الرئيسية مجتمع “باراديس”…قصة رحلة ومشاق لدخول “وادي الجنة” بأكادير

“باراديس”…قصة رحلة ومشاق لدخول “وادي الجنة” بأكادير

كتبه كتب في 15 سبتمبر 2018 - 00:19

لم يكن المسير نحو وادي الجنة أو “باراديس” سهلا، فالطريق جبلية ملتوية غير معبدة تتلوى من حين لآخر فأفعى، إلا أن حب الاستطلاع يدفع الزائر إلى تحمل المشاق لبلوغ نقطة اشتهرت بجمالها دون حاجة لإعلانات أو حملات إشهارية، وبلغ صيتها دول أجنبية فأصبحت وجهة السائح الأجنبي والمغربي على السواء.

وادي الجنة…رحلة للمصالحة مع الطبيعة

على بعد حوالي 26 كلم من أورير، ضواحي أكادير، ومرورا بدواوير عديدة سواء التابعة لجماعة أقصري بإداوتنان، أو عبر أمسكروض، تنتهي الرحلة بوسائل النقل المختلفة، داخل الموقف الوحيد البسيط للسيارات، ويضطر الزائر إلى متابعة الطريق سيرا على الأقدام، حيث ينصح الزائر بارتداء أحذية رياضية نظرا لكون المسلك الطرقي “عشوائي”، لم يحضى بالتفاتة من طرف الجهات المعنية لتأهيل المكان وتسهيل ولوج المنطقة.

عبر طريق ملتوية ضيقة تقودك نحو المرتفع، تصل منحدرا ضيقا يؤدي في النهاية إلى مجموعة من المحطات، حيث تنتشر أشجار النخيل والنباتات والأركان، عبر وادي انتشرت في أرجاءه كراسي وطاولات، وعلى جنباته اختار بعض الشباب إقامة مربعات فرشوها بأبسط الأثاث من طاولات وأفرشة قديمة…يقدمون الأكلات للراغبين، خاصة “الطاجين”، بين خرير الماء والخضرة…

عند نهاية السير، تجد نفسك أمام منظر رائع، فبين الطبقات الصخرية يقع الوادي، حيث تنتشر الأشجار المختلفة المحيطة به. يقصد المكان شباب مهووس بالسباحة والغطس، يلقون بأنفسهم بين أحضان المياه، فيما يفضل آخرون البقاء على جانب الوادي خاصة الأسر اتي قد تصطحب أطفالها للسباحة في بحيرة بعيدا عن أي خطر، أما البعض الآخر فيستغل تواجده للاستفادة من حصص “SPA” الطبيعية للأقدام، التي يتكفل بها سمك الوادي.

“باراديس”…استجمام وعزلة عن العالم الخارجي

يقول سعيد، أحد الشباب بالمنطقة، أن وادي الجنة اشتهر دون حاجة إلى حملة دعاية، كان في فترة السبعينات ملاذ لبعض الأجانب من البوهيميين” الهيبز”، يقصدونه لروعته ويقضون به أياما تحت نور القمر يغنون ويسبحون …قبل أن يحضى “وادي الجنة” بشهرة عالمية، ليصبح ملاذا للشباب الراغب في قضاء وقت ممتع في السباحة والقفز من أعلى الصخور، بل يجعله آخرون مكانا للتخييم مع أخذهم الاحتياطات الضرورية ( أدوية للإسعافات الأودية في حالة السقوط، مضادات الناموس والحشرات…).

 المكان يوفر فرصا للشغل لشباب المنطقة، ممن اختاروا تقديم خدمات للزوار من مأكل ومشرب، وخصصوا من أجل ذلك مربعات فرشوها لاستقبال الزبناء، بل يقدمون بعض المعلومات لمن يفد على المنطقة لأول مرة.

لا تقف حدود “الجنة” عند تلك النقطة، فيمكن للرياضي أو للشباب الوصول إلى الشلال، حيث ينعمون بمنظر أكثر روعة، في بحيرة بمياه عذبة صافية وهدوء قلما يتوفر في الأماكن السياحية العادية، تتردد الأصوات لخلو المكان إلا من الماء والخضرة، بعيدا عن حالة القلق اليومي في انفصال عن الشبكة العنكبوتية.

رحلة العودة امتحان آخر، يتطلب من الزائر قوة جسدية ولياقة عند الخروج من الوادي في اتجاه موقف السيارات، عبر مرتفع، تزداد دقات قلبك كلما تقدمت، لتضطر من حين لآخر إلى التوقف لأخذ نفس، خاصة في حالة حمل أمتعة، لكن المتعة في رحلة العودة المناظر الخلابة التي تطل عليها وتخالك مرة في غابات استوائية ومرة أخرى في واحة من واحات درعة.

مؤهلات سياحية تفتقد لتنمية حقيقية

“كل شيء إذا ما تم نقصان”… هو حال المنطقة، فلا يكاد ينغص على الزائر أمر سوى مقطع طرقي رابط بين أورير ووادي الجنة، فالطريق غير معبدة بسبب السيول والفيضانات التي تبتلعها في كل مرة، في غياب قناطر قوية تقاوم الفيضان، في وقت تنتشر جبال صخرية رائعة وكل المؤهلات للسياحة الجبلية التي تنتظر أن يلتفت المسؤولون إليها ويوفرون كل الإمكانيات لتأهيلها لتتحول ” باراديس” إلى منتجع سياحي بمواصفات عالمية من شأنها أن تدر مداخيل مهمة ليس فقط على الجماعة والساكنة المحلية، بل على الجهة ككل.

أمينة المستاري

ج24

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *