الرئيسية أخبار الجمعيات جمعية تساعد ضحايا “الويبكام” على حذف الفيديوهات والصور الفاضحة

جمعية تساعد ضحايا “الويبكام” على حذف الفيديوهات والصور الفاضحة

كتبه كتب في 20 نوفمبر 2012 - 10:22

تتلقى مئات الشكايات من ضحايا يتعرضون للابتزاز والاستغلال بصور أو مقاطع فيديو ساخنة خلال سنة 2007 خرجت إلى الوجود جمعية ليست كباقي الجمعيات. جمعية جاءت لتساير التطورات المتسارعة التي عرفها حقل الانترنت. في تلك السنة، ومع تزايد وتيرة انفتاح المغاربة على تكنولوجيا التواصل عبر الشبكة العنكبوتية قرر لكبير حماد بمعية ثلة من أصدقائه أن يؤسسوا “جمعية ضحايا الويب الكام وعدم المس بالخصوصية الفردية”. غاية هؤلاء الشباب كان هو مساعدة من وجد(ت) نفسه(ا) ضحية عملية نصب أو سرقة أو استغلال إلكتروني لصور أو مقاطع فيديو تخصه(ا)، سواء تم التقاطها عن طريق “الويبكام” (الكاميرا التي تُستخدم في الدردشة)، أو عن طريق الهواتف المحمولة.

وقال لكبير، في اتصال هاتفي، إنه بمجرد انطلاق عمل الجمعية، بدأت تتدفق عليها العشرات من الشكايات، مشيرا إلى أن الجمعية سجلت ما معدله خمس شكايات في اليوم خلال السنة الجارية. وأشار إلى أن الانتشار الذي عرفه موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أعطى بدوره زخما كبيرا لعمليات النصب والاحتيال على الكثير من الضحايا، أغلبهم فتيات، عن طريق إحداث بروفيلات مزورة، لكن بأسمائهن الصحيحة وصورهن، علاوة على أرقام هواتف بعضهن.
وشرح أن هؤلاء النصابين يعمدون إلى تنزيل صور الضحايا من حساباتهم الخاصة ويستخدمونها لخلق حساب جديد بمعطيات بعضها صحيح وآخر مزور. وغاية هؤلاء تكون دائما هي التشهير بالضحية، والدافع في الغالب هو الانتقام، إذ تضاف إلى الصفحة المزورة معلومات تقول إن صاحبتها “عاهرة، ق…”، بعبارات تحث على الاتصال بها عن طريق رقم الهاتف الموجود بالصفحة. وأبرز أن هذه العمليات غالبا ما يقوم بها صديق سابق للفتاة يكون دافعه الانتقام بعد انقطاع أواصر العلاقة التي كانت تجمع بينهما.
وأوضح أن الجمعية تتوصل بالكثير من الشكايات موضوعها مثل هذه الحالات، إذ أن الفاعل يكون على دراية مسبقة تامة بالضحية فيستغل ما يتوفر عليه من معطيات، كما يلجأ إلى حسابها على الموقع المذكور، ليبدأ في نشر معطيات يكون الغرض منها تشويه السمعة.
وأضاف لكبير أن ضحايا هذه العمليات الاحتيالية هن فتيات وشابات تتراوح أعمارهن ما بين 16 و30 عاما، واستطرد يقول إن ضحايا تشويه السمعة على صفحات شبكة الإنترنت ليسوا فقط الإناث، بل هناك أيضا ذكور يتعرضون للعمليات نفسها، إذ يمثلون ما بين 15 و20 في المائة من مجموع الضحايا، موضحا أن هؤلاء بإمكانهم الاتصال بالجمعية عن طريق بريدها الإلكتروني، الموجود على موقع “فيسبوك”، أما الحالات التي تتطلب تدخلا مستعجلا فإن أعضاء الجمعية يتواصلون معها عن طريق الهاتف.
أما عن كيفية مساعدة الضحايا، فقال لكبير إن الجمعية تقدم لهم حلولا في العالم الافتراضي، مثل توجيهات حول كيفية حذف صورة أو مقطع فيديو فاضح من الإنترنت، بالنسبة إلى ضحايا “الويبكام” اللائي يذهبن ضحية عملية تصوير مشاهد ساخنة للمناطق الحساسة من أجسادهن. وأوضح لكبير أن هؤلاء الضحايا ينقسمن إلى ثلاث فئات؛ إما أن يتم تصوير الفتاة عارية بشكل تام، أو يتم تصويرهن وهن باللباس الداخلي فقط، والحالة الثالثة يتم تصويرهن في وضعية عادية، لكن يأتين حركات ذات إيحاء جنسي.
فالنسبة إلى هذه الحالات يقوم أعضاء الجمعية بعملية الحذف أو يشرحون للضحايا كيفية والمراحل اللازم المرور منها لحذف الفيديوهات أو الصور، أما بالنسبة لضحايا الحسابات المزورة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، فإن الضحية عليها أن تحذفها من خلال استخدام حسابها الحقيقي بعد الاتصال طبعا بإدارة الموقع وتوجيه شكاية إليها، والتي تأخذ بعين الاعتبار أي شكاية تأتيها من صاحب الحساب الأصلي.
وفي هذا السياق قال لكبير إن جمعيته تمكنت خلال الأيام الأولى للشهر الجاري من مساعدة العديد من الضحايا على حذف صور فاضحة لها على “فيسبوك”، إذ بلغ عدد الصور التي تم حذفها حوالي مائة صورة كان يستغلها نصابون ومحتالون بطرق غير شرعية لأغراض دنيئة مثل الإيقاع بضحايا آخرين، خاصة في صفوف الذكور، إذ يدفعونهم إلى قول أشياء أو إتيان أفعال تكون لها تبعات وخيمة على سمعتهم، خاصة إذا ما كان ذلك مرفوقا بفيديوهات مصورة بالويبكام، والذين يشكلون غالبية ضحايا عمليات تشويه السمعة، أو الذين يتعرضون لسرقة هواتفهم المحمولة.
وضرب لهذه الحالة مثالا بما وقع لفتاة من سيدي بوزيد، كانت تحتفل رفقة أصدقائها وصديقاتها بعيد ميلاد أحدهم، في جو من الموسيقى والرقص تؤثثه قنينات الجعة، موضحا أن أمها صرحت بأن الفيديو الذي يصور تلك الحفلة كان على هاتف ابنتها تعرض للسرقة في أحد شواطئ سيدي بوزيد على يد واحد ممن كانوا يرافقونها، فإذا به يغزو موقع اليوتيوب، حيث شاهده ما يناهز مليون شخص.
وأشار إلى أن هذه الفضائح تبدأ في الأصل عن طريق بعض أشكال الإمتاع الافتراضي بين الطرفين، مثل أن تتعرى الفتاة ليحقق الطرف الثاني متعته عن طريق العادة السرية، فيستغل الأخير تعري الفتاة ويصورها وبعد ذلك يبدأ في ابتزازها مقابل الجنس أو المال أو أمور أخرى، أو يبادر إلى نشرها على شبكة الإنترنت كخطوة تهديدية. ثم هناك حالات لعلاقات غرامية تنتهي بتشويه السمعة والفضيحة، إذ يحكي لكبير حالة فتاة كانت على علاقة بشاب مقيم بالديار الإيطالية ثم انتهت علاقتهما، لكن رفيقها لم يستسغ الأمر فاغتنم فرصة توفره على صور وفيديوهات ففتح حسابات على مواقع فيسبوك واليوتيوب وسكايبلوغ ونشر بها ما كان يتوفر عليه، فاتصلت الضحية بالجمعية التي تدخل أصحابها لحذف ما تم نشره وإنقاذ الضحية من الفضيحة. وأشار إلى أن هذه الحالات كثيرة بدورها، موضحا أن إدارة موقع يوتيوب تتفهم مثل هذه الحالات وتتيح إمكانية الإخطار بفيديو فيه تشهير أو مس بخصوصية شخص ما.

محمد  أرحمني

مشاركة