الرئيسية اراء ومواقف كتب ذ بكار السباعي:خراب مدينة اكادير بعد زلزال اكادير

كتب ذ بكار السباعي:خراب مدينة اكادير بعد زلزال اكادير

كتبه كتب في 25 فبراير 2019 - 22:03

نستفتح مقالنا هذا بقصة قصيرة جدا، تقول القصة : كانت هناك مدينة تسمى اكادير. انتهت القصة، وابتدأت معها معاناة ساكنتها على جميع المستويات، ولا بيد غيرنا حيلة سوى ان أن يبتاع لنا الكفن ولوازم الدفن ويقيم حفل تعزية لمدينة كانت تسمى اكادير.

مؤسف واقع المدينة وما آلت إليه الأوضاع، لا شوارع ولا بنى تحتية ولا مساحات خضراء، وبالرغم من كل هذا فنحن نعاني في صمت ونتساءل شئننا كباقي المواطنين والمواطنات هل الأمر يتعلق بعدم وجود الاعتمادات المالية لإصلاح ما أفسده القائمون على تسيير الشأن المحلي أم هو استخفاف بمصالح رعايا صاحب الجلالة الذي يقطع البلاد طولا و عرضا لتدشين المشاريع التنموية في الوقت الذي يتقاعس فيه مسؤولو المدينة.

ماذا كان المغني المغربي المقتدر نعمان لحلو سيغني على مدينة اكادير اليوم وهي تتنفس بصعوبة تحت الفوضى، فالمدارات الطرقية تثير الاشمئزاز بل أكثر من هذا فالطريقة التي تم اصلاح بها المدارات هو ظلم وإجحاف في حق المواطنين وكأن القائمين على تسيير شؤوننا رغما عنا يقولون بلسان حالهم ” لي فجهدك جريه”، ولنا أن نتساءل كيف سيكون شعور مواطن اجرى عملية جراحية وهو يمر من المدار المحادي لمسجد لخيام، اهتزازات ومصطبات كأنك غير مقبولة بالمرة، وهو ما يوقفنا على غياب الديمقراطية التشاركية في تدبير الشأن المحلي بالمدينة.

ماكنا لنتحدث بهاته الحرقة لولا وقوفنا على اختلالات واقصاء لصوت المواطن ومعاناته، فأصحاب سيارات الأجرة غير راضين بالمرة عن الحالة الطرقية للمدينة ومداراتها التي تذكرني بتعبيد الطرق عند الرومان، في كتاب موسوعة عكاظ للشباب.

ماكنا لنقول ارحموا آكادير وارحمونا ونحن نستمع لأغنية لطفي بوشناق “خذوا المناصب و المكاسب لكن خلولي الوطن”، ماكنا لنكتب عن واقع لمجال أقصى ما يمكن أن نسميه مدينة، فلا يعقل أن الطرقات بعضها إن لم نقل اغلبها شارفت على السنتين ولم تنتهي الأشغال، وهو ما يعني لي شخصيا وحتى لبعض من معارفي وآخرين عدم احترام المواطن، أو ما يمكن أن نسميه الطنز على المواطن، ويبقى الحل الوحيد لإعادة الإعتبار لهاته المدينة هو تدخل ملكي يحي الأمل في المواطنين.

يقول صاحب الجلالة نصره الله في خطابه السامي في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية التشريعية العاشرة ”إذا كان البعض لا يفهم توجه عدد من المواطنين إلى ملكهم من أجل حل مشاكل وقضايا بسيطة، فهذا يعني أن هناك خللا في مكان ما. أنا بطبيعة الحال أعتز بالتعامل المباشر مع أبناء شعبي، وبقضاء حاجاتهم البسيطة، وسأظل دائما أقوم بذلك في خدمتهم . ولكن هل سيطلب مني المواطنون التدخل لو قامت الإدارة بواجبها ؟” سؤال وجيه هل كنا سنطالب بتدخل ملكي لو قام مسؤولو المدينة بواجباتهم؟؟؟ ونضيف تذكيرا لمسؤولي المدينة عل الذكرى تنفع المؤمنين لقد أكد صاحب الجلالة نصره الله في الخطاب السامي الذي يوم الجمعة 14 أكتوبر 2016 في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية التشريعية العاشرة على ما يلي ” من غير المقبول ، أن لا تجيب الإدارة على شكايات وتساؤلات الناس وكأن المواطن لا يساوي شيئا ، أو أنه مجرد جزء بسيط من المنظر العام لفضاء الإدارة. فبدون المواطن لن تكون هناك إدارة. ومن حقه أن يتلقى جوابا عن رسائله، وحلولا لمشاكله، المعروضة عليها. وهي ملزمة بأن تفسر الأشياء للناس وأن تبرر قراراتها التي يجب أن تتخذ بناء على القانون”.

سوق الأحد كمعلمة ووجهة لا زالت سرعة الاشغال تسير بوثيرة جد ضعيفة، شوارع المدينة مهترئة، مدارات تعرف طبقات ارضية فبدل أن تسرع حركة المرور تحولت إلى عرقلة للمرور بسرعة اقل من 10كيلومتر في الساعة، قصبة اكادير بقرار تنظيم السير الجولان تمت عرقلة السير بشكل نهائي، دعونا نتمعن في الأمر، فقد تم اصدار قرار بتنظيم حركة السير بالطريق المؤدية للمدينة، اما في الواقع فقد تم منع السير بشكل نهائي وهو ما يتعارض مع القرار نفسه. الأزبال في كل مكان ويستحيل بالمطلق أن تجد شارعا واحدا في اكادير لايعاني من الأزبال……

وحتى لا نكون عدميين فإننا نحمد الله ونشكره على شئ واحد، ليس مدينة اكادير وإنما مدينة مراكش التي لا تبعد إلا بساعتين، في انتظار ان تعود مدينة اكادير لسابق عهدها فإننا نذكر مسؤولي المدينة من مسؤولين اداريين ومنتخبين وكل من له مسؤولية مهنية أو وطنية بالخطاب الملكي الخطاب الملكي السامي في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية 2017-2018 “”إننا نؤسس لمقاربة ناجعة، ولمسيرة من نوع جديد. فما نقوم به يدخل في صميم صلاحياتنا الدستورية، وتجسيد لإرادتنا القوية، في المضي قدما في عملية الإصلاح، وإعطاء العبرة لكل من يتحمل مسؤولية تدبير الشأن العام. وبصفتنا الضامن لدولة القانون، والساهر على احترامه، وأول من يطبقه، فإننا لم نتردد يوما، في محاسبة كل من ثبت في حقه أي تقصير، في القيام بمسؤوليته المهنية أو الوطنية. ولكن الوضع اليوم، أصبح يفرض المزيد من الصرامة، للقطع مع التهاون والتلاعب بمصالح المواطنين.” انتهى خطاب صاحب الجلالة.

الحسين بكار السباعي
باحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *