كما نعرف جميعا أن الدم مادة حيوية لا يمكن تصنيعها، ولابد أن تأتي من الإنسان السليم صحيا للإنسان المريض المحتاج إليها من أجل العلاج، ويعتبر التبرع بالدم الوسيلة الوحيدة لحصول المرضى على مايحتاجونه للبقاء على قيد الحياة. فما حال هذه العملية الإنسانية في بلادنا بسبب جائحة كورونا؟
المغرب في السنوات الأخيرة عرف نقصا ملحوظا في عملية التبرع بالدم، يلبي احتياجات المرضى للدم بصعوبة، ولكن في سنة 2020 ثمة حقيقة صادمة لم تعد خافية على أحد، وتزداد قتامة بعد تسجيل انخفاض مهول في عمليات التبرع بالدم على الصعيد الوطني، وذلك راجع لخوف المواطنين من انتشار جائحة كوفيد 19، فارتاؤوا الجلوس في منازلهم على المغامرة بأرواحهم من أجل التبرع بالدم، مما جعل المغرب يعرف تراجعا مضطردا في عملية التبرع، ونتج عن هذا الإنخفاض عدة مشاكل مافيوزية حيث أصبح البعض يأخذون دم المتبرع المجاني ويقوم ببيعه للمريض المحتاج بأثمنة باهظة، وهناك من يقوم بالمقايضة مع أفراد عائلة المريض المحتاج للدم، برغمهم على التبرع بالدم من أجل أخذ الدم.
رغم الاكراهات والصعوبات التي تعرقلك كمواطن على التبرع بالدم، إلا أنه يلزمك أن لا تنسى نفسك كإنسان وأن تفهم وتعي بأهمية هذا العمل الإنساني ودوره في إنقاذ حياة أشخاص تتوقف حياتهم على قطرة دم في أي وقت وحين.
سعيدة الهنا
