الرئيسية اراء ومواقف الدخول المدرسي: محددات قرارات السلطات الحكومية والأُسَر

الدخول المدرسي: محددات قرارات السلطات الحكومية والأُسَر

كتبه كتب في 25 أغسطس 2020 - 19:57

الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية.

تأجيل الدخول لأسبوع، تعليم حضوري كلي للابتدائي، حضوري أو مختلط للتأهيلي والثانوي، جامعي مختلط.

أسئلة كثيرة واجوبة اقل. حيرة الأسر والمربين والقطاعات الوصية. المرونة في التعاطي حسب تطور المعطيات العلمية والوبائية، من اجل اتخاد قرارات متبصرة. ما هي محدداتها؟

نفس محددات اتخاد القرار، بالنسبة للأسر والوزارة الوصية، عالميا مع خصوصيتنا فيما يخص قدرة منظومتنا الصحية على التتبع الوبائي المبكر وسرعة رد الفعل، وقدرة المدرسة المغربية على توفير شروط الوقاية.

التعليم الحضوري هو الأصل وهو الأساس وهو المبتغى حتى بالنسبة للدول التي وفرت السنة الدراسية السابقة تعليما عن بعد فيه جودة واحترام للشروط الدنيا للتعليم عن بعد. هدا النمط الأخير من التعليم له عدة سلبيات يجمع عليها اليوم الجميع من تلاميذ واسر ومربين ومنظمات دولية معنية بالتربية والتعليم وشؤون الطفل … لدلك فالتعليم عن بعد هو حل فقط حين يتعذر تماما التعليم الحضوري.

ما هي العناصر التي بوسعنا ان نعتمد عليها لاتخاذ القرار سواء كوزارات وصية او كأسر؟

1)            أولا التعليم الحضوري هو الأولوية المطلقة.

2)            الحالة الوبائية في البلاد عامة وفي كل منطقة على حدة واحتمالات تطور الوضع.

3)            المعطيات العلمية المتعلقة بكوفيد 19 والأطفال. أي خطورة عليهم. أي خطورة على الكبار والحالة الوبائية.

4)            المعطيات عن تفشي الفيروس بين الأطفال ومدى نقلهم له من المدرسة للأسر.

5)            الإمكانيات المتوفرة لحماية الأطفال والاسر في حال التعليم الحضوري.

6)            تأثير التعليم عن بعد على الدورة الاقتصادية وأداء الإدارات بسبب التزام الإباء بتعليم أبنائهم.

سنتطرق للنقط الثالثة والرابعة والخامسة.

المعطيات العلمية الأساسية المتعلقة بكوفيد 19 والأطفال

  1. في بداية الوباء كان الاعتقاد السائد هو ان الأطفال هم أكبر ناقلي المرض بسبب عدم ظهور الاعراض عليهم. لم تكن هناك معطيات بعد ولكن تم اتخاد الانفلونزا الموسمية كأساس للمقارنة. وكان هدا من جملة الأسباب التي دفعت لإغلاق المدارس مبكرا.
  2. بعد دلك أظهرت بعض الدراسات وتطور الأوضاع ان الأطفال اقل إصابة بكرونا واقل نقلا لها لغيرهم. فعموما الأطفال اقل من 18 سنة لا يشكلون سوى 5% من مجموع الإصابات.
  3. الأطفال غالبا ما لا تظهر عليهم الاعراض او اعراض بسيطة مما يجعل تشخيص اصابتهم صعبا.
  4. الأطفال لا يصابون الا نادرا بإصابات متوسطة او خطيرة تتطلب الاستشفاء، ونادر جدا ان يموتوا بسبب كوفيد 19
  5. اطهرت الدراسات ان تفشي العدوى بين الأطفال أنفسهم داخل المدارس امر نادر
  6. ادا تم تطبيق التباعد والنظافة يستبعد ان تتحول المدارس لبؤر لتفشي العدوى
  7. أظهرت بعض الدراسات ان إعادة فتح المدارس بعد اغلاقها فصل الربيع الفارط لم يتسبب في انتشار العدوى داخل المجتمعات
  8. أظهرت دراسات ان المراهقين بأقسام الثانوي ببعض المناطق لهم نسبة إصابة 38% هي الأقرب لمعدل إصابة أساتذتهم 43%، وبعيدة عن معدل إصابة آبائهم 11% او بين اخوتهم 10%. وهو ما يطرح علامات استفهام حول طرق تفشي الفيروس بين الأطفال.
  9. دراسة أجريت بكوريا الجنوبية أظهرت ان الأطفال من 10 الى 19 سنة ينقلون العدوى مثلهم مثل الكبار تماما. بينما الأطفال اقل من 9 سنوات ينقلونها بشكل أقل.
  10. دراسة أمريكية أظهرت ان الأطفال اقل من 5 سنوات لهم حمولة فيروسية أكبر من البالغين 10 الى 100 مرة. وهو معطى يقود لسؤال حول درجة عدوى هؤلاء الطفال، علما ان دراسات بينت ان هده الفئة ليست بهذه الدرجة من العدوى المحتملة.
  11. الأطفال المصابون بكوفيد 19 والذين تظهر عليهم الاعراض ينقلون العدوى مثل الكبار.
  12. لا نعرف درجة نقل العدوى من عدمها لدى الأطفال المصابين من دون اعراض.

خلاصات هامة:

1)            إصابات الأطفال قليلة ونادرة هي الإصابات المتوسطة او الخطيرة بينهم.

2)            إعادة فتح المدارس لم بتسبب في تفشي العدوى داخل المجتمعات.

3)            المعطيات في بعض الأحيان متناقضة ونحتاج الى وقت لتشكيل راي علمي راجح حول كوفيد والأطفال والمدارس والمجتمعات المحلية.

4)            ادا كان الاتجاه العام حاليا هو عدم الخوف ـ في حدود ـ من إصابة الأطفال بكوفيد خصوصا مع أحد الاحترازات الضرورية، فان الأسئلة تبقى نوعا ما معلقة بالنسبة لدور فتح المدارس في تفشي وتسريع الوباء داخل المجتمعات.

5)            بالنسبة لبلدنا يبقى السؤال مطروحا حول مدى تمكن المدرسة المغربية من توفير شروط الوقاية داخل المدارس، ومدى قدرة الاسر على توفير الحماية خلال حمل أطفالهم من والى المدارس، وعدم السماح لأطفالهم المرضى بالتوجه فصول الدراسية.

6)            يرتبط الموضوع كدلك بمدى قدرة المنظومة الصحية على المراقبة الوبائية المبكرة والقدرة على رد الفعل في الوقت المناسب.

7)            لدلك يمكن توقع والعمل على:

             توفير تمدرس حضوري مع احتياطات بالنسبة لأطفال الابتدائي أقل من 12 سنة.

             وتمدرس تناوبي أو اختياري بالنسبة للتأهيلي والثانوي،

             وتعليم اختياري، في حدود دنيا حضوري بالنسبة للتعليم العالي.

8)            وعليه سيكون من المفيد تأجيل الدخول المدرسي الفعلي بأسبوع على الأقل بالنسبة للتلاميذ، للاستفادة من تجارب الدول التي ستسبقنا في إعادة فتح المدارس كما استفدنا من تجاربها واخطائها في بداية الوباء.

الاحتياطات الضرورية بالنسبة للتعليم الحضوري:

             تهوية الفصول طيلة اليوم وكل الأماكن المغلقة بالمدارس.

             الكمامات من 11 سنة فما فوق.

             نظافة اليدين عدة مرات في اليوم داخل المدرسة.

             أساتذة بالكمامات أو حواجز شفافة بينهم والتلاميذ.

             تباعد بين الأطفال وبين هؤلاء والأساتذة.

             مسارات موجهة داخل المدارس.

             ساعات دخول وخروج التلاميذ مختلفة.

             أبواب الدخول والخروج متعددة.

             نقل مدرسي بحمولة مخففة.

ليس من السهل اتخاد قرارات واحدة وموحدة وقطعية بالنسبة للجميع. هدا ما يفسر المرونة الكبيرة في القرارات الوزارية وحيرة الاسر.  كلنا نريد تعليما حضوريا ولكن بدون المغامرة ببلدنا وبمواطنينا.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *