الرئيسية مجتمع الدكتور حمضي: هذه سيناريوهات خروجنا من الحجر الصحي

الدكتور حمضي: هذه سيناريوهات خروجنا من الحجر الصحي

كتبه كتب في 21 أبريل 2020 - 16:05

حدد الدكتور الطيب حمضي رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالقطاع الخاص مجموعة إجراءات وتدابير وقائية قد تساهم خروج المغاربة من الحجر الصحي وتوقف انتشار وباء فيروس كورونا المستجد ، والتي أبرزها في تفعيل إستراتيجية العزل الموجه تهدف إخضاع كل المرضى تحت الحجر الصحي لمنع تفشي المرض،  وكذا الفئات الهشة قصد حمايتهم من أخطار الإصابات المعقدة قد  تتهدد حياتهم بشكل أكبر ، ومن جهة ثانية السماح بخروج الناس التي تم تمنيعها بسبب أو بفضل  المرض ، والفئات التي لا يشكل عليها المرض خطرا كبيرا إلى حين الحصول على المناعة الجماعية أو مناعة القطيع أو الحصول على التلقيح .

يؤكد الدكتور الطيب حمضي أنه وفق تقرير منظمة الصحة العالمية ، إن الجميع سيكون في أقل سيناريوهات تشاؤما في غياب وسائل الوقاية والحجر الصحي وأمام أكثر من عشرات الآلاف للموتى في بلد كالمغرب ، إلا أنه يبرز أن المغرب لحد الآن التحاليل التي أجريت قليلة جدا ، لا تتعدى العشرة آلاف من اليوم الأول ولحدود الساعة ، والتي كانت موجهة بشكل محدود جدا لترشيد المخزون ، غير أن الأسبوع الماضي قامت السلطات المختصة بتوسيع شبكة المختبرات مرخص لها بإجراء التحاليل من 3 مختبرات بالرباط والبيضاء إلى 6 مراكز جامعية متفرقة ، هذه التدابير والإجراءات الوقائية يستعرضها الدكتور ” الطيب حمضي ” في مقالة أعدها لموقع ” أحداث أنفو ” .

اليوم هناك اتفاق عام على أن الخروج من الحجر الصحي لن يكون عملية بسيطة ، إذا ما أردنا تجنب تفشي المرض أو الوقوع ضحية موجة ثانية وربما ثالثة أو أكثر للوباء ، لذا سنتقاسم بعض المعطيات والمقترحات والأفكار للخروج من الأزمة .

ــ هناك اليوم قناعة بأن مواجهة الوباء بنجاح يتطلب عدة إجراءات أهمها :

1 ــ الحجر الصحي

2 ــ إجراء أكبر عدد ممكن للتحاليل للكشف عن المرض Tests de dépistage .

3 ــ عزل المرضى والمشكوك فيهم.

4 ــ استعمال الكمامات على نطاق واسع .

5 ــ غسل اليدين بالماء والصابون أو بالمطهرات الكحولية .

6 ــ التباعد الاجتماعي .

ــ هل كان الحجر الصحي ضروريا لمواجهة الوباء وإخماده ، تؤكد الدراسات أن الفيروسات تستمر بالانتشار للآن تصل ما بين 60 و70 للناس الحاصلين على مناعة ضد الفيروس ، وهنا تضمحل فرص انتشار الفيروس بفعل سلسلة الحماية التي يشكلها الممنعون personnes immunisées  60 أمام الفيروس ، وللحصول على المناعة هناك وسيلتان : إما أن يصاب الشخص بالمرض ويتعافى منه أو يستفيد من تلقيح ضد الفيروس ، بما أننا في حالة كورونا المستجد ليس بين أيدينا لقاح ولن يكون متوفرا قبل منتصف 2021 ، فان الوسيلة الوحيدة لتشكيل مناعة جماعية أي 60% هي إصابة كل هذا العدد بالفيروس .                                                                                    

ــ إذا استحضرنا أن نسبة الإصابة بهذا الفيروس في غياب أي وقاية قد تصل إلى 70 % حسب المعطيات العلمية (عدد الإصابات يمكن احتسابه إجمالا وبطريقة جد تقريبية فقط بقسمة واحد على العامل R0 أي 1/R0  وهذا العامل يساوي ثلاثة بالنسبة لكورونا المستجد .

ــ إذا استحضرنا أن نسبة الوفيات بسبب الفيروس الحالي هي 2% (والحقيقة أنه غالبا ما سيكون أقل من ذلك إن أحصينا كل المصابين سواء الذين اكتشف عندهم المرض أو لم يكتشف بسبب نقص الكشوفات ، علما أن هذه النسبة تجعل كوفيد 19 مرض قاتل عشر مرات أكثر من الأنفلونزا الموسمية ، حسب آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية ، فإننا سنكون في أقل السيناريوهات تشاؤما في غياب وسائل الوقاية والحجر الصحي وأمام أكثر من عشرات الآلاف من الموتى في بلد كالمغرب مثلا .

ــ في المغرب لحد الساعة التحاليل التي أجريت قليلة جدا ، لا تتعدى العشرة آلاف من اليوم الأول ولحدود الساعة ، وكانت موجهة بشكل محدود جدا لترشيد المخزون ، الأسبوع الماضي تم توسيع شبكة المختبرات التي مرخص لها بإجراء التحاليل من 3 مختبرات بالرباط والبيضاء إلى 6 مراكز جامعية متفرقة .

يلخص الخبير الأمريكي ” هيرفي فاينبرغ “ في افتتاحية نشرتها المجلة الطبية الشهيرة المرجع العالمي في ميدان الطب The New England Journal of Medicine NEJM الوصفة الناجحة برأيه للقضاء على الوباء في 10 أسابيع بالنسبة لبلاده الولايات المتحدة الأمريكية في 6 إجراءات .

1 ــ قيادة واحدة للازمة الصحية ( في المغرب هناك الإشراف والتتبع الملكي المباشر للموضوع .

2 ــ توسيع الكشوفات لكل الذين تظهر عليهم الأعراض مهما كانت .

3 ــ توفير وسائل الحماية لكل مهنيي الصحة والمتدخلين .

4 ــ فرز المواطنين إلى فئات حسب وضعها بالنسبة للمرض كوفيد 19 .

5 ــ المشاركة الفعالة للجمهور .

6 ــ البحث العلمي ( اللقاح ، الأدوية المعالجة، الأدوية الوقائية ) في المغرب هناك ابتكار أجهزة طبية للإنعاش .

وهناك عامل أخر هو توزيع الناس إلى 5 فئات:

1 ــ ( الممنعون  personnes immunisées (أشخاص أصيبوا بالمرض وتشافوا منه .

2 ــ المرضى المصابون وهم ينشرون الفيروس .

3 ــ المشتبه فيهم جدا بسبب العلامات رغم تحاليلهم السلبية .

4 ــ الأشخاص المعرضون .

5 ــ الأشخاص الغير معرضين Personnes exposées .

 والهدف من هذه الإجراءات هو عزل المرضى المصابين وكذا المشتبه بهم كثيرا وعلاج الحالات المعقدة بالمستشفيات ، بينما الحالات المتوسطة والبسيطة بمراكز أخرى كالفنادق الفارغة وعزل الفئات المعرضة بمؤسسات غير استشفائية كالفنادق ، إذا صعب عزلها في منازلهم لصغر المساحة أو وجود افراد آخرين كثيرين ، ( هذه إستراتيجية أصبح عليها شبه إجماع من آسيا لأوروبا وأمريكا ). والهدف الآخر هو السماح للناس الدين تكونت لهم مناعة من الخروج والعمل بشكل عادي.

وللخروج من الحجر الصحي هناك متطلبات أساسية

ــ التأكد من خفوت انتشار الفيروس من خلال انحدار عدد الحالات المؤكدة يوميا ، وخصوصا نقص الوفيات والحالات المعقدة بأقسام الإنعاش التي هي الأرقام المؤكدة عن تفشي المرض .

يجب أن يصبح عامل R0 أقل من واحد أو تقريبا ، عامل R0 هو عامل انتشار الفيروس أي كم عدد من الناس يمكن أن ينقل لهم مريض العدوى ، بالنسبة لكورونا المستجد هذا العامل هو3 ، أي كل مصاب له قدرة على نقل الفيروس إلى ثلاث أشخاص في المعدل ، مقارنة مع واحد ونصف للأنفلونزا الموسمية مثلا ، هذا العامل يتم خفضه بالحجر الصحي والإجراءات الوقائية الأخرى.

ــ توفر وسائل الحماية للمهنيين ولعموم المواطنين ومعالجة المرضى للحد من الحالات الخطيرة والوفيات وتخفيف الضغط بالمستشفيات وكذا نقص قدرة المرضى على تفشي الفيروس

ــ استرجاع المستشفيات القدرة على التحمل.

ــ إجراء التحاليل على أوسع نطاق    

ــ القدرة على عزل المرضى والمشتبه فيهم داخل المستشفيات والمؤسسات المشابهة وليس بالمنازل حيث ينشرون العدوى أكثر.

ما هي السيناريوهات العامة واستراتيجيات الخروج من الحجر الصحي  Déconfinement؟

ــ إستراتيجية : تعتمد وقف الحجر الصحي كل ما تباطؤ انتشار الفيروس لاستعادة الحياة الاجتماعية والدورة الاقتصادية ، ثم الدخول في حجر جديد عند ظهور بوادر موجة ثانية، ثم ثالثة … إلى أن يحصل المجتمع على 60 % من المناعة أو ما يسمى بالمناعة الجماعية أو مناعة القطيع بواسطة المرض والشفاء منه مع حماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطورة ، أو إلى حين توفر تلقيح والحصول عليه لتمنيع المجتمع ، هذه إستراتيجية كانت الولايات المتحدة وبريطانيا يتبعانها ثم تراجعا بفعل خطورة الضغط على المستشفيات والوفيات.

ــ إستراتيجية الحجر الصحي الجهوي : رفع الحجر الصحي عن الجهات التي انخفض فيها تفشي الفيروس وأقل الضغط على مستشفياتها وأطبائها، والإبقاء عليه في الجهات التي لازالت تحت ضغط المرض ، مع إمكانية نقل المعدات والأطر الطبية بين الجهات .

ــ إستراتيجية العزل الموجه Confinement ciblé: ويروم من جهة وضع كل المرضى تحت الحجر الصحي لمنع تفشي المرض، وكذا كل الناس الذين ينتمون للفئات الهشة لحمايتهم من أخطار الإصابات المعقدة التي تتهددهم بشكل أكبر، والسماح  من جهة أخرى بخروج الناس التي تم تمنيعها بسبب أو بفضل  المرض ، وكذا الفئات التي لا يشكل عليها المرض خطرا كبيرا إلى حين الحصول على المناعة الجماعية أو مناعة القطيع أو الحصول على التلقيح .

ــ إستراتيجية الكشف الواسع عن المرض (بالملايين) وتتبع المخالطين والعزل (إستراتيجية كوريا الجنوبية) : الكشف الواسع يسمح بعزل المصابين لوقف العدوى، وعزل الفئات الهشة لحمايتها والسماح للممنعين والفئات الأقل عرضة باستئناف دورة الإنتاج والعمل .

ــ أربع أعمدة : الكشف الموسع، عزل المصابين ، تتبع المخالطين الكترونيا والحفاظ على التدابير الوقائية لأطول فترة ممكنة حتى بعد رفع الحجر الصحي 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.