الرئيسية اراء ومواقف من يتحمل المسؤولية في تفشي البؤر الصناعية ؟

من يتحمل المسؤولية في تفشي البؤر الصناعية ؟

كتبه كتب في 19 يونيو 2020 - 23:00

 

رفع الستار عن النقطة التي كانت تقض مضجع الرأي العام اليوم، والتي تتعلق بظهور بعض البؤر الصناعية في المناطق ذات الاستقطاب الصناعي والسكاني خاصة مركز الجدب في المحور الثلاثي الذي يضم الدار البيضاء الرباط القنيطرة،و الشيئ الذي كنا نخاف منه هو الذي حصل اليوم بدائرة للاميمونة المنتمية لجهة الرباط سلا القنيطرة ،و المكونة من أربع جماعات محلية هي الشوافع وللا ميمونة ومولاي بوسلهام وسيدي بوبكر الحاج، تضم أكثر من 20 معملا للفراولة وآلاف العاملات من عمالات العرائش، ووزان، وسيدي قاسم، وسيدي سليمان، والقنيطرة بل المخيف والمفزع أنه يُتَوقع ان ترتفع الحصيلة بهذه البؤر الصناعية بسبب عدم احترام الشروط اللازمة للعمل ،ومع احتمال تجاوز الحالات المخالطة إلى 4000النتائج المخبرية الإضافية المتوصل بها إلى حد الآن تكشف ارتفاع عدد الحالات المؤكدة بدائرة لالة ميمونة إلى 424 حالة حاملة لفيروس كورونا في أكبر حصيلة يتم تسجيلها بالمملكة في أقل من 24 ساعة منذ ظهور الوباء ،كما أن إنشاء مستشفى ميداني عسكري بدائرة لالة ميمونة بات مطلبا ملحا وضروريا لتفادي الكارثة ،حيث كنت سابقا قد أشرت على النتائج الأولية للاصابات في لالة ميمونة.

فكيف قلت وتقلصت اليقظة بهذه المصانع وهي التي تشغل أكثر من 6000عامل؟ فتزايد عدد المخالطين وكثر الاحتكاك والتماس بين المواطنين الذين يرتادون هذه الأماكن يوميا للعمل ،الشيئ الذي يطرح أكثر من علامة استفهام هل فعلا هذه المصانع كانت تحترم قواعد السلامة الصحية والتباعد الاجتماعي أم أن هناك لغز محير يطبخ في الكواليس لدواعي اقتصادية ،فمن هو المسؤول الأول عن هذه الكارثة الوبائية لا قدر الله وقع انفجار وبائي في الأيام المقبلة في معامل الفراولة تلك ،لأنه من غير المعقول أن تكثف السلطات العمومية من جهودها ليل نهار والسهر من أجل سلامة المواطن وكذا وزارة الصحة والاطقم الطبية ،وتلتزم عامة الناس بالحجر الصحي وتعزل نفسها في المنازل لمدة ثلاث أشهر لأجل مصلحة الوطن وتصبر على الضرر المادي والنفسي الذي نتج عنه فيروس كورونا وفي الأخير ندمر ما بنيناه سابقا ونهدم المكتسبات السابقة ،فمن سولت له نفسه أن يلاعب بمشاعر البلد يجب عليه يحاسب وأن يتحمل المسؤولية ويقدم استقالته في حالة كبرت عليه مهامه ،لأن فيروس كورونا لم يكن رحيما بالضعفاء مابالك بمسؤوليات مشتركة تستوجب الأناة وضبط الطبع إعمال العقل قبل اتخاد القرار المناسب كي لا تتم الاستهانة بمصير الشعب والبلاد.

وقد سبق وندرنا بخطورة البؤر الصناعية في بعض المدن في المحور الثلاثي المركزي ذو الاندماج الاقتصادي ،فتارة كان الواد يحمل قطرة بقطرة فكان ذلك بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة ،لكن ليس كل مرة تسلم الجرة، والنتيجة أمامنا اليوم ،لسنا نعرف هل هو تهور أم عدم التزام بالقوانين التي سنت في هذا الاطار أم أنه خطأ بشع قد يكلفنا الكثير لا قدر الله خلف ذلك إصابات فوق الرقم الذي يسجل في الأيام العادية داخل كل بؤرة صناعية ما لم نتمكن من السيطرة على الوضع والتعويض،فقد استبشرنا خيرا لتلاشي بعض البؤر الصناعية في طنجة وتطوان ثم الدار البيضاء،لكن اليوم كسرت الجرة فظهر المعدن الحقيقي للبيئة التي يحبدها الفيروس ويعشق الترعرع بين احضانها ألا وهي التجمعات وبعض السلوكات التي أخلت بشروط الوقاية من انتشار العدوى ونحن امام الرقم الذي سجل اليوم لابد من تظافر تكتل الصفوف وانقاد ما يمكن إنقاده وتحمل كل الأطراف للمسؤوليات المناطة اليهم أملا في قيادة السفينة والخروج بأقل الخسائر والاضرار نحو بر الأمان .
عبدالعزيز جوبي.سوس بلوس

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *