي هو يوم عطلة يخلد فيه المغرب عيد الاستقلال ! قد يكون ذلك سقط “سهوا” أمام حزمة الملفات المطروحة ، وظروف العمل الصعبة بالمحاكم المغربية ، لكن السهو هنا غير مقبول لأن مجرد النطق بتاريخ 18 نونبر يجب أن يحيلنا مباشرة على عيد الاستقلال ، وبالتالي يوم عطلة مع ضرورة التفكير في الاحتفال بهذا العيد الوطني بالمحاكم المغربية .
ليكن يوم 18 نونبر 2021 فرصة – والبشرية قد انتصرت على فيروس كوفيد 19 إن شاء الله – جديدة يكتسي فيها تخليد بلادنا لهذا الحدث التاريخي حلة جديدة ، الهدف منه (التخليد) حقن الاجيال المتعاقبة بجرعات من روح و قيم الوطنية الحقة ، ومصالحة هذه الأجيال مع تاريخ كتبه العرش والشعب ، ورجال المقاومة وجيش التحرير ، والحركة الوطنية ، بدمائهم الزكية .

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *