الرئيسية مجتمع خبراء مغاربة وأجانب في جامعة صيفية: الحرية تخلق الثروة والسياسيون مسؤولون عن الاقصاء

خبراء مغاربة وأجانب في جامعة صيفية: الحرية تخلق الثروة والسياسيون مسؤولون عن الاقصاء

كتبه كتب في 19 سبتمبر 2019 - 12:04

دعا  المشاركون في الجامعة الصيفية الفرنكفونية المنظمة بشراكة بين مؤسسة إفريقيا الحرة ومؤسسة هانس سايدل الألمانية إلى تغيير النموذج الاقتصادي المغربي وإجراء إصلاحات بنيوية في نموذج النمو المعتمد. الجامعة التي التامت ما بين 13 و17 من شتنبر الجاري عرفت مشاركة خبراء مغاربة وأجانب حيث شارك من فرنسا بروفيسور الاقتصاد بيير غاريلو، مدير معهد الدراسات الاقتصادية الأوروبية، ومن الكوت ديفورا مامادو كوليبالي، أستاذ الاقتصاد ورئيس سابق للبرلمان الإيفواري، كما شارك من المغرب كل من نوح الهرموزي، مدير المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات، وأستاذ علم الاجتماع بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء عزيز مشواط والمفكر محمد تمالدو وأستاذة الاقتصاد أحلام قفص ومدير إفريقيا الحرة هشام الموساوي.

الموساوي : النمو المغربي عقيم ولا يولد فرص الشغل

أكد مدير إفريقيا الحرة هشام الموساوي أن ضعف جودة النمو مسؤولة عن عقم الاقتصاد المغربي في خلق مناصب الشغل  وليس حجم النمو. وهكذا فلا يمكن للنمو المغرب إلا أن يكون عقيما من جهة خلق مناصب الشغل لأنه مرتبط بالطلب الداخلي، ويقوم على الواردات كما أن محفزات النمو مرتبطة بقطاعات ذات قدرة ضعيفة على خلق فرص الشغل ولا تحتاج إلى خدمات الأطر المؤهلة وذات الشهادات العالية. ومن جهة أخرى، وضع المتدخل سببا آخر مرتبط ببنية القطاع المنتج في المغرب والذي يقوم بالأساس على الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تشتغل في القطاع غير المهيكل وبالتالي بقدرات ضعيفة على خلق فرص العمل للشباب. وبالإضافة إلى ذلك، يساهم ضعف اندماجية الاقتصاد المغربي وتصلب سوق الشغل إلى يمنع المشغلين من ملاءمة سيولة اليد العاملة حسب تقلبات الإنتاج.

وبخصوص الحلول المقترحة قال المتدخل أن المغرب يحتاج إلى تغيير النموذج الاقتصادي للنمو، وتأهيل النسيج الإنتاجي وتبني التصنيع وإدماج الاقتصاد المغربي. ويمر ذلك عبر إجراء إصلاحات بنيوية تهدف إلى تجسين مناخ الاعمال والتنافسية. وتتمثل الاستراتيجية في دعم أكثر للحرية الاقتصادية القادرة على تحرير الشغل والرأسمال من اجل تشجيع خلق الثروة والتي بدون شك ستنعكس إيجابا على وضعية الشباب.  

غاريلو: التغيير القيمي ضروري للازدهار

ومن جهة أخرى اعتبر الاقتصادي الفرنسي بيير غاريلو أن أكثر الموارد أهمية هي روح التجديد. هذه الميزة الإنسانية الرئيسية هي التي اغفلها مالتوس وغيره. وعلى هذا الأساس يضيف المتحدث فإن الشباب لا يمثل عبئا بل فرصة. وانطلاقا من ذلك، أوضح ـ غاريلو أستاذ الاقتصاد بجامعة أيكس او بروفانس، بعض المبادئ التي من اللازم احترامها في السياسات العمومية والخاصة بهدف تحفيز الموراد الهامة التي يمثلها الشباب.

وبخصوص النموذج الفرنسي اعتبر غاريلو بأن الأنسانية شهدت نوعا من الركود دام لأكثر نت الف ومائتي سنة، ولم تستطع الإنسانية ان تململ واقعها إلا حواي القرن التاسع عشر بعد ان تغيرت قواعد اللعبة بفعل تغيير في الانظمة السياسية والأنظمة القيمية أيضا.وقد أدى تغير الانظمة القيمية إلى الازدهار مع العلم ان هذا الازدهار لم يكن نتيجة للرأسمال او المؤسسات بل نتيجة تحولات قيمية وخاصة  احترام الغير، وحماية الملكية الخاصة التي تتطلب بعض الحرية، والتسامح وتامين الكرامة لكل الناس.وفي سياق آخر، استعرض البروفيسور مامادو كوليبالي بعض جوانب ظاهرة الهجرة الإفريقية والمغاربية إلى أوروبا. وأرجع الظاهرة إلى عوامل داخلية مرتبطة باقتصاديات البلدان الإفريقية وخاصة ضعف القدرات الإدماجية لهذه الاقتصاديات.

كوليبالي: الرأسمال البشري أساس التنمية

وقال كوليبالي الذي شغل رئاسة البرلمان الإيفواري سابقا أن الرأسمال البشري في الدول المتقدمة يعتبر رافعة التنمية وبالرغم من توفر هذا الرأسمال اللامادي لدول جنوب الصحراء إلى انه يبقى غير مستغل. ودعا المتدخل إلى اعتبار التربية والتعليم استثمارا مهما من اجل تاهيل الرأسمال البشري.

وعزا كوليبالي الهجرة بالدرجة الأولى إلى الفقر حيث يصل معدل الفقر في الكوت ديفوار مثلا إلى 48%، غير أن المهاجرين يصبحون في بلدان الاستقبال عاملا من عوامل النمو حيث أن 8.9% من الناتج الداخلي الخام في إيطاليا ينتجه العمال المهاجرون.

تمالدو: السياسيون مسؤولون عن إقصاء الشباب.

واعتبر محمد تمالدو أن خال الشباب في المغرب متناقض إذ أن هذه الفئة التي تشكل الفئة العريضة من المجتمع تعاني التهميش والأقصاء وهي الأكثر تعرضا للأزمة وانعدام الأمل. وهكذا تظل هذه الفئة تعاني من عدم الفهم ومن الحرمان من العديد من الحريات الفردية الأمر الذي يدفعها إلى الفرار. وفي نفس الصدد تساءل المتدخل عن الأسباب التي تجعل المغرب منذ الاستقلال يخفق في الانتقال الديمقراطي، وفي تمكين النساء وفي إدماج الشباب وبالتالي في تحقيق النمو الاقتصادي والسلم الاجتماعي. وفي إجابته عن هذا السؤال قال تمالدو أن التغيير مرتبط بالطريقة التي يقارب بها السياسيون أقصاء الشباب وبالطريقة التي يرسمون بها السبل المؤدية إلى إدماج هذه الفئة.

 

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *