الرئيسية أخبار الجمعيات حقائق مثيرة تكشف عنها التحقيقات مع الكاتب الإقليمي للحزب الإشتراكي بوارزازات…

حقائق مثيرة تكشف عنها التحقيقات مع الكاتب الإقليمي للحزب الإشتراكي بوارزازات…

كتبه كتب في 20 نوفمبر 2012 - 18:47

متابعته من أجل جنحة حيازة المخدرات، بعد أن ضبطت بسيارته 5 صفائح من مخدر الشيرا( نصف كيو غرام)، ولفافات تحوي مسحوقا أبيضا يعتقد أنه مخدر الكوكايين، لم تمنع قاضي التحقيق بابتدائية مراكش من إطلاق سراح  حميد مجدي الكاتب الإقليمي للحزب الإشتراكي  الموحد بورزازات، ومتابعته في حالة سراح.

قرار لخص مجمل مناحي  الغموض ومناطق الإلتباس، التي ظلت تحيط بالقضية منذ  توقيف المعني بشارع علال الفاسي بالمدينة الحمراء، وإخضاع سيارته للتفتيش بناءا على مخابرة من مجهول، وضبط كمية المخدرات، إلى أن انتقلت أوراقها بعدها لتوضع على مكتب وزير العدل، رئيس الحكومة المغربية، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، بناء على شكاية من  الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفرع مراكش.

تحقيقات الشرطة القضائية والنيابة العامة وبعدها التحقيق الإبتدائي لقاضي التحقيق، عرت بعض الحقائق والمعطيات المثيرة، التي شكلت الحبكة الرئيسية، في حكاية مجدي الذي يجمع  بين يديه عدة مهام  نقابية وحزبية وكذا حقوقية باعتباره كاتبا عاما لنقابة الجماعات المحلية، نائبا للكاتب العام للإتحاد المحلي للكونفدارلية الديمقراطية للشغل، مستشارا جماعيا يمثل المعارضة ببلدية ورزازات وعضوا نشيطا بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، بالإضافة إلى عضويته بفرع الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب، ولجنة التضامن مع منجميي  بوزار وإيميني وإمضير بوارزازات.

بعد  ضبط كل الكمية المذكورة من المخدرات  بسيارته، ووقوف التحقيقات على براءته التامة من  تعاطي التدخين بكل اشكاله، او تعاطي الخمور وكل ما له علاقة ب”الديفان وضريب الكاس”، ستشرع سحب القضية في الإنقشاع، عبر سرده لتفاصيل تحركاته  يوم توقيفه.

الرجل وبعد ان  ضل يتوصل بمكالمات هاتفية على امتداد اسابيع سابقة، يحركها من الجهة الأخرى صوت انثوي ، قدمت صاحبته  نفسها  باسم نوال، تعمل بشركة “بوجو” ببلد الأنوار ( فرنسا)، وباعتبار نشاطها واهتماماتها النقابية بذات الشركة، فقد ظلت  تتابع  المسارات النضالية لمخاطبها، ومعاركه التضامنية مع عمال المناجم،  الأمر الذي أثار مكان احترامها وإعجابها ،مع إبداء الرغبة في ملاقاته حال تواجدها بأرض الوطن.

في اليوم الموعود ،وأثناء تواجده بمراكش في زيارة لوالدته، ستعود “المناضلة المزعومة”،لربط الإتصال به،والمطالبة بملاقاتها بمدينة الصخيرات، حيث تتوفر على  منزل خاص بها، الأمر الذي لم يجد قبولا من الناشط الحقوقي، الذي اعتذر بكون وضعه الإجتماعي  كرب اسرة يحمل مسؤوليات زوجة وأبناء ،يمنعه من ركوب الرحلة، مع إخبار محدثته بتواجده بارض  سبعة رجال.

بعد فترة ستعيد المرأة ربط الإتصال من جديد، لتخبر محدثها بأنها قد أجلت رحلة سفرها إلى فرنسا، وغيرت خط انطلاقتها اتجاه مطار المنارة مراكش، وعليه فإنها ستحل بالمدينة عبر القطار القادم من الرباط،في حدود الحادية عشرة، يوم الجمعة المنصرم، لتطلب منه  استقبالها في الموعد المحدد.

الرجل”لم يكذب في عيطة”، وكان في الموعد المحدد ينتظر داخل سيارته أمام محطة القطار، حين تقدمت منه سيدة أنيقة في عقدها الرابع، ترتدي قميصا  وسروال أبيض، و تغطي عيونها بنظارة سوداء،مع تصفيف  شعرها بطريقة نساء الأعمال، مرفوقة بسيدة تكبرها سنا، ترتدي معطفا شتويا أسود اللون مرقط بالأبيض، قدمتها  على أساس أنها والدتها.

بعد ان اتخذت نوال مكانها بجوارحميد، انتدبت والدتها المقعد الخلفي،لتتجه السيارة بناءا على طلب الأولى صوب منطقة باب دكالة، قصد إيصال الوالدة لمنزلها لتأدية أجور خادماتها، ويتجه الثنائي صوب مقهى بطريق الدار البيضاء.

دار حوار سريع بين الطرفين،تركز بالأساس حول نضالات الشغيلة  المغربية، وإكراهات العمل النقابي، قبل أن تعرج المرأة بالحديث، اتجاه تعبها من حياة الغربة،ورغبتها في العودة للإحتماء بدفء الوطن، مع إبداء الرغبة  في استثمارمدخراتها  و”تحويشة عمرها” ،عبر إقامة مشاريع احتارت في اختيار مواقعها بين مراكش ،طنجة وورزازات.

في هذه اللحظة  التحق بالمقهى  حسن شقيق حميد،بناءا على طلب هذه الاخير، الذي قدمه لجليسته ، بصفته المذكورة، وبكونه يملك من المقومات ما يمكنه من مساعدتها في انجاز مشروعها افضل منه، باعتبار عمله بالقطاع السياحي.

اثناء مغادرتهم فضاء المقهى،وبعد ان عبرت المراة لحميد عن رغبتها في أن يوصلها لمنزلها على متن سيارته، ستتراجع عن طلبها  حين تأكد لها  مرافقة حسن لهما،  وبالتالي التذرع بكونها ستقوم بربط الاتصال بشقيقها للقيام بالمهمة.

في حدود الثالثة من مساء ذات اليوم،ستعاود “نوال الإتصال” بحميد، وتطلب منه إيصالها  لمطار المنارة، مع تحديد موعد اللقاء بإحدى المقاهي بشارع علال الفاسي.

بعد التحاقه بالمقهى في الوعد المحدد، قام بربط الإتصال بها لاستعجالها باللحاق به، حيث  اعتذرت عن الـتأخير،وطالبته بالإنتظار لدقائق معدودة، ليظل بعدها منتظرا ما لا يأتي، وحين محاولته إعادة ربط الإتصال سيفاجأ بهاتف المرأة خارج الخدمة.

في عز حيرته، سيفاجأ بعناصر أمنية تتقدم منه،وتطلب منه مرافقتها لمكان تواجد سيارته،قصد اخضاعها للتفتيش الذي انتهى بالعثور على كمية المخدرات المذكورة، مكدسة خلف مقعد السائق، واسفل غطاء ارضيتها.

كاميرات المراقبة، التي تم نصبها بفضاءات محطة القطار بمراكش، نجحت في اقتناص بعض الصور للمرأة رفقة والدتها المزعومة، ما عزز اقوال حميد، وزاد في اذكاء مساحة الغموض والالتباس المحيطة بالقضية ككل، ليبقى  بذلك البحث التفصيلي  لقاضي التحقيق وحده الكفيل، بالكشف عن مغالقها واسرارها الخفية والمحيرة في نفس الوقت.

إسماعيل احريملة

مشاركة