“الله يكثر خير المحسنين والجمعيات والسيد عامل الإقليم وكل من كان عندو علاقة في هاد العمل الإنساني وحن قلبهم عليا وعلى ولدي…هذا هو المسلم تيراعي لخوه المسلم”. بصوت خافت عبرت سيدة من حي تاونات القديمة، تعاني من مرض مزمن منذ أزيد من 7 سنوات أقعدها الفراش، عما يختلج في صدرها لحظة تسليمها كرسي متحرك كهربائي وسرير طبي كهربائي، والأدوية الخاصة بها، واسترسلت في الدعاء للوفد الرسمي بإشراف الكاتب العام، الذي تنقل إلى مستشفى تاونات لتسليمها وابنها الأجهزة الطبية.
فرحة الأم، التي لم تكن تفارق مسبحتها إلا لماما، كانت مزدوجة، راقبت ابنها الذي يعاني من إعاقة حركية وبصرية مزمنة وهو يضع سماعتين في الأذن، وغالبت الدموع في عينيها وهي تسمع فلذة كبدها يجيب بشكل عادي عن بعض أسئلة الوفد.
موقف مؤثر لسيدة معوزة تبلغ 61 سنة، قدر لها أن تصاب بمرض مزمن أقعدها الفراش وجعلها عاجزة عن الحراك منذ حوالي سبع سنوات، بعد أن فقدت إحدى كليتيها، فتفاقمت معاناتها بعد أن عاشت سنوات من العذاب النفسي وهي تشاهد فلذة كبدها البالغ 30 سنة، الذي يعاني من إعاقة حركية وبصرية، دون أن تستطيع إخراجه من حالته خاصة بعد أن فقد السمع وتوقف نموه.
تقول السيدة وغصة في حلقها: ” أعاني من أجل ابني، فقد اكتشفت إحدى مدرساته في سنته السادسة مشكل نقص النظر، ورغم الفحوصات والعلاجات التي خضع لها لم تجدي نفعا، وعاش المسكين سنوات يعاني في صمت خاصة بعد إثابته بمرض في القلب وتوقف نموه”… تتوقف السيدة هنيهة وتسترسل :” زوجي عاطل، وأسرتنا فقيرة، بعد مرضي أصبحت في حاجة للأدوية ومصاريف أخرى ضرورية لكوني و أعد أستطيع القيام أو الحركة، إضافة إلى مصاريف ابني وأدويته…وبعد نشر حالتي على صفحات مواقع إلكترونية، لقيت حالتي مؤازرة من طرف عامل الإقليم وجمعية أفق للتنمية لذوي الاحتياجات الخاصة بتاونات، الله يكثر خيرهم”.
مبادرة لقيت استحسانا كبيرا، فبعد أن ظهرت السيدة على صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية، وبعد تحركات كل من جمعية الأعمال الاجتماعية بإقليم تاونات والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشراكة مع جمعية أفق لتنمية ذوي الاحتياجات الخاصة بتاونات تمت الاستجابة للحالة، وتوجهت لجنة طبية بناء على تعليمات المسؤول الأول عن الإقليم، إلى سكن السيدة للإطلاع على حالتها الطبية، وتمت معاينة وضعها ووضع ابنها الصحي، ليتقرر منحها كرسيا متحركا كهربائيا وسريرا كهربائيا، فيما منح ابنها سماعتين طبيتين بقيمة مالية تفوق 40 ألف درهم.
الزوج بدوره لم تسعه الفرحة وهو يرى ابنه يجيب عن أسئلته بشكل عادي، كما سيمكن الكرسي المتحرك زوجته من أن تتخطى عتبة البيت بمساعدته لكونها عاجزة عن قيادته بمفردها…أما الابن فناشد المسؤولين والمحسنين مساعدته على إجراء عملية في القلب وكله أمل في كرم ذوي القلوب الرحيمة.
