الرئيسية اراء ومواقف من أجهض الآمال العريضة التي فتحتها الزيارة التاريخية لحفيد محمد الخامس لوزان ؟

من أجهض الآمال العريضة التي فتحتها الزيارة التاريخية لحفيد محمد الخامس لوزان ؟

كتبه كتب في 28 سبتمبر 2019 - 11:53

وزان : محمد حمضي
سيظل يوم 26 شتنبر 2006 يوما مشهودا و موشوما في ذاكرة أهل دار الضمانة . فقبل 13 سنة من اليوم ، سيدخل الملك محمد السادس مدينة وزان وهو في بداية حكمه ، السياق الوطني الذي تمت فيه ارتقى بها إلى مستوى الحدث التاريخي . سياق أطره خيار المصالحة وجبر الضرر بعد أربعة عقود من حكم عرف فيما بعد بزمن الرصاص.
دار الضمانة الكبرى كان لها نصيبها من المعاناة في هذا الزمن السيئ الذكر، حيث أدت فاتورة ثقيلة تجلت عناوينها في قمع كل الأصوات المعارضة والزج بها في السجون ، وتعليق حق أهل وزان في التمتع بالكرامة الانسانية ، وترجيح كفة الرعايا على كفة المواطنة الحقة ، والأخطر من ذلك إحكام القبضة الحديدية على وزان حتى تظل عجلتها التنموية تدور في الفراغ ، فكان أن نتج عن ذلك ما وقف عليه الملك محمد السادس في زيارته التاريخية للمدينة ، من خصاص تنموي فادح ينخر جسد وزان على جميع المستويات ، ليقرر العودة إليها من جديد وبعد أقل من شهرين ، للإشراف شخصيا على وضع اللبنات الأولى لتأهيل المدينة ، وإطلاق سراح ” تنمية وزان ” التي عمر اعتقالها أربعة عقود . لهذا كان على حق من أطر هذه الزيارة تحت شعار له رمزيته ودلالاته ” حفيد محمد الخامس يصالح وزان مع الملكية”.
فهل انخرطت مختلف الجهات المعنية بشكل مباشر بتنمية دار الضمانة ، في روح الرسالة الملكية واستلهمتها ، فسارعت لترجمتها إلى مشاريع تنموية الحمولة ، بإمكانها أن تقفز بوزان – التي تتوفر على باقة من المؤهلات – إلى مقدمة سلم التنمية ، فتتدارك  الزمن ، وتلوي عنق  العجز المهول المسجل في المجالات الاجتماعية ، والاقتصادية ، والثقافية،  والبيئية ؟ وبلغة أكثر وضوحا بأي حال هي عليه دار الضمانة وهي تستقبل الذكرى 13 للزيارة التاريخية للملك محمد السادس ؟
يمكن الجزم بأن من بيدهم سلطة القرار ، إن محليا أو إقليميا أو جهويا أو مركزيا ، قد أخلفوا الموعد مع الآفاق التي فتحتها هذه الزيارة ، وبدل أن يترافعوا على أكثر من مستوى ، معززين مرافعاتهم بسلاح المصالحة وجبر الضرر التي جسدتها ميدانيا زيارة حفيد محمد الخامس لهذه البقعة من التراب الوطني ، وقع اختيارهم الاصطفاف على هامش الاقلاع التنموي للمدينة ، وعطلوا إلى اليوم إنجاز مشاريع حملها  برنامج تأهيل وزان الذي كان توقيعه تحت أنظار الملك . والحصيلة ما كشف عنه الاحصاء العام للسكان(2014)  من استمرار للنزيف الديمغرافي الذي تعيشه المدينة ، وهو ما يعني بلغة الشعب ” حتى قط ميهرب من دار العرس ” .
المدينة اليوم منبوذة … أزقتها لا تكاد تخلو من عبارات التهميش والإقصاء … منسوب غضب أبنائها في تضخم ….مساحة فقدان الثقة في الغد تتوسع …..وهذا الفقدان للثقة الذي يتدحرج ككرة الثلج لا ريب بأنه سيحول أبنائها إلى لغم قابل للانفجار أو ركوب قوارب هذا الانفجار، لهذا لن تكف الأصوات النزيهة عن ترديد بصوت مرتفع: اتقوا الله في وزان.
ولأن العيش تختنق عندما تضيق فسحة الأمل…. ولأن الأمل رافعة تنموية مهمة…  فكيف يجعل أهل وزان من الذكرى 13 ل ” مصالحة حفيد محمد الخامس وزان مع الملكية ” فرصة جديدة تستعيد الحماس الشعبي الذي صاحب هذه الزيارة ، فتشكل ( ذكرى الزيارة ) مدخلا أساسيا للترافع من أجل مدينة مواطنة ، متصالحة مع تاريخها وثقافتها وجهتها …. مدينة موشومة بنموذج تنموي جديد ينتشلها من براثين التخلف ….وينتصر لكرامة أبنائها ….
ولأن النموذج التنموي الجديد سيرهن مستقبل المدينة لثلاثة عقود على الأقل …. ولأن دستور المملكة ينتصر للمقاربة التشاركية في معالجة قضايا البلاد ، فإننا ندعو مختلف الفاعلين العموميين والمدنيين والخواص إلى الاستثمار الايجابي والواعد للذكرى  13 للزيارة الملكية لدار الضمانة ، والتعجيل بفتح ورش حوار عمومي هادئ ومسؤول يؤطره شعار ” جميعا وزان مدينة مواطنة  ” .  في نفس الآن على المؤسسات الدستورية والجهات الموكول لها حماية المال العام ،التسريع بتنزيل مبدأ ربط ” المسؤولية بالمحاسبة ” ومتابعة كل من كان له ولو قيد أنملة في تعطيل روح ومضمون جبر ضرر دار الضمانة الذي أشرف عليه الملك محمد السادس .

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.