الرئيسية مجتمع المعطلون بطانطان: هكذا خرجنا من الحلقيات والاعتصامات لنصبح مقاولين

المعطلون بطانطان: هكذا خرجنا من الحلقيات والاعتصامات لنصبح مقاولين

كتبه كتب في 31 مايو 2018 - 13:21

” خرجنا من حلقيات جامعة ابن زهر، لنجد أنفسنا في اعتصامات واحتجاجات أخرى لا تنتهي قرب عمالة طانطان، لقد وضعنا الوظيفة العمومية نصب عيوننا كشرط لا يمكن المناقشة حوله واكتشفنا أننا أضعنا سنوات طوال…” هكذا يتحدث المعطلون بطانطان في لقاء تواصلي جمعهم بالصحافة الوطنية بمناسبة تخليد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في ذكراها الثالثة عشرة.

يقول آخر أنشأ مركزا للحلاقة والتجميل والتدليك في سابقة من نوعها ” كنا معطلين نفيق ونصبح على الاحتجاج، وأصبحنا مقاولين، نبحث عن العمل وتلبية حاجات زبنائنا، تركنا الشعارات جانبان وانطلقنا إلى الفعل لتبقى سنوات الاعتصام مجرد ذكرى صقلت معارفنا لكنها لا تكفي للإنخراط في العمل والاندماج في نسيج الحياة العملية التي تتطلب الدراية والانضباط”.

خلال من التواصل مع معطلين أصبحوا في طرف سنتين مقاولين ,أصحاب أعمال  كان الاستماع مفيدا لتجارب ناجحة تتضمن قصصا ناجحة خرجت من قبل المعاناة والصدام مع السلطات لتكتب قصة جديدة تعد عبرة يمكن تعميمها على المستوى الوطني، استفاد منها  حوالي 120 من حملة الشواهد بطانطان.

فبعد اعتصامات متتالية يتم تأجيجها من قبل أطراف ذات اجندات سياسية، اتخذت عمالة طانطان قرار الدخول مع جمعيات المعطلين في حوار شاق وشامل، يخرج عن إطار منح أكشاك أو محلات تجارية في الأسواق سرعان ما يبيعها المستفيدون ثم يعودون للاعتصام، كون عامل الإقليم خلية للتتبع مختلطة عهد رئاستها إلى عبد الرحيم حسوني باشا بمدينة طانطان لتكسير “اصنام الوظيفة العمومية”، التي تكونت لدى جمعيات المعطلين وذلك بإقناعهم بالمبادرة الفردية.

الحسين حميدة ولمياء الباز ثنائي خرج من العطالة ليصبح ممون حفلات، يقول حميدة ”

خضنا رهان تغيير فكرة التنازل عن الوظيفية العمومية من أجل المغامرة، فعشنا أيامنا صعبة وحوارات جماعية أو فردية مع السيد الباشا الذي أقنعنا في الأخير بالتحاور بدون شروط مسبقة والقبول بدخول المبادرة الحرة من خلال الاستفادة من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” والاستفادة من مرافقة مالية وتأطيرية إلى أن يقلع كل مشروع ويخرج العاطلون من مرحلة الدهشة”

لجنة المعطلين تشكلت من 120 فردا وأصبحت تجتمع وتقرر إلى جانب اللجنة الإقليمية تتحاور في كل خطوة مع المعطلين وتشركهم في اتخاذ القرارات وتحمل مسؤوليتها، فبعد أربعة شهور كما يروي المعطلون أصبحوا مقتنعين بدخول ما كانوا يعتبرونه خطا أحمر وهو المبادرة الفردية والتشغيل الذاتي.

هي سابقة بإقليم طانطان يؤكد مسؤول واكب هذه العملية، تحقق 53 مشروعا لفائدة المعطلين في إطار المبادرة مع العلم أن كل مشروع يشغل على الأقل فردين، بعدما تمكن المحاورون من القطع مع إملاءات تنسيقيات أخرى تخص المعطلين ليدخلوا مرحلة اقتراح المشاريع التي يرغبون في الحصول على تمويلات بشأنها.

بعد حصر المشاريع المقترحة من قبل العاطلين، تم تمحيصها بناء على مدى جاهزية طالبي المشاريع، ودرجة استعدادهم لروح المبادرة، ثم انطلق مسلسل البحث عن تمويلات للمشاريع التي تمت الموافقة عليها من قبل خلية التتبع تحت رئاسة باشا المدينة وإلى جانبه قسم العمل الاجتماعي بالعمالة ومكتب الدراسات ووكالة التشغيل وبمواكبة يومية من عامل إقليم طانطان. كانت مهمة الخلية هي مصاحبة المشاريع من البداية حتى النهاية وأول مشكل واجهته، أن المرشحين للاستفادة من المشاريع لم يتمكنوا من توفير المساهمة المالية الذاتية وهي 30 بالمائة، مع العلم أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت ب70 بالمائة من كلفة كل مشروع.

التزم عامل الإٌقليم بالبحث عن شركاء لتبديد عقبة الثلاثين بالمائة المتبقية، وبعد حوار ونقاش من قبل خلية التتبع اقتنع المنتخبون بتمويل 20 بالمائة من كل مشروع، فبقيت نسبة 12 بالمائة كان لزاما على المستفيدين تأديتها وتمكنت مصالح العمالة الإقليم إيجاد الحل وتوفيرها في إطار مؤسسة القروض الصغرى “البنك الشعبي” التي منحت قروضا للمستفيدين. وقد استفاد المرشحون لتكوينات في مجال اختيارهم المهني، كما وفرت لهم اللجنة الإقليمية عروضا عمل للخروج من الانتظارية.

أول المشاريع المستفيدة باحة للاستراحة بمدخل المدينة تحمل في طياتها كل ملامح الثقافة الصحراوية، أصبحت في ظرف سنة ونصف نقطة للتوقف أساسية، وملتقى للحفلات والأعراس. الباحة يستفيد منها 16 فردا، ويؤكد مالكها أنه خرج من الحلقيات السياسية بابن زهر، والاحتجاجات بالإقليم لينخرط في مشروع تنموي، يتذكر جيدا أيام الكلية ويخلص باسما بالقول ” لكل مرحلة عمرية خاصيتها، لقد أخرجتني الخلية في شخص رئيسها من الانتظار القاتل”.

ملياران من السنتيمات صرفت في عملية إدماج المعطلين في سوق الشغل في إطار مشاريع خدماتية، من بينها الطباعة، والمشاريع ذات الطابع السياحي، وتمكينهم من شاحنات لتوزيع الخضر والسمك على المستوى الوطني، ومشروع فضاء تربوي فرجوي لفائدة أطفال المدينة ومشاريع أخرى تهم مقاهي ومحلات لبيع الوجبات الخفيفة…

تمكنت المبادرة التي تحتفل بالذكرى 13 على إنشائها من قبل جلالة الملك من أن تنتشل في ظرف سنتين جل العاطلين بطانطان فشكل الإقليم فرادة على مستوى الجنوب والصحراء، وتستعد مصالح العمالة للتعامل بأشكل واقتراحات أخرى قصد تلبية رغبة أزيد من 350 من العاطلين الباحثين عن الشغل خلال المواسم المقبلة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *