الرئيسية تربويات شعار المدرسة المتجددة والمنصفة والمواطنة والدامجة يتعثر بمدرسة الحسنية بوزان

شعار المدرسة المتجددة والمنصفة والمواطنة والدامجة يتعثر بمدرسة الحسنية بوزان

كتبه كتب في 10 سبتمبر 2020 - 20:33

– مدخل لابد منه

قبل الانتقال إلى صلب موضوع هذه المادة الإعلامية ، وجبت الإشارة بأن المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان ، استنفرت كل أطرها ، رئيسا ومرؤوسين لضمان دخول مدرسي ناصع كميا ، رغم تزامن انطلاقه مع ظروف غير اعتيادية ، حيث خيمت عليه أجواء لم يسبق أن عاشها التلاميذ والأطر التربوية والإدارية والأسر .
الصور التي نشرتها المديرية الإقليمية للتعليم على صفحتها الرسمية ، وكذلك التتبع المباشر لعامل الإقليم لانطلاقة الموسم الدراسي من خلال قيامه بزيارة مؤسستين تعليميتين ، في احترام تام للتدابير والاجراءات الاحترازية التي جاء بها قانون حالة الطوارئ الصحية ، كلها مؤشرات تفيد بأن المجهودات الكمية لطاقم المديرية الإقليمية المعززة بالانخراط الفعلي لباقي المتدخلين ( أطر تربوية وإدارية جمعيات أمهات وآباء التلاميذ …) ، كان من نتائجها لي عنق جملة من الإكراهات التي خلفها وباء كوفيد 19 .
– تعطيل شعار الدخول المدرسي بمدرسة الحسنية
شعار ” من أجل مدرسة متجددة ومنصفة ومواطنة ودامجة ” الذي اختارت وزارة التربية الوطنية لتأطير الموسم الدراسي الحالي ، قوي وحامل لرسائل تختزل كلماته المختارة بدقة وعناية فائقة ، الأدوار المنتظر من المدرسة المغربية لعبها لإعداد مغاربة الغد . مدرسة تضمن تكافؤ الفرص بين المتعلمات والمتعلمين ، وتعمل على تحقيق المساواة والانصاف ، مدرسة تتصدى لكل أشكال التمييز وتعزز التماسك الاجتماعي .
الامتحان الفعلي للشعارات ليس ما تؤثث به الوزارة وثائقها ، وما تحمله اللافتات المثبتة عند مداخل المؤسسات التعليمية ، بل هذا الامتحان يبرز في مدى اقتناع المسؤولين على رأس قطاع التعليم مركزيا وجهويا وإقليميا بهذه الشعارات ، والسعي الحثيث من أجل تنزيلها وإعطائها نفسا على الميدان . وللتدليل على أن شعار هذا الموسم الدراسي قد لفض أنفاسه عند مدخل مدرسة الحسنية بإقليم وزان ، نضع القراء في الصورة من خلال سرد المعطيات التالية :
بعد اغلاق أبواب مدرسة الحسنية قبل أربع سنوات ( سنعود للموضوع في مقال قادم ) ، تم الاستنجاد تربويا بمدرسة أبي حيان التوحيدي حماية لحق التلاميذ في التعليم . استمر الوضع على ما هو عليه ، مع ما نتج عن ذلك من اكراهات ادارة المؤسسة التعليمية بمدير ومديرة . ولتجاوز هذه الوضعية ، ولأن مدرسة ابي حيان التوحيدي تتوفر على عقار واسع استقر الرأي على تقسيمها ، مع تعزيز مدرسة الحسنية المتفرعة عنها بجناح جديد ، قادر على استيعاب العدد الكافي من التلاميذ الذين تم نقلهم من مدرستهم الأصلية بشارع المسيرة . حل فرضته اكراهات الواقع ، وشارك في بلورته مختلف المتدخلين بإشراف مباشر من المدير الإقليمي الحالي .


البناية بالشكل المعماري الذي زرعت به بالمدينة ، شوه جمالية عمارة الحي ، وتسائل أبناء دار الضمانة عن الملابسات المحيطة بصمت مجلس جماعة وزان عن هذا العبث . لكن أم المصائب التي فندت شعار الدخول المدرسي ، وتوصيات اليوم الدراسي حول المنتدى الإقليمي الأول حول التربية الدامجة الذي سبق و نظمته المديرية الإقليمية للتعليم بتعاون مع جمعيات تشتغل على ملف الأطفال في وضعية إعاقة ، و ورش التربية على حقوق الإنسان الذي اشتغلت عليه بشكل مكثف المديرية الإقليمية في نسخها الأربعة ، تجلت ( أم المصائب) في البناية التي جاءت تمييزية بشكل سافر …. تمييز بسبب الإعاقة الذي يحظره دستور المملكة …..تمييز يضرب في صلب اتفاقية حقوق الطفل التي صادق عليها المغرب … تمييز يرقص على هيكل وبناء وأهداف الخطة الاستراتيجية لمنظومة التربية والتكوين ….، تمييز يؤكد بأن قانون 03/10 المتعلق بالولوجيات لم يسمح له طرق أبواب البناية الجديدة لمدرسة الحسنية رغم أن مادته الأولى جاء فيها: ” تعتبر البنايات والطرقات والفضاءات الخارجية ووسائل النقل سهلة إذا أمكن للشخص المعاق دخولها والخروج منها والتحرك داخلها واستعمال مختلف مرافقها والاستفادة من جميع الخدمات المحدثة من أجلها …” .


السؤال المقلق ، والاستفهامات المحيطة بهذا الخرق السافر للقانون ، والوخز بإبرة التمييز في منظومة حقوق الانسان ، هو كيف تجاوزت الجهة التعليمية إقليميا وجهويا هذا التمييز بسبب الإعاقة وسمحت بتوطينه بهذه المدرسة ؟ وكيف أن تتبعهما المستمر لورش البناء المفتوح لم يفتح عيون هذا وذاك على تعطيل المقاربة الحقوقية في تشييد الجناح المذكور ؟
هل يمكن تدارك الأمر قبل فوات الأوان ؟ ممكن ذلك ، فالبناية يضع عليها المقاول أخر اللمسات قبل تسليمها للجهة حاملة المشروع ، لذلك يتطلع الصف الحقوقي إلى تدخل عاجل من عامل الإقليم ، وإلى ترافع قوي من الجمعيات التي تشتغل بحقلي الطفولة ، والأطفال في وضعية إعاقة …. سلاحهم دستور المملكة ، والخطب الملكية ، وقانون الولوجيات ، يؤطرهم شعار ” المؤسسة التعليمية الحسنية فضاء لاستقبال جميع الأطفال كيفما كانوا ، وتوفر لهم شروط نجاحهم بالرغم من مشاكلهم وصعوباتهم ” .

وزان :سوس بلوس

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.