الرئيسية الصحة تلاميذ بوزان يترافعون إبداعيا من أجل احداث مركز لطب الإدمان

تلاميذ بوزان يترافعون إبداعيا من أجل احداث مركز لطب الإدمان

كتبه كتب في 30 مايو 2019 - 08:00

تعزز الرأي الاستشاري حول قضية إحداث مركز طب الادمان بوزان ، الذي سبق أن أعدته و صادقت عليه هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان في دورتها الاستثنائية المنعقدة بتاريخ 27 فبراير ، ورفعته إلى رئاسة المجلس طبقا للمساطر الادارية المعتمدة  في هذا الإطار  ، ( تعزز) بدخول فاعل جديد على خط الترافع من أجل حماية الوسط المدرسي من هذه الآفة التي تلتهم بنيرانها الملتهبة عقول وصحة من تستثمر فيهم/ن الدولة مما يهدد مستقبل البلاد والعباد .

 آلية الترافع الجديدة ضد التعاطي للمخدرات في الوسط المدرسي ، جاءت على شكل مبادرة ابداعية جسدها تلاميذ ثانوية ابن زهر في عمل مسرحي متميز، تنوعت فيه المقاربات بين الحمائية والتربوية والعلاجية ، هذه الأخيرة لم تكن غير توجيه – عبر قالب فني جميل صفق له الحضور-  نداء للسلطات العمومية والجماعات الترابية بالإقليم التعجيل بإحداث مركز طب الإدمان بوزان ، على اعتبار أن العلاج من مرض الادمان حق من حقوق الانسان التي يكفلها الدستور لكل المواطنات والمواطنين .

اعتماد آلية أب الفنون للترافع من أجل تنزيل البرنامج الوطني لمحاربة سلوكات الإدمان ، جاء نتيجة عمل ميداني قام به تلاميذ ثانوية ابن زهر التأهيلية ، وذلك بمناسبة الأيام التحسيسية التواصلية التي أطرها شعار ” آفة التدخين والتعاطي للمخدرات بالوسط المدرسي ”  انطلقت يوم 3 ماي .

 الأيام التحسيسية تحرك فيها باقة من تلميذات وتلاميذ  المؤسسة التربوية ، تحت اشراف منسق فريق العمل الاستاذ عبد الرحيم الدتسولي . وقد توزعت فقرات هذه الأيام بين تنظيم ندوات ، وحملة تحسيسية في الوسط التلاميذي باعتماد آليات ، المطويات ، و حلقات النقاش ، و العروض الفنية ، وانجاز المجسمات ، والرسم …… وانجاز بحث ميداني جاءت أسئلته دقيقة وكفيلة بإعطاء صورة تقريبية عن مساحة  تمدد بقعة الآفة الكارثية في الوسط المدرسي ، أي في صفوف التلاميذ بغض النظر عن المكان الذي يختاره التلميذ(ة) للتعاطي للمخدرات ( توضيح موجه لمن لا يفرق بين الوسط المدرسي والمحيط المدرسي ) .

 الأرقام التي تم عرضها في الجلسة الختامية للحملة التواصلية التحسيسية التي احتضنت أشغالها رحاب الثانوية مطلع شهر رمضان ، تطوق مختلف الفاعلين بعد استنطاقهم (الأرقام) إلى استخلاص الدروس ، وصياغة استراتيجية قادرة على لي عنق الآفة التي تفتك بصحة  تلامذة الإقليم وشبابه ، وتلاحقه في كل زوايا محيط المؤسسات التعليمية التي يكفي أن تطل من نوافذ بعضها لترى حقول الشيرا( الكيف) مخضرة .

 الرقم الأول يشير إلى أن حوالي 8 في المئة من التلاميذ ( ذكورا وإناثا) الذين شاركوا في تعبئة الاستمارات ( 900)  يتعاطون للمخدرات ، وهو مؤشر مخيف بالنظر لحداثة سن التلاميذ . ولأن الشبكات الاجرامية التي تستهدف التلاميذ لا تميز بين الجنسين فإن نسبة التلميذات المدخنات التي كشف عنها البحث الميداني الذي أنجز وسط تلاميذ ابن زهر يصل إلى حوالي 2 في المئة . وتشير خلاصات البحث المذكور كما تم عرضها إلى أن الآفة تؤمن بالأوساط الاجتماعية للتلاميذ الذين يتعاطون للتدخين . الرقم المثير للقلق هو رفض حوالي 5 في المئة من التلاميذ المتعاطين للمخدرات القطع مع السم المحطم لمستقبلهم/ن ، رفض لا يمكن العثور على تفسير له الا بقبض الادمان على ثلة من التلاميذ ( ذكورا واناثا ) . ويتوزع الراغبون في العلاج بين من يرغب الاستفادة من الخدمات التي يقدمها مركز طب الادمان ( لم يحدث بعد بوزان) ، ومن يرجح كفة استشارة طبيب نفسي ، وفئة تفضل إخبار أسرتها بمرتبها على سلم التعاطي للمخدرات .

 وبه وجب الإعلام والسلام

  قد يكذب غدا هذه الأرقام من حاول اخفاء شمس شعار الوسط المدرسي الذي شكل محور الأيام التحسيسية التواصلية ، وتعويضه في الجلسة الختامية بشعار المحيط المدرسي ، لكن الحقيقة التي لا يختلف حولها اثنان هي أن بقعة التعاطي للمخدرات في صفوف تلاميذ ( ذكورا واناثا) تتمدد وتوجد على مسافة قريبة من كل تلميذ(ة) تنخره الهشاشة الثقافية والتربوية والاجتماعية ، وهو ما يستدعي تظافر جهود كل الفاعلين ( عمومي ومدني )صياغة خطة لمواجهة الآفة وتحجيمها في حدودها الدنيا ما دامت أسبابها الموضوعية قائمة ، انقاذا لتلاميذ وتلميذات الإقليم.  

  رسالة لمن يهمه الأمر  

  جاء في الفصل 7 لدستور المملكة ” تعمل الأحزاب السياسية على تأطير المواطنات والمواطنين وتكوينهم السياسي ، وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية ، وفي تدبير الشأن العام ……”

 ولأن تدبير الشأن العام لا يمكن أن يضطلع به من له علاقة بتجارة المخدرات، وتفاعلا من هذه الأحزاب مع صرخة البراءة التي أطلقها تلميذات وتلاميذ تحصد أرواحهم يوميا شبكات تجار المخدرات بكل أنواعها ،  فإن أحزابا بعينها بإقليم وزان اعتادت الاستثمار في هؤلاء ( تجار المخدرات ) دعما وترشيحا ، مطالبة بتنظيف بيتها من أعداء الفصل 6 للدستور ، إذا كانت فعلا جادة في خطابها الذي يتحدث عن بناء الثقة الذي يعتبر مسار التشطيب على من تضخمت حساباتهم/ن المصرفية من صفوفها واحد من مسارات أخرى . فعلى بركة الله .         

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *