الرئيسية اراء ومواقف ربيع الإعلام الإلكتروني المغربي

ربيع الإعلام الإلكتروني المغربي

كتبه كتب في 19 أكتوبر 2012 - 00:37

جريدة لكل مواطن” هوالشعار الذي حملته أول شركة وطنية لتوزيع الصحف.عشريات بعد هذا الحلم الجميل، انتقل المواطن المغربي إلى حقيقة أن  النت بات أداة إعلامية متكاملة يرصد من خلالها الحدث، يحرر الخبر، يبثه، ينشره و يتفاعل مع المتلقي  الكوني في حينه.

أربعة ملايين صفحة على الفيسبوك و أربع مئة موقع إخباري مغربي تنشط  اليوم على الشبكة العنكبوتية. فيما المغرب يصنف رابعا عربيا في تعداد مستعملي الفيسبوك. يضاف إلى هذا الزخم شبكة “تويتوما” المغربية الجد نشيطة على تويتر في مجالي الخبر و التعليق، بينما كثيرون هم الصحفيون المغاربة الذين هم يعتمدون على تويتر كمصدر خبر أولي في عملهم اليومي.

تضاعفت  الصفحات والمواقع الإخبارية الالكترونية العصية على الحصر، و انتقلت من الهواية و الاعتباطية إلى الانخراط في العمل الإعلامي لتصل بسرعة خارقة إلى مرحلة الكثافة و الإشعاع الذي تجاوز الحدود بينما الجريدة الورقية لا تجد مجالا لامتطاء الطائرة و اخذ مكان لها في الأكشاك العالمية.

وثيرة الربيع العربي سرعت من نبض المواقع الالكترونية التي بلغت ذروتها بعد أربعة محطات حاسمة في التاريخ الحديث: للمغرب بروز حركة العشرين فبراير، خطاب التاسع من مارس،  التصويت على الدستور الجديد ثم إجراء الانتخابات التشريعية.

هذا الحراك السياسي وتطوراته المتسارعة رفعت من صبيب المواقع الإخبارية و أشعلت لهيب الانخراط في النقاش السياسي لأول مرة عند فئات واسعة من الشباب.  وهذه من أهم حسنات ربيع الإعلام الالكتروني المغربي.

إلى جانب هذه الطفرة وسع الإعلام الالكتروني   الهوة بين المتلقي و القنوات التقليدية التي لم تكن لتصمد أمام  زخم المعلومة سرعة تداولها و درجات تفاعليتها القصوى. معايير ومؤشرات  تراجعت بشكل واضح لدى الإعلام التقليدي لاعتبارات منها التجاري المحض، كاختزال كلفة إنتاج الخبر و جودته و تنافسينه، و منها من يخضع لاعتبارات أخرى فوق مهنية.

الصراع اليوم حول السبق الصحفي لم يبق حصرا على المهنيين إذ أضحى بين القنوات التقليدية و المواقع الالكترونية.  فحينما عجز الصحفيون عن الوصول إلى كشف راتب الناخب الوطني غيريتس بثه النت و هي ليس المرة الأولى التي يسحب البساط من تحت قدمي القنوات الكلاسيكية.

وبما أن لكل جواد كبوة، فان أحداث تازة، بما أوخذ عليها من القذف و الابتعاد عن الدقة و نشر لأخبار زائفة،  كانت القشة التي كادت تقسم ظهرالمواقع الالكترونية. التجاوزات الأخلاقية والمهنية، التي أوخذت بها هذه المواقع، خلفت خرجات إعلامية صارمة لرئيس الحكومة لإعادة طرح ماهية العلاقة بين الحكومة و الصحافة و المواقع الإخبارية خاصة.

منذ حديث السيد وزير الاتصال على أفق تقنين و تنظيم الإعلام  الالكتروني، والمهنيون و المهتمون والفاعلون منقسمون بين رأيين  ضرورة التقنين لإيجاد هيكلة و قانون مميز ثم تموقع متفرد وآخرون يدافعون عن  حتمية عزل التقنين عن الإدماج في المغرب الرقمي كسبيل  لإيجاد موارد قارة و تمويل يضمن لهذه المواقع الإعلامية موطئ قدم في الحقل الإعلامي وضوحا في الرؤية. من الفاعلين كذلك على الشبكة من أبدى تحفظا على فرضية تقنين الإعلام الالكتروني لاحتمال انه قد يحد من عفويته و ابداعاته. من المهنيين أيضا من يورد ضرورة استصدار قانون يوازي بين الإعلام الالكتروني و الصحافة المكتوبة و السمعي البصري من خلال تطبيق قانون الصحافة المستقبلي بينها سواسية.

قليلون هم صحفييو النت الحاصلون على بطاقة الصحافة التي بدا تسليمها لهم منذ بضع  سنوات، بجرعات قليلة. التقنين، موضوع نقاش اليوم و معايير مجلس الصحافة الذي ستوكل له مهمة البث في بطاقة الصحفي المهني، ستتجاوز حتما هذا التقصير.

الأكيد اليوم انه من الصعب تصورأن يشذ هذا الإعلام الالكتروني على قاعدة الانخراط في إعادة هيكلة و تأهيل القطاع برمته  لتيسير انخراطه في ديناميته الجديدة.

هي رحلة الألف ميل إذن. أولى خطواتها أن “أمرهم شورى بينهم. لذا يتوقع ناشطو الإعلام الالكتروني إشراكهم في المسارالممهد لاحتوائهم في المشروع الإعلامي للقرن الواحد و العشرين لحكومة عبد الإله بن كيران.

مشاركة