تحولت محطة سيارات الأجرة الكبيرة بإنزكان إلى مرتع للصوص يعيثون فيها فسادا، بعد أن يتقمصوا دور مساعدين يهرعون هنا وهناك، يعرضون خدماتهم من أجل إيجاد مكان خال بإحدى سيارات الأجرة المتوجهة إلى حي الهدى والسلام…بأكادير، ويقتنصون ضحاياهم من النساء والمرضى والعجزة، على ” عينك يا بن عدي”.
فوضى تعرفها المحطة، لا سيما عند اقتراب موعد الإفطار بساعات قليلة، ويغتنمون فرصة الازدحام وقلة الطاكسيات للاحتكاك ببعض المواطنين، ويعرضون خدماتهم، وعند ظهور ضحية “لقطة” على قول المصريين، يهرعون إليه، يقوم أحدهم بإلهاء المواطن الراغب في ركوب الطاكسي، فيما يقوم رفاقه باقتناص الفرصة لسرقة محافظ المرتفقين الذين يتوجهون إلى سوق الثلاثاء.
الجريدة عاينت حالة يندى لها الجبين، وغاب فيها ضمير لصوص تكالبوا على سيدة في عقدها الخامس، تعاني من شلل نصفي في الرجل واليد اليسرى، ترافقها ابنتها تنتظران طاكسي للعودة إلى بيتهما، وبعد محاولات استهدفت الفتاة أول الأمر وباءت بالفشل، بعد أن ظلت حقيبة ظهرها بعيدة عن منالهم، تحول مجموعة منهم نحو السيدة وقام مجموعة منهم بمحاصرة السيدة المريضة بالأسئلة عن وجهتها، قبل أن يقترب منها أحدهم ويمد يده إلى حقيبتها وهي في غفلة عما يقع، ليظفر بغنيمته “البصطام”، ويختفي هو ورفيقه في لمح البصر.
الفوضى التي تعرفها المحطة تتوجب تدخلا أمنيا للحد من الظاهرة، للقطع مع “غارات” لصوص اتخذوا المكان محلا لعملياتهم، في الوقت الذي استنكر فيه مجموعة من المواطنين بالمحطة سبب استمرار تواجد هذه الكائنات “الطفيلية” بالمحطة والتي تهدد المواطن في ماله بل وفي حياته إذا ما عبر عن احتجاجه أو حاول فضح عملية سرقة.
أ. المستاري
