الرئيسية مجتمع زاكورة: الرمدي…هذه تفاصيل مقتل زميلاي في حادث الانهيار بمنجم “النقوب”

زاكورة: الرمدي…هذه تفاصيل مقتل زميلاي في حادث الانهيار بمنجم “النقوب”

كتبه كتب في 4 مايو 2018 - 12:00

بصوت حزين، حكى عبد اقادر الرمدي، الناجي من حادث انهيار بمنجم “الباراتين” بجماعة النقوب بزاكورة، ليلة عيد العمال، عن آخر لحظات قضاها مع سعيد حجاج البالغ 18 سنة  والقاصر محمد قاسي الذي لم يتجاوز 16 سنة، ضحيتي الانهيار الذين ماتا تحت الأنقاض.

عبد القادر الأب لطفل في بداية سنته الثالثة، عمل منذ خمس سنوات في استخراج المعدن لفائدة إحدى المقاولات مقابل 100 درهم في اليوم، بمنجم عشوائي إلى جانب ثلاثة عمال.

” ما زال الحادث قدام عيني، الصدمة كانت قوية بالنسبة ليا وأنا كنشوف صحابي تحت الحجر، النعاس ما بقاش كيجيني” بهذه العبارات لخص عبد القادر وضعيته النفسية الآن، ويحز في نفسه أن لا أحد من المشغلين سأل عن ظروفه ولم يهتم بحالته.

عن تفاصيل الحادث حكى عبد القادر للجريدة24، عن لحظات أخيرة تقاسم فيها مع الضحيتين “الخبز والملح” ولم يكن يعلم أن تلك آخر مرة سيراهما فيها. يوم الحادث استيقظ العمال الأربعة من النوم لبدء عملهم دخل المنجم، قبل أن يعودوا إلى السطح لتناول الفطور في حوالي 11 صباحا، وعادوا للعمل إلى غاية الثالثة بعد الزوال ، وقت الغداء وشرب الشاي، ثم نزلوا لإتمام عملهم على عمق 15 مترا، ربطوا الحبال وبلغوا العمق.

كان عبد القادر منهمكا في الحفر بفأس، وفي الوسط كان يتواجد سعيد وفي الطرف الآخر محمد يكسران الحجارة، لوهلة أحس الناجي كمن أسقط دلوا من الحجارة، أصيب بحجارة في البطن وغطت الحجارة نصف قامته، واعتبارا لكون المنجم على شكل نصف دائرة، انهارت قشرة من المنجم وأصابت الضحيتين لتغطيهما بشكل كامل، فيما لم يستفق عبد القادر من صدمته إلى وقد خرج من المنجم وقد أصيب في بطنه.

اتصل العامل بزوجته وودعها قائلا ظنا منه أن إصابته لن تمهله كثيرا: ” تهلاي في الولد المسامحة”، ثم اتصل بعناصر الدرك الملكي، قبل أن يعود أدراجه داخل المنجم ويجد سعيد الحجاج وقد غطته الحجارة الكبيرة، حاول جره فلم يتمكن وانتظر وصول الدرك.

العمال من أسر فقيرة، تبحث عن لقمة عيش ومدخول يومي لا يكاد يسد رمق أسرهم. يقطن عبد القادر على بعد حوالي 17 كلم من المنجم، ما الضحية سعيد فيقيم على بعد 8 كيلومترات، فيما القاصر يبعد سكنه بحوالي 38 كلم، مما يدفعهم للمبيت بالمنجم ولا يغادرونه إلا يوم السبت لزيارة الأهل وجلب المؤونة للأسبوع المقبل، يقول عبد القادر والحسرة تغمره: ” ملي وقع الحادث حتى واحد ما سول فيا، ما عندنا لا حقوق لا وراق لا ظروف عمل لائقة، والمنطقة كلها مناجم من قبيل اللي كنخدموا فيه”.

الحادث ترك ردود فعل جمعيات المجتمع المجني بجمعة النقوب بإقليم زكورة، التي أصدرت بيانا موقعا توصلت الجريدة24 بنسخة منه، وطالبت فيه بالتحقيق الجاد والشامل في حادث وفاة سعيد حجاج ومحمد قاسي أثناء انهماكهما في عملهما، وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن الحادث، في ظل الظروف المزرية التي يعيشها عمال المناجم ونددت باستغلال الأطفال القاصرين في المناجم وظروف العمل المزرية.

أمينة المستاري

ج24

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *