الرئيسية سوس بلوس TV تفكيك شبكة مغربية فرنسية إسبانية لتهريب المخدرات بين المغرب والاتحاد…

تفكيك شبكة مغربية فرنسية إسبانية لتهريب المخدرات بين المغرب والاتحاد…

كتبه كتب في 15 أكتوبر 2012 - 11:50

مرة أخرى تضرب السلطات الفرنسية بيد من حديد على مافيا مشتركة، مغربية فرنسية وإسبانية، متخصصة في تهريب المخدرات من المغرب وترويجها بدول الاتحاد الأوروبي، بعد أسابيع قليلة على عملية مماثلة أسقطت مجموعة من الرؤوس هناك، وحاولت تتبع خيوطها لما وراء الحدود، سواء بالجارة إسبانيا، التي تحتضن مئات من المطلوبين للعدالة المغربية في هذا المجال، وصولا إلى المغرب من خلال مذكرات ودوريات مشتركة، واعتماد الشرطة الدولية في تتبع آثار بعض من أولئك المبحوث عنهم المعنيون بهاته القضية وغالبيتهم مغاربة، منهم مقيمون بالمغرب وآخرون يقيمون بين فرنسا وإسبانيا وحتى سويسرا، وهي الفئة المكلفة بتبييض الأموال.

عملية يوم الخميس المنصرم التي قامت بها السلطات الفرنسية، أسقطت ما لا يقل عن 20 مشتبها فيهم، جلهم مغاربة ينتمون لتلك الشبكة العريضة الطويلة، 17 منهم بفرنسا وثلاثة بسويسرا. والتي تشتغل في الشمال والجنوب على حد سواء، مادتها الخام أطنان المخدرات المهربة من المغرب عبر إسبانيا، أهمها القنب الهندي وحتى بعض الكميات من المخدرات القوية، الوالجة عبر الجزائر أو الجنوب المغربي أكادير والصحراء عبر مالي.. كل ذلك جعل السلطات الفرنسية تتبع خيوط هاته الشبكة التي لها امتدادات قوية داخل المغرب، وتشتغل بأسماء كبيرة منها بعض المسؤولين السابقين في بعض المرافق والمؤسسات.

الاعتماد على الأنتربول في هاته القضية، كان بمبادرة من السلطات الفرنسية خلال العملية الأولى التي تمت منذ أكثر من أسبوعين، قصد تتبع بعض كبار المشتبه فيهم المنتشرين بين شبه الجزيرة الإيبيرية والمغرب، والذين تم التعرف عليهم إما من خلال التحريات والتحقيقات مع المعتقلين، وكذلك عبر بعض الحسابات الوهمية المفتوحة في دول متعددة، يتم عبرها تهريب الأموال وتبييضها بأسماء مختلفة، خاصة وأن عددا منهم حسب بعض المصادر ينتمون أساسا لمنطقة الناظور والحسيمة، من بينهم رئيس سابق لفريق لكرة القدم بشمال المغرب ومرشح للبرلمان، تمكن من الفرار منذ بضعة أشهر بعد أن كانت السلطات المغربية قد كشفته وكادت توقع به متلبسا، لكنه استطاع الفرار لجهة غير معروفة وإن كانت كل القرائن تقول بكونه فر لإسبانيا “الحضن الدافئ” لكثير من المبحوث عنهم المغاربة في قضايا المخدرات أساسا.

الشبكة التي تشتغل على مستوى عال وتقول التحريات بوقوف جهات نافذة ورائها، تمكنت خلال الستة أشهر الأخيرة وحدها من استثمار ما لا يقل عن 12 مليون أورو في زمن الأزمة الاقتصادية الأوروبية، حسب التحريات المنجزة بهذا الخصوص. فيما تم العثور بأحد المخابئ الخاصة بالشبكة على مبالغ مالية كبيرة وممتلكات مختلفة، من بينها مليون أورو كلها من العملة المعدنية وقرابة 3000 دولار، ست سبائك ذهبية قيمة كل واحدة منها 41 ألف أورو (قرابة 50 مليون سنتيم)، ولوحتان فنيتان قيمة كل واحدة منهما المليون أورو، إضافة إلى وثائق محاسباتية ومسدسين أوتوماتيكيين من عيار 9 ملم وذخيرتهما، إضافة إلى صدريات مضادة للرصاص وعدد من التجهيزات اللوجيستيكية الممكن استعمالها في عمليات تهريب المخدرات.

أما بالنسبة للمعتقلين على مستوى سويسرا، وهم ثلاثة مغاربة يعتقد أنهم زعماء الشبكة، فقد تم العثور بحوزتهم أيضا على أموال وحلي وممتلكات ثمينة جدا، من بينها قرابة المليون فرنك سويسري من العملة المعدنية، وأكثر من 160 ساعة ذهبية يصل ثمنها لما بين مليونين وثلاثة ملايين فرنك سويسري، وكمية مهمة من السبائك الذهبية والحلي التي يسهل تهريبها، وقد عزا مصدر أمني فرنسي الوصول إلى هؤلاء بسويسرا للتعاون الأمني المشترك بين البلدين. دون أن ينسى دعوته للسلطات الإسبانية والمغربية للتعاون للوصول إلى باقي أفراد الشبكة، والحد من عملياتها التي يبدو أنها لن تتوقف حتى باعتقال بعض رؤوسها على حد تعبير المصدر الأمني.

وقد كان للمصالح الاستخباراتية الدور الكبير في الكشف عن الشبكة، والتي تمتد خيوطها بشكل كبير ومتشعب على التراب المغربي، خاصة وأن الكميات الكبيرة من المخدرات التي ولجت دول الاتحاد الأوروبي من المغرب كبيرة جدا، حتى أنها لفتت انتباه المصالح الأمنية منذ مدة ، من بينها الشبكة المفككة التي تشتغل في جزئها الكبير مع مهربين محترفين من شمال المغرب، بين الناظور والحسيمة وتطوان، حيث لا يستبعد أن تجر بعض الأسماء الجديدة وحتى القديمة التي يبدو من مظهرها أنها تركت تلك التجارة بعد قضائهم لمدة حبسية.

هذا في وقت علمت الجريدة أن المديرية العامة للأمن الوطني كانت قد حركت  الخميس الماضي، وحداتها بتلك المدن للبحث مستعجلا عن بعض المبحوث عنهم والمطلوبين للعدالة، حيث توصلت تلك المصالح بتطوان، الفنيدق المضيق، الحسيمة والناظور بلائحة معدلة ومنقحة لبعض الأسماء المطلوبة مستعجلا، والتي لا يستبعد أن يكون لها علاقة بهاته العملية الأخيرة وتلك التي سبقتها، حيث كان المغرب قد أكد استعداده للتعاون مع السلطات الفرنسية في الوصول إلى بعض المشتبه فيهم في انتمائهم لهاته الشبكة، التي حطمت كل الأرقام القياسية في ترويج المخدرات وفي مداخيل مسيريها الذين اغتنوا بشكل غير مسبوق، وإن كان ما تم حجزه لحد الساعة لا يمثل إلا نسبة من تلك الممتلكات، فيما تبقى مخابئ أخرى زاخرة وحسابات غير معروفة منتشرة في دول مختلفة، تحوي أموالا لا تعد ولا تحصى لتلك الشبكة.

مصطفى العباسي / إدريس العولة

مشاركة