من بين الآليات التي سارعت وزارة التربية الوطنية إلى تنزيلها تفاعلا مع التوجيهات الملكية الخاصة بضمان الحق في التعليم الأساسي النافع لجميع أطفال المغرب ، ومن أجل محاصرة آفة الهدر المدرسي التي تضرب المدرسة العمومية في معصمها ، وبحثا عن الاسمنت الجيد النوع لتقعيد مبدأ تكافؤ الفرص بين تلاميذ العالمين القروي والحضري اهتدت الوزارة الوصية لآلية خدمة الإطعام المدرسي الذي تم الالتزام بتجويد خدماته ، وتوسيع وعائه ، في برنامج العمل الذي قدم عناوينه الكبرى وزير التربية الوطنية تحت أنظار الملك محمد السادس وذلك يوم 17 شتنبر 2018 .
الانطلاقة الرسمية للبرنامج المذكور اختزله شعار ” تجويد خدمات الاطعام المدرسي رافعة لدعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي ” الذي أطر الاجتماع الذي ترأس أشغاله وزير التربية الوطنية يوم 19 يونيه بمراكش ،
المادة الثالثة من الباب الثاني الخاص بإجراءات اعداد و انطلاق الموسم المدرسي ، كما هي مدبجة في مقرر وزير التربية الوطنية بشأن تنظيم السنة الدراسية 2019/2020 تدعو إلى ” ضمان انطلاق الاطعام المدرسي ……على جميع التلميذات والتلاميذ المستهدفين يوم الدخول المدرسي ….”
ولأن المناسبة شرط ونحن على أبواب الدخول المدرسي ، أشار مصدر تربوي بأن المديرية الاقليمية للتعليم بوزان اتخذت جملة من الاجراءات للتغلب على اكراهات شتى ، من أجل ضمان نجاح الدخول المدرسي الحالي . وفي هذا السياق يتسائل أمهات وآباء المتمدرسات والمتمدرسين بالمدرسة الابتدائية بالعالم القروي عن مصير خدمة الاطعام المدرسي التي تم تعليقها طيلة الموسمين الدراسيين الماضيين ؟
حرمان أزيد من 20000 تلميذة وتلميذ بدار الضمانة الكبرى من الحق في الاستفادة من الاطعام المدرسي ولمدة سنتين متتاليتين ، في تزامن مع جرعات المقاربة الاجتماعية التي دعت أعلى سلطة في البلاد إلى حقنها في شرايين المدرسة العمومية لتحقيق شعار من أجل مدرسة مواطنة ودامجة فعلا ، ( حرمان ) لم يجد له كل من تناهت إلى علمه هذه المعلومة الشاحبة ، ذرة من التفسير المقنع ، خصوصا وأن باقي المديريات الإقليمية للتعليم بأكاديمية طنجة تطوان الحسيمة ، وكذا بباقي الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين على امتداد تراب المملكة لم تعطل بها هذه الخدمة ؟
انفراد المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان بتعليقها لخدمة الإطعام بالمدرسة الابتدائية بالعالم القروي ، ومهما كانت التفسيرات والتبريرات التي قد يحاول البعض تقديمها للتنصل من مسؤولية ما حدث ، يسائل بالدرجة الأولى ، الأكاديمية الجهوية طنجة تطوان الحسيمة ، بحكم الاختصاصات الواسعة التي منحها القانون للأكاديميات، كما يسائل وبقوة القانون الادارة الترابية الإقليمية في نسختيها خلال الفترة الزمنية المشار إليها ؟ المثير في هذا الموضوع كذلك يشدد أكثر من مصدر ، هو عدم “تسوق” المكتب الإقليمي للفدرالية الوطنية لأمهات وآباء التلاميذ، حرمان تلميذات وتلاميذ يعدون بالآلاف من خدمة اجتماعية ترقى إلى مستوى حق من الحقوق التي يقر به الدستور يضمنه ( تكافؤ الفرص ) .
وفي انتظار أن يجاب أمام الجهات المختصة عن السبب الحقيقي الذي عطل خدمة الاطعام بالمدرسة الابتدائية بإقليم وزان لموسميين دراسيين متتاليين ، مع ما يترتب عن ذلك من جزاءات ، فإن المديرية الإقليمية للتربية الوطنية مطالبة وبشكل مستعجل بفتح أبواب المطاعم المدرسية في وجه التلميذات والتلاميذ المستهدفين ، والحرص على أن تطبع الخدمة الاجتماعية المذكورة لمسة الجودة ، وأن تقدم في شروط تحفظ كرامة التلميذات والتلاميذ .
وزان: مراسلة خاصة