الرئيسية تربويات نتائج الباكالوريا تشرع في مصالحة وزان مع الفرح

نتائج الباكالوريا تشرع في مصالحة وزان مع الفرح

كتبه كتب في 25 يونيو 2018 - 17:56

بعد النتائج الكارثية لامتحانات الباكالوريا التي سجلت بإقليم وزان في السنوات العجاف التي عاشتها المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان قبل فبراير 2016 ، وهو التاريخ الذي طال تغيير رأس المديرية ، تعود اليوم نسبة النجاح والأجواء النفسية لإجراء هذا الاستحقاق الوطني للمصالحة مع الفرح وتوسيع رقعته .

 فحسب البلاغ الذي أصدرته المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية لوزان ، فإن عدد الناجحين الرسميين في الدورة العادية لامتحانات الباكالوريا بلغ 1462 من أصل 2569 مترشحة ومترشحا ( 54.93في المئة) ، وذلك بنسبة زيادة بلغت 15 نقطة مقارنة مع السنة الماضية .

 وحسب نفس البلاغ فإن الاناث تفوقن على الذكور بأزيد من 10 نقط ( الإناث  61.58 في المئة – الذكور 49.80 في المئة ) . أما على ميزات فقد أفاذ البلاغ بأن عددهم وصل إلى 540 متفوقا ومتفوقة مصنفين على الشكل التالي :  ميزة حسن جدا  62 – ميزة حسن 147 – ميزة لابأس به 331 ، وهي نسبة متقدمة مقارنة مع  الدورات العادية للمواسم الدراسية الماضية .

معلومات أخرى وردت بالبلاغ المذكور وتستدعي الوقوف عندها نظرا لاستثنائيتها الجد إيجابية ، ويتعلق الأمر بالقفزة النوعية على درب النجاح التي حققتها ثانوية ابن رشد بجماعة أسجن القروية التي سجلت أعلى نسبة النجاح بالإقليم ( 85.71 في المئة ) مقارنة مع نتائج السنة الماضية التي لم تكن مشرفة ، وصنفت المؤسسة في ذيل باقي الثانويات التأهيلية بالإقليم ، وتليها ثانوية مولاي عبد الله الشريف بالمدينة التي تجاوزت فيها عتبة النجاح 82 في المئة . وتفيد نفس المعلومات التي أوردها البلاغ بأن شعب المصنفة في خانة  خيار فرنسية ، نجح البعض منها في القطع النهائي مع الرسوب ( علوم الحياة والأرض ) ، وأخرى قاربت نسبة المئة في المئة في عدد الناجحات والناجحين ( علوم الفيزياء – العلوم الرياضية ) . أما أعلى المعدلات المسجلة، فقد وقف القارئ الدقيق للحصيلة المقدمة بالأرقام بأن التعليم بالعالم القروي قد بدأ يزحف عليها، وأن وتيرة صعود سهم هذا التطور أضحت ملموسة.

  الوجه الآخر الذي قد يكون سقط سهوا من البلاغ المذكور رغم أنه يشكل نقطة ضوء قوية في هذه الدورة، ما تعلق بنتائج ساكنة الأقسام الداخلية. فعلى سبيل الذكر أكد مصدر موثوق للجريدة بأن نسبة النجاح في صفوف التلميذات المقيمات بالقسم الداخلي بثانوية مولاي عبد الله الشريف قد قاربت 85 في المئة ، ويرجع الكثير ممن تواصل معهم منبرنا الإعلامي هذا سبب ذلك ، إلى برنامج داخليتي الذي أنزله المدير الإقليمي وانخرط فيه تطوعيا ثلة من المدرسات والمدرسين .

 بين الوجهين الأول والثاني يقيم الشيطان كما يقال. فقد جاءت النتائج كارثية بثانوية علال الفاسي بجماعة بريكشة القروية ( لم تتجاوز عتبة 26 في المئة) ، كما أن نتائج ثانوية ابن زهر بالمدينة لم تعكس التاريخ المشرق لهذه المؤسسة العريقة التي تصدرت نتائجها مقدمة المؤسسات التعليمية ، إن إقليميا ، جهويا أو وطنيا ، كما أن شعبة العلوم والتكنولوجيات الكهربائية جاء ترتيبها ذيل باقي الشعب ( 33.33)  مسبوقة بشعبة علوم الحياة والأرض بنسبة (42.99) . وحسب أكثر من مهتم ومتتبع فإن هذه النتائج يجب أن تخضع لتقييم موضوعي، وأن تقرأ على ضوء التدبير الإداري للمؤسستين، وأجواء التوتر التي عاشتها واحدة منهما على مدار الموسم الدراسي ، وكذلك على ضوء غياب وسائل العمل الأساسية بالنسبة لبعض الشعب ( شعبة التكنولوجيا الكهربائية نموذجا) .

 ورغم كل الاكراهات المنتصبة في طريق الإرادات الحسنة ، فإن مختلف من التقت بهم الجريدة من أمهات وآباء ونقابات تعليمية وفاعلين حقوقيين ومدنيين ، يسجلون بارتياح كبير هذا التطور الملحوظ في عدد الناجحين في امتحان الباكالوريا ، ويرجعون ذلك إلى المقاربة التشاركية التي اعتمدها المدير الإقليمي منذ تعييه على رأس القطاع بوزان ، في التعاطي مع مختلف الاشكالات المطروحة ، ونجاحه في معالجة الجروح والانكسارات النفسية للشغيلة التعليمية والتلاميذ وأسر التلاميذ ، التي خلفها “التدبير المخدوم” الذي ميز المرحلة السابقة على شهر فبراير 2016 .    

 ولأن الشيء بالشيء يذكر ، ألا يسائل عدد الناجحات والناجحين ، وعدد الذين سيلتحقون بهم في الدورة الاستدراكية ، هذا دون الحديث عن عدد الناجحين في صفوف غير الرسميين ،(ألا يسائل) هذا المؤشر لوحده وزارة التربية الوطنية ، فتسارع إلى تبني الرأي الاستشاري المتعلق بإحداث نواة جامعية بوزان ، الذي أعدته هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان، وسارع المجلس الجماعي لوزان ، و المجلس الإقليمي  ، ونواب وزان بالمؤسسة التشريعية ، وغيرهم من الفعاليات للترافع من أجله ؟

محمد حمضي

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *