الرئيسية مجتمع قصيدة رثاء في حق الراحل عبد الرحمان اليوسفي بعنوان ” سلام عليك أيها القائد “

قصيدة رثاء في حق الراحل عبد الرحمان اليوسفي بعنوان ” سلام عليك أيها القائد “

كتبه كتب في 31 مايو 2020 - 13:46

 

وسلام عليك..
أيها القائد المبجلُ
أيها الرجل الكبيرُ..
الصادقُ
لم أجد وصفا أدق..
كهذا..
بعد رحيلك
والفراقُ
لو أستطيع..
أن أغسل قلبك
قبل الوداع
أن أجفف عينيكَ
من دموع الجراحِ
لو اقتضى
وأيضا أن أتقاطرَ
على خديك كرذاذ المطرِ
كقطرة ماءْ
أو أن أتمايل على جسدك
كزعترٍ أو أقحوانْ
*
وسلام عليك..
أيها العظيمُ
النقي من الداخلِ..
عندنا..
وعند البعض..
وحتى الذين اعترفوا..
أخيرا..
كل القواميس عجلت..
بالرحيل
لكنك أنت وحدك..
قاموس من المعاني..
وذاكرة خالدة ستبقى..
نسيما عليلا..
يفوح في الروح كالهمسات..
حد النهايات
وحد كل الحروف الأبجدية..
وكل حروف اللغات
*
وسلام عليك..
أيها الكريمُ
كلهم رأوا الحزن..
في عينيك..
وما اكترثوا
كلهم زخرفوا معانيك..
وخواطرك..
والصمت..
وحنكة الحياة
وخبأوك في كل الظلمات..
وأنت بدر ينير الدجى..
وما انتظروا
هل تذكرهم واحدا واحدا؟
تجلت نفسي عندما أدركت
أن الليل طويل لا ينجلي
والصبح لا أصدقه..
حين تشرق الشمسُ
أو يتساقط المطرُ
*
وسلاما عليك..
أيها المجاهدُ
هل تعرف..
أن كل شيء فينا مات؟
وما غدا في أوراحنا..
إلا الحجر
ما صبرنا واكتفينا..
بهذا الظلام
خسرنا المعارك بيننا..
وبينهم
وخسرنا الحب الكبير
وكدنا نموت جوعا..
وعطشا
فهل سنبقى كذلك..
حين تغادر
كما بقي فينا الوهنُ
أم أحلامنا ستشد الرحال..
بلا قاربٍ أو سفينةٍ
أو قطارٍ
إلى مكان ما
أو إلى جسد آخرَ
لا تقتفيه الأثرُ
*
وسلام عليك..
أيها الوجه الحسنُ
أنت كنت الروح..
التي بقيت فينا
أنت الرئة التي بها نتنفسُ
وأنت الصفاءُ..
والنقاءُ
وحتى العفةُ
أنت الحياة
أنت أيضا الرزانةُ
والزعامةُ..
ولازلتَ هكذا…
والآن سترحلُ
تودعنا في صمتٍ..
بلا موعدٍ..
وكلنا ندرف الدموعَ
بلا شعور..
وبلا قبلة وداع
أوقبلة تلملم جراحاتنا..
التي توقفت عقارب ساعاتنا..
واشتعل الضوء الأحمرُ
*
وسلام عليك..
أيها الصنديدُ
أيها المخلصُ..
للوطنِ..
يا منتصرا
يا مقتنعا بالفكرة التي..
لا تموتُ
أو تندثرُ
أيها المناضلُ..
المحاورُ..
المتوافقُ..
المصلحُ..
الذي أيقضنا من رجفة القلبِ
وانتصر للحياةِ
وهم ما انتصروا

*
سلام عليك..
أيها النبيلُ
ستبقى حيا بيننا..
وبينهم
ذاكرة حية في كل البقاعِ
ستبقى ذاك العندليب المغرد
وذاك الندى الجميل..
ساميا تسكننا..
ونسكنك
لأننا شربنا من نبع يديك..
وفكرك..
وكل أحلامك التي تحققت
وحتى المؤجلةُ
وكذلك قلبك المتسع جدا..
جدا
فهل بعد رحيلك..
ربما سيعيدون ترتيب الأوراق..
ان اقتنعوا..؟
وان لم يكن..
فهناك فرق كبير
بين من الذين أغرقو البلاد..
فرحا
والذين أغرقوها الآن..
حزنا
وبها نحن الآن نغرقُ
*
وسلام عليك..
إلى أن نلتقي

عبد_الله_الرخا/ تايمة في 31 ماي 2020

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *