الرئيسية مطبخ وديكور من الدار البيضاء إلى زاكورة : قافلة تضامنية لمواساة أهالي اجعة تيشكا

من الدار البيضاء إلى زاكورة : قافلة تضامنية لمواساة أهالي اجعة تيشكا

كتبه كتب في 22 سبتمبر 2012 - 16:48

 في بادرة إنسانية وتضامنية مع ضحايا حادثة تيزي نتيشكا التي خلفت 43 قتيلا والعديد من الجرحى إثر انقلاب حافلة للنقل العمومي يوم 04 شتنبر الجاري،نظمت جمعية خريجي المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات ALISCAM MAROC قافلة تضامنية لمساندة ومواساة أهالي ضحايا فاجعة الحوز المؤلمة وذلك من 14ألى 16 من الشهر الجاري.وشارك في القافلة أزيد من 24 عضوا من أطباء اختصاصيين وخريجي المعهد ومسيري الشركات قصد تقديم الدعم المالي والمادي لعائلات الضحايا وجرحى الحادثة.

 قافلة للتضامن و صرخة لوقف نزيف حرب الطرقات .

  بعد تلقيهم لخبر الحادثة الفاجعة التي اهتز لها الرأي العام الوطني، لم يهدأ لأعضاء الجمعية بال إلا بتسجيل موقف تضامني إنساني مع الضحايا وذويهم ،والمطالبة بوضع حد لإزهاق الأرواح البشرية البريئة في حرب الطرقات،ورغم ضيق الوقت فقد قررت اللجنة التنظيمية للجمعية ،التحرك والانخراط الفعلي والعاجل في مبادرة دعم ومواساة، وذلك بالإنتقال من مدينة الدار البيضاء إلى مدينة زاكورة في أقصى الجنوب الشرقي للمغرب،حيث تتواجد عائلات الضحايا.وكانت الاستعدادات مكثفة لانجاح هذه المبادرة و تطوع المشاركون رغم ظروفهم في العمل والتزاماتهم الأسرية،.

  المشاركون عبروا أيضا عن موقفهم من حرب الطرقات ونزيف الضحايا واختاروا للقافلة شعار:”السلامة الطرقية رهينة بالقيادة المسؤولة والتدبير المحكم والمراقبة الصارمة …كفانا إزهاقا للأرواح”

 مرت الحافلة عبر منعرجات تيزي نتيشكا وتوقف المشاركون في مكان الحادثة، حيث مازالت اثار سقوط الحافلة وتدحرجها،وأحسوا بهول الفاجعة بعد استعادة شريط المأساة أثناء لقائهم بشهود عيان على اللحظات الأولى لسقوط الحافلة من علو عشرات الأمتار،وكانت روايات وحكايات مؤثرة ،عن صراخ الركاب والصوت المدوي لسقوط الحافلة ،وكيف تناثرت أجزاءها وأشلاء الجثث .وعن تسلق الجبال وإحضار الحبال لانتشال الجثث أو إنقاذ الجرحى ومساعدتهم . انخرط المشاركون في إصغاء تام للشهادات ،وجوههم حزينة و متخشعة ،ونظرات أعينهم إلى منعرجات طريق تيزي نتيشكا لعل حلم النفق الذي بدأت أشغاله من عشرات السنين  يتحقق و يرى النور يوما،ويعفي المسافرين من الأخطار التي تتهددهم ويفك العزلة عن جنوب المملكة.وإكراما للضحايا الذين قتلوا في الحادثة قرأ المشاركون سورة الفاتحة ترحما على أرواحهم.

علاج للجرحى ،ودعم وتضامن، ومواساة لعائلات الضحايا.

حرارة الاستقبال وتفاعل سكان إقليم زاكورة على امتداد واحة درعة مع المشاركين في القافلة أنساهم تعب وعياء رحلة السفر،بعد وصولهم الى المدينة صباح السبت 15شتنبرالجاري،استقرت القافلة في المركز الصحي لزاوية المجدوب حبث استقبال العائلات وعلاجهم وتقديم الأدوية وتوزيع المساعدات. وبتنسيق مع مندوبية الصحة بزاكورة التي وضعت رهن إشارة أطباء القافلة الإمكانيات البشرية واللوجيستية خاصة سيارات الوحدة الطبية المتنقلة،وبعد تحديد لائحة الضحايا وعائلاتهم ومناطق تواجدهم،توزع المشاركون عبر مجموعات ومحاور طرقية مختلفة، وتمكنوا من الوصول إلى مناطق نائية في إقليم زاكورة خاصة في جماعات :تمزموط ،تنزولين،بني زولي،تمكروت ،تكونيت…وزاروا حوالي 37أسرة من ذوي الضحايا والجرحى ،وبعد علاجهم لبعض الجرحى قرر أطباء القافلة متابعة بعض الحالات وذلك بالاتصال المباشر بالمسئولين في الدار البيضاء ومراكش قصد تحويل ملفاتهم .ولم يخف السيد كريم عبد الحق رئيس لجنة الأعمال الاجتماعية لخريجي المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات ارتياحه لنجاح القافلة التضامنية والتأثر الكبير لزملائه وزميلاته خاصة بعد الوقوف على حالات وقصص مأساة لبعض الضحايا ويحكي:( تأثرت كثيرا لبعض الحالات الصعبة ،خاصة تلك المرأة المطلقة التي تبلغ حوالي 40 سنة كان لها ابن واحد ،ورفضت الزواج ،قصد تربية ابنها الوحيد الذي سافر في الحافلة رفقة خاله، قصد سحب دبلوم تخرجه في شعبة الزراعة فتوفيا معا في الحادثة وفقدت الأم ابنها وأخيها ،والأم الان في حالة نفسية صعبة وتمتنع عن الأكل والشراب وهي غارقة في صمتها.)ويستمر في وصف خصال العائلات التي التقاها:(رغم المستوى المعيشي المتواضع لسكان درعة ونسب الفقر الكبيرة في صفوفهم فقد نشأوا على عزة النفس والصبر والتحمل في أحلك الظروف والأوقات )

القافلة التضامنية لمساندة ومواساة أهالي ضحايا فاجعة الحوز المؤلمة تكشف عن قيمة التضامن بين المغاربة باختلاف انتماءاتهم الجغرافية والاجتماعية،وعن أهمية مبادرات المجتمع المدني في خلق تضامن اجتماعي واقتصادي بين مختلف جهات المغرب.

سوس بلوس

مشاركة