بعد أداء القسم وتعيينها بمجموعة من محاكم الاستئناف المغربية، تدخل 277 امرأة مغربية مجالا اعتبر حكرا على الرجل “العدول”، لتتمكن من العمل إلى جانبه…هو مجال آخر لتثبت جدارتها بعد أجاز المجلس العلمي الأعلى ممارسة المرأة لمهنة “العدل” بناء على الأحكام الشرعية المتعلقة بالشهادة وأنواعها والثوابث الدينية للمغرب،ونظرا لما أبنات عنه من كفاءة واقتدار في تولي المناصب السامية.
قمر الخراص، أم لطفل لم يتجاوز الثالثة من عمره، خريجة فوج 2018 الذي تميز بتخرج أول فوج للنساء “العدل”، حاصلة على الإجازة في القانون الخاص بالفرنسية، وتتابع دراستها بالماستر، لم تكن تحلم بأن تمتهن مهنة كانت حكرا على الرجل، وهي التي تحلم بعمل مختلف، وتشاء الأقدار أن تتقدم لاختبار العدول وتنجح ويتم تعيينها بمدينة مراكش.
وقفت الأستاذة قمر، أول أمس الإثنين، إلى جانب زميلاتها خريجات الفوج اللواتي تم تعيينهن بالدائرة الاستئنافية لمراكش، وأدت القسم أمام الهيئة القضائية التي ترأسها الرئيس الأول للمحكمة أحمد جدوي، لتضع أولى خطواتها على درب المهنة، بتشجيع من الأسرة.
تحكي “العدل” الشابة عن قصة اجتيازها لمباراة العدول قائلة: “تقدمت لاجتياز المباراة، بعد إلحاح من صديقاتي، خاصة وأنني أتابع دراسة الماستر شعبة العقار والتوثيق، ولم أكن قد اجتزت مباراة من قبل، فقلت لنفسي هي مناسبة لتجربة جديدة، وفعلا نجحت في المباراة وزاد من إصراري على المضي قدما أن المواد التي تدرس في صلب اختصاصي، ووجدت نفسي راضية عن اختياري”.
خضعت قمر الخراص لتكوين على المستوى الجهوي، ثم مرحلة التدريب النظري والتطبيقي، وانتهاء باجتياز الامتحان المهني.
تنتظر “العدل” الشابة اتمام الإجراءات الضرورية لبدء العمل بحماس متناهي، فهي ستدخل تجربة جديدة ليس بالنسبة لها بل بالنسبة للمرأة المغربية من إبرام العقود…مثلها مثل الرجل وحسب مقتضيات قانون 16.03 المنظم للمهنة.
