الرئيسية اراء ومواقف رمضان بلا طقوس ولا عادات في زمن كورونا

رمضان بلا طقوس ولا عادات في زمن كورونا

كتبه كتب في 25 أبريل 2020 - 18:15

 

بقلم: يوسف حمورو

يحل علينا رمضان الأعظم، هذا الشهر الذي يعد شهر الغفران والرحمة والتقرب من الله عز وجل.  وهو شهر ينتظره المغاربة والعالم الإسلامي بأسره لتجديد إيمانهم  وعلاقتهم بالله عز وجل. مع إحياء مجموعة من الطقوس والتقاليد والعادات التي تعود عليها المغاربة، والتي تستمر طيلة هذا الشهر.

لكن في زمن كورونا، هذه الجائحة الوبائية التي تضرب العالم؛ ستتغير مجموعة من الطقوس والعادات التي تعود عليها المغاربة خلال رمضان. لاسيما وأن  المغرب يعرف ارتفاعا في عدد المصابين بفيروس كوفيد 19،  الشيئ الذي يدفع بالسلطات المغربية  الى فرض إجراءات صارمة للحد من إنتشاره .


في زمن كورونا أغلقت المساجد ومنعت الصلاة فيها. كما أغلقت المطاعم والمقاهي وقاعات الرياضة والمدارس والفضاء الترفيهية. كل هذه لإجراءات تجعل  حياة المغاربة تعرف تحولا كبيرا في عاداتهم اليومية، وفي طقوسهم الدينية و الاجتماعية.

مع إقتراب شهر رمضان تعرف الأسواق المغربية إقبالا كبيرا عليها، حيث يكثر العرض والطلب؛ وتعرف الأسواق والمحلات التجارية حركة ورواجا، كما أن فرص إنعاش إقتصاد البلاد تشهد حركة كبيرة في أيام رمضان. خصوصا خلال الفترة الزمنية ما بين صلاة العصر وقبل أذان صلاة المغرب. حيث يكثر الرواج في المحلات التجارية لإقتناء ما يعرف “بالشباكية” وكل ما يزين مائدة الإفطار. لكن مع الحجر الصحي ستشهد هذه الحركة انخفاضا كبيرا .

ومن ناحية اخرى، فقد اعتاد المغاربة على تبادل عبارات التهاني فيما بينهم عند حلول شهر رمضان وهم يقولون “مبارك عواشرك” أو “عواشركم مبروك , الله يدخلو عليكم سيدنا رمضان  بالصحة والعافية”. وغيرها من العبارات التي تعودوا عيلها خلال المناسبات الدينة. مع تبادل الزيارات العائلية وصلة الرحم بين الاقارب والجيران،  وكذا افطارات خارجية في الشواطئ وغيرها، وكذا زيارات الجيران والتجمع على موائد افطار جماعية، وما يصاحبها من تقبيل ومصافحة وأحضان في ما بينهم. لكن في زمن كورونا لا مصافحة لا عناق. تجنبا لتكوين بؤر جديدة للوباء.

المساجد بدورها كانت تعرف اقبالا كبيرا في شهر رمضان وتمتلئ بالمصلين رجالا ونساء كبارا وصغار؛ خصوصا في صلاة التراويح التي تعتبر من بين الشعائر الدينية التي تعود عليها المغاربة مع حرصهم على أدائها في المساجد؛ وسماع  القران الكريم بصوت إمام المسجد. وتعويد الاطفال على الصلاة في المسجد وقيام الليل لصلاة التراويح، لما لها من دور في ادخال البهجة واضفاء جو ايماني بين جل افراد المجتمع صغارا او كبارا وشيوخا.
وبعد انتهاء صلاة التراويح، تجد الشوارع مكتظة والمقاهي والمحلات التجارية؛ والمدينة تعج برواج رمضاني بطعمه الخاص والمميز.
وفي ليلة القدر المباركة، تتزين بيوت الله لاستقبال ضيوف الرحمان الراغبين في ختم القرآن قياما، وهي الليلة التي فضلها الله على ألف شهر، يكثر خلالها المغاربة العبادات من صلاة وصدقة وذكر وقرآن. ومنهم من يعتكف في المساجد إلى ما بعد صلاة الصبح.
وفي هذه الليلة المباركة يصوم بعض الاطفال لأول مرة. يحتفلون بارتدائهم الملابس التقليدية من خلال حفل بسيط تجتمع فيه الاسرة؛ لتحفزهم على الصيام و الإستعداد لصيام رمضان في السنوات المقبلة. لكن  جرثومة كورونا أجبرت علينا الصلاة في بيوتنا.

وخلال  شهر رمضان تتنوع الأنشطة بين ما هو إجتماعي إنساني، على سبيل المثال  “إفطار الصائم” أو “عابر سيبل” حيت  يتم وضع خيمة إفطار للصائمين في أحياء المدن المغربية. وهناك من يقف في الشارع العام وبالقرب من إشارة المرور يوزع  الثمر والماء قبل أذان المغرب. الأمر الذي يجسد روح التضامن بين المغاربة. كما يقبل المغاربة على الأنشطة الرياضية  كتنظيم مباريات  في كرة القدم،  وممارسة الرياضة في قاعة الرياضة وفي الغابة.  وهناك أنشطة  دينية مثل الأمسيات القرآنية والأمداح. هذا ويقبل المغاربة بعد الانتهاء من صلاة التراويح على المقاهي والفضاءات الخضراء رفقة عائلاتهم للااستمتاع بأجواء  رمضان .

هي عادات و طقوس اعتاد عليها المغاربة في شهر رمضان قبل إنتشار فيروس كورونا. هذه الجرثومة التي لا ترى بالعين المجردة تمكنت من  تغيير مجموعة من العادات والتقاليد والثوابت الدينية والاجتماعية الراسخة في أذهان ساكنة المغرب. وأوقفت الحركة بكل القطاعات الحيوية بالبلاد، رغم الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية والأطر الصحة. وفي غياب لقاح او علاج يخلص المجتمع من هذا الوباء. سيبقى الحجر الصحي دواء لهذا الوباء والبقاء في البيوت إلى إشعار أخرى.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *