الرئيسية اراء ومواقف ” الدلاح ” يتمدد..، وفي النعمة نقمة تتربص

” الدلاح ” يتمدد..، وفي النعمة نقمة تتربص

كتبه كتب في 12 مايو 2020 - 01:49

 

بقلم: سعيد شكوك (باهنكا)

أخبروني من هذا الذي أفتى بأن زراعة البطيخ الأحمر (الدلاح) مضرة للواحة، هل اقتنعت الجماهير وقبلت بذلك؟ أعتقد أن الجماهير واعية وتدرك حاجتها، وتعرف تمام المعرفة أي اتجاه تُقبِل عليه وتسلكه بكل عزم، وبدون أدنى قلق بشأن ما بعد الاختيار والاصطفاف.

كيف للواحة أن تخاف من ” الدلاح “، وهي بلد الأولياء والصالحين، بلد الضيافة والجود والكرم، يُردِد في حقها الجميع ” الله يعمرها دار “، مثل هذه البلاد لن تسمعها تقول سوى : أهلاً وسهلاً ومرحباً بكل العالمين، الأرض أرضكم وأهل الأرض في خدمتكم، وشكراً لقدومكم، فبكم لبست الأرض فستانها الأخضر الباهي، بعدما كانت صحراء قاحلة تسكنها السناجب والضِباب وتزورها العقارب والكلاب الضالة، أما اليوم فتسكنها الأفاعي وتحرسها الخنازير.

لماذا نلوم هذه الزراعة وهي توفر فرص شغل، ويد عاملة رخيصة الثمن، وتستثمر بشكل موسمي، لتوفر الوقت الكافي للعاملين، من أجل الراحة والتعافي والتخلص من التعب، وتفسح المجال لاسترجاع التربة عافيتها بعد ما دمرها فرط استعمال الأسمدة والمبيدات، إنه اخر شيء يفكر فيه قانون الإستثمار، فعنوانه لصيق بالربح ولا غير وبشتى السبل، فأن تلوث التربة و الهواء والمياه، وينهك العمال لا يعنيهم في شيء، ومتى توقفت الحياة هنا يشدون الرحال إلى وجهة جديدة.

بالله عليكم كيف فكرتم في أن زراعة ” الدلاح ” جريمة في حق الفرشة المائية، ومياه الآبار لا تبتعد إلا بحوالي 50 إلى 60 متراً، بينما إلى عهد قريب في بعض المناطق لا تتجاوز 5 إلى 10 أمتار، أليس هذا التحول فريداً ! ألا يستحق التمعن والدراسة ودق ناقوس بل قرع طبول الخطر ؟ إنها إبادة وتحريض على الهجرة.

وكيف لنا أن نبكي عن خطر استنزاف ” الدلاح ” للمياه وهذه البقاع الطاهرة تجود عليها السماء بقطرات ضعيفة من المطر سنوياً، بل وفي سنواتٍ طوال تصوم ولا نرى فيها ولو قطرة واحدة، إنه إنذار شديد اللهجة ولا يحتاج إلى أي قراءات لإعلان حالة الطوارئ لتأمين ما تبقى من هذه المادة الحيوية قبل أن تُصدر كلياً.

نعم إنه فخر كبير أن تتصدر الواحة العناوين كمُصدر للمياه العذبة ( الدلاح ) ، نحو مختلف المدن وإلى الخارج، واسألوا أهل ” العين إڭرامن” عن الفائض ووفرة الماء، لتستمعوا إلى الحكاية التي بإستمرار هكذا وضع ستكون حتمية على باقي أهالي قرى الواحة عاجلاً أم آجلاً

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *