الرئيسية ثقافة وفن شامة الزاز”… “نجمة الشمال ” التي تحدت وسطها المحافظ لأجل عيون “أعيوع”

شامة الزاز”… “نجمة الشمال ” التي تحدت وسطها المحافظ لأجل عيون “أعيوع”

كتبه كتب في 29 سبتمبر 2020 - 14:51

رحلت “شامة الزاز” في صمت…بعد أن توقف قلبها فجأة، وبعد معاناة طويلة مع المرض أسلمت روحها. شامة حضيت بعناية المقربين والصحفيين التاوناتيين على رأسهم الإعلامي ادريس الوالي، وبعض الأطر التاوناتية والمهتمين بفن الطقطوقة، في الشهور الأخيرة، بعد أن نال منها المرض ووصلت مرحلة حرجة، وتمكنوا من التدخل لنقلها من المستشفى الإقليمي بتاونات إلى المستشفى العسكري بالرباط، هناك نالت العناية اللازمة، وحضيت بزيارة المحبين والفنانين المقربين لها وبعض الصحفيين من أبناء المنطقة …

عايشنا شامة في أول مشوارها الفني، كانت عفوية تتحدث بشكل بسيط وتحلم بمستقبل فني ينسيها فترات عاشتها بين شركات تسجيل استغلت صوتها ولم تمنحها حقوقها، كانت تعقد جلسات فنية مع مجموعتها للتداريب، فقد كانت تكتب كلمات أغانيها بعفوية وتغنيها مباشرة، ف”حقنة” الفن تسري في عروقها منذ شبابها، وبعد أن ظلت مهمشة في مجموعة من المناسبات والمهرجانات الكبيرة، تمكنت من تحقيق جزء من حلمها في السنوات الأخيرة مع مجموعة محمد العروسي، لكن معاناتها مرارا مع المرض تطلب إدخالها للعلاج  وإجراء عملية جراحية، وكانت في كل مرة تعود للغناء والشدو، لكن هذه المرة أبى الموت إلى أن يختطفها.

“شامة الزاز” أو شامة الحمومي، وهو اسمها الحقيقي، صوت من بين الأصوات الجبلية القوية، ذات رنات صوتية مضبوطة، هي من بين العشرات من الفنانين الشعبيين بالإقليم اللذين تعرضوا للتهميش، ظلت تكافح من أجل إسماع صوتها، تغني بلباسها التقليدي الذي تفتخر به ولم تتنازل عنه، وتعلو الابتسامة وجهها النحيل وتغطي رأسها ب ” السبنية” المزركش الذي تعرف به نساء المنطقة وأقاليم الشمال، في اعتزاز بأصلها وتراثها الجبلي.

لقبت شامة ب” نجمة الشمال”، تحدت التقاليد آنذاك وتغنت بمعاناة المرأة القروية والفلاحة على الخصوص، مشاكلها اليومية وأفراحها، فتغنت بتاونات قائلة:” أنا بلادي تاونات، بالجبال موصوفة، وإلى خفات عليكم بالرجال معروفة….” قطع اشتهرت بها في المنطقة وخارجها، وتمكنت بعد أن أصبحت ضمن فريق الفنان الجبلي الراحل محمد العروسي من الوصول إلى الإذاعة والتلفزة والتعريف بهذا الفن الذي تتميز به المنطقة فقط.

كانت أول بداية لشامة من دوار “الرف” بسيدي المخفي إحدى جماعات إقليم تاونات، ففي سن الثامنة عشر شاركت في المسيرة الخضراء، تاركة ابنها في رعاية والدتها. كان المشاركون في المسيرة الخضراء يعقدون سهرات عند حلول المساء للتعرف على بعض العادات المختلفة لأقاليم المغرب وكانت شامة من بين الأصوات التي تشدو كل ليلة، فتتجمع النسوة بعد العشاء في شكل حلقة وتبدأ إنشاد العيوع. عند عودتها من المسيرة الخضراء كانت من ضمن عشرة نسوة حصلن على بطاقة المشاركة في المسيرة الخضراء وفي بطاقة التعريف الوطنية كتب في خانة المهنة “مطربة” بسبب أغنية أنشدتها في حق الملك الراحل الحسن الثاني أثناء المسيرة الخضراء.

بدأت “شامة” الإنشاد والغناء متخفية بسبب وسطها المحافظ جدا، واشتهرت بتنظيمها الفطري للأهازيج وأشهرها تغنيا بالأم: ” توحشك الواليدة، وانتي في بلاد بعيدة، وكل ساعة دمعة جديدة، وتطلع بالتنهيدة، عيني تبكي، قلبي يشكي، توحشتك يا الواليدة”، وشاركت شامة بالغناء في مجموعات غنائية بطنجة وتطوان…

عن فن “أعيوع”، كانت “شامة” تصرح دائما أنه “فن كيخرج من الأعماق وهو هبة من الله، فأنا ما كنفكرشي في الموضوع لكن كاتجيني الكلمات على غفلة وكنشد مباشرة. الآن البنات مابقاوشي كيهتموا بأعيوع، والقليل اللي باقين كيحفظوا بعض الأغاني منه”.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *