الرئيسية مطبخ وديكور من سوس إلى سايس أمطار تجرف حافلة وشاحنة وتهدم البيوت

من سوس إلى سايس أمطار تجرف حافلة وشاحنة وتهدم البيوت

كتبه كتب في 1 نوفمبر 2012 - 12:42

الموت غرقا. سيناريو مخيف، كاد أن يكون خاتمة لحيوات أكثر من 17 مواطنا. جنحت بهم الحافلة إلى واد سوس (جنوب أكادير). «لقد واجهنا الموت، ولولا اليقظة وسرعة البديهة، لكنا غرقنا في قعر الواد»، تروي إحدى الناجيات من الحادثة. السيناريو نفسه انسحب على واد البهجة بمنطقة تمصلوحت (ضواحي مراكش). حيث تسببت السيول الجارفة في انقلاب شاحنة، وفقدان سائقها ومساعده، بعدما فاجأهما ارتفاع منسوب الواد.

في الشمال. رغم زخات المطر. ترجل عن «كروسته» المتواضعة، وانهمك في تقليب المتلاشيات المرمية على الأرض. محاولاته الحثيثة، مكنته من تجميع بعض الحدائد المتناثرة. تلقفها بأنامله الرقيقة، واستغرق في ترتيبها بكل تمهل على عربته. فجأة خيم الخوف والذهول على محياه. فرقعات، كأنها زلزلت الأرض من تحت أقدامه. صعقة كهربائية قوية أدت إلى نفوق حماره على الفور، فيما نجا هو بأعجوبة من موت محقق. لقد تحول طقسه اليومي للحصول على قوت أبنائه إلى لحظات رعب حقيقي.

الحادث وقع أول أمس الثلاثاء في شارع الشهداء بمدينة السعيدية، وخلف سخطا وتذمرا لدى السكان بسبب هشاشة البنيات التحتية التي تتحول خلال موسم الأمطار إلى كابوس يقض مضاجعهم. حادث اعتبره السكان  جاء ليفضح عيوب تجديد شبكة الكهرباء بالمدينة. لقد دفنت الأسلاك الكهربائية الأرضية على عمق لا يتجاوز 20 سنتيمترا، دون تغليفها وتلفيفها بشكل جيد ومتقن. خطأ يعرض أرواح المواطنين خلال موسم الأمطار لخطر الصعقات الكهربائية.

بعيدا عن الجوهرة الزرقاء. تحولت تارودانت إلى منطقة معزولة عن عالمها الخارجي. فيضانات الأودية المحيطة بها تعيد رسم نفس السيناريو الذي عاشته المدينة سابقا.

شلل في حركة السير بسبب فيضان وادي صداص، وواد احساين، وإغلاق الطريق الفاصلة بين الجماعة القروية سيدي موسى الحمري في اتجاه أمسكروض وتارودانت.

إضافة إلى قطع الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين أكادير وورزازت مرورا بتارودانت. في الوقت الذي تسبب فيضان وادي الفارغ في قطع الطريق الطريق الوطنية في اتجاه تالوين.

أما شوارع وسط المدينة، فغمرتها الأمطار. السبب هو عدم استعياب قنوات الصرف للتهاطلات.

السور الشمالي بحي تافلاكت، لم يتحمل التساقطات، فانهار جزء منه دون خسائر بشرية. انهيار دفع بالبعض إلى المطالبة بانتداب لجنة للوقوف على مدى احترام بنود دفتر تحملات صفقات الترميم.

المشاهد عينها، انسحبت على يوميات ساكنة كل من بني ملال ومكناس، حيث تحولت الشوارع إلى برك آسنة بسبب ترسبات الأوحال وتجمع الأتربة والأحجار.

سكان المنازل الآيلة للسقوط في بعض المدن، بدورهم عاشوا ليلة أول أمس، كابوس الانهيارات المفاجئة.

قوة الرياح والأمطار تسببت في انهيار واجهة منزل  بحي القلعة بمدينة الجديدة، وإصابة امرأة بجروح على مستوى الرأس. انهيار مفاجىء دفع مختلف السلطات الأمنية و المحلية إلى استنفار عناصرها إلى مسرح الحادث للوقوف على ظروفه و ملابساته.

أما بفاس فتسببت الزخات المطرية في انهيار سقف منزل مشيد بطريقة تقليدية بملحقة القرويين، و تدخلت السلطات المحلية لإفراغ البيت من قاطنيه في انتظار الحسم في أمره.

مشاركة