الرئيسية ثقافة وفن في أسبوع الجمل:”الفنون التراثية وأشكال التعبير الشفهي بوادنون بين غنى الذاكرة ومطلب التدوين”

في أسبوع الجمل:”الفنون التراثية وأشكال التعبير الشفهي بوادنون بين غنى الذاكرة ومطلب التدوين”

كتبه كتب في 25 يوليو 2019 - 01:17

تحت شعار ” صيانة الموروث اللامادي واستمرارية العمل التنموي المتجدد” وفي إطار فعاليات النسخة التاسعة لمهرجان أسبوع الجمل، تم تنظيم ندوة علمية وطنية حول موضوع ” الفنون الثراثية وأشكال التعبير الشفهي بوادنون بين غنى الذاكرة ومطلب التدوين ”،  بالخزانة الوسائطية بمدينة كلميم يوم الثلالثاء 23 يوليوز2019، أطرها مجموعة من الأساتذة الجامعيين وباحثين في المجال بالإضافة إلى فاعلين جمعويين .

المتدخلون تحدثوا عن أهمية الثراث الثقافي بكل تجلياته ومتغيراته وثوابته  وفلسفته باعتباره أحد أهم العناصر التي تؤسس هوية الشعوب وإبداعاتها عبر العصور، كما أن الظروف الطبيعية والإقتصادية والسياسية والتاريخية لمنطقة وادنون جعلته يحتل مكانة مهمة ومرتعا لتلاحم عدة ثقافات وحضارات مختلطة منها العربية، الأمازيغية والإفريقية.

فقد تنوعت الأجناس الثقافية بالمنطقة مما جعلها مكانا خصبا للتنوع والتعدد الثقافي، انبثقت عنه مجموعة من الفنون الشعبية رسخت في الذاكرة .

فمثلا رقصة ” الكدرة “التي فاقت شهرتها العالم، وتحدث عنها العرب والغرب ميزتها أنها ليست رقصة كغيرها، بل هي تحمل أبعادا اجتماعية واقتصادية و تحمل دلالات قدسية من خلال الطقوس المتعددة التي ترافقها، مما يجعلها اليوم تكون من خصوصيات مدينة كلميم، حيث اشتهرت بها منذ القدم رغم تواجدها في مناطق أخرى، كشكل من أشكال السمر الفني .

فالفنون الغنائية بوادنون  تعتبر إرثا إنسانيا يجب الحفاظ عليه، كطقس له قيمة تاريخية لما يحمله من حمولات معرفية وثقافية مثوارثة عبر الأجيال، فالغناء ثقافة محلية خلقت الفرجة الشعبية على مر التاريخ المحلي لمنطقة الصحراء فالرقص يكون جماعيا ومختلطا بين الرجال والنساء وفيه تلغى الفوارق،  فالأغاني الشعبيةتميزت عن غيرها من أشكال الأدب الشعبي في مرونتها وطواعيها وقدرتها على التجاوب مع الأحداثوالمتغيرات.

كما أعرب المتدخلون عن خوفهم من تعرض الكثير من هذه الفنون للإندثار، فمع التطور الذي عرفه المجال الثقافي عبر العصور وتوحيد الممارسات الثقافية يتخلى الكثير من الناس عن  هذه الممارسات ، فهذه الظاهرة يمكن أن تتسبب في العديد من المشاكا رغم أنها تؤدي دورا مهما في التبادل الثقافي وتشجع على العمل الخلاق الذي يثري الساحة الفنية الدولية.

لينتقل بعد ذلك المتدخلون في كلامهم،  على أن التقاليد الشفهية وأشكال التعبير الشفهي بما في ذلك اللغة كوسيلة للتعبير عن الثراث الثقافي غير مادي، تشمل مجموعة من متنوعة من الأشكال المحكية كالأمثال والحكايات و الأرساطير …..إلخ.

فالأشكال الشفهية التعبيرية تستخدم لنقل القيم الثقافية والإجتماعية حيث تؤدي دورا مهما في الحفاظ على الثقافة مستمرة، فهي معرضة للخطر بسبب النمو السريع والتغييرات التي تطرأعلى البنية الداخلية والعوامل الخارجية المؤثرة لذلك يجبالعمل بسرعة بين مختلف المؤسسات المحلية والدولية لرصد وتجمبع ايمكن جمعه للحفاظ على الثراث  المحلي لكونه من المكونات الثقافية للمجتمع الخساني.

إن الثراث الثقافي الحساني مازال يعتمد على الشفاهة رغم كل المحاولات لتدوينه من طرف بعض الإختصاصيين في المجال من أجل الحفاظ عليه وعدم اندثاره لكونه أحد مكونات الهوية المغربية، وتحويله من الشفهي إلى المكتوب والمصور من أجل خلق دينامية تنموية تنخرط في خصوصية المجال الصحراوي.

ليتم بعد ذلك فتح باب النقاش بين المتدخلين والحضور والذي كان في مستوى عال مع طرح مجموعة من النقط والأفكار حول الثراث الشفهي داخل المجتمع الصحراوي، وإعادة الإعتبار للفنون الثراثية المختلفة التي يتميز بها وجعله محط اهتمام الأساتذة الباحثين في المجال الثراثي الحساني.

لتختتم الندوة بالخروج بتوصيات للوزارة المسؤولة، وتوزيع شواهد تقديرية على المشاركين.

 

 

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *