صراع حول الكلاب بأكادير بين مغاربة وأجانب مقيمين

امتلأت مدينة أكادير كلابا بشكل غير مسبوق، فملأت الأحياء والمنطقة السياحية والكورنيش نباحا وعراكا فيما بينها، وموازاة مع هذه الوضع اشتد الصراع بين المدافعين عن بقاء الكلاب تصول وتجول بمدينة أكادير، مع العمل على تعقيمها، وتلقيحها ضد داء السعار، وبين الذين أغضبهم أن تصبح كل الأحياء وبدون استثناء تحت رحمة الكلاب الضالة، فطالبوا بدورهم باستعمال الطريقة التقليدية التي تعتمد على قنصها وتسميمها والإلقاء بجثتها بالمطارح.

الفئة الأولى تمثلها جمعية يرأسها موظف ببلدية أكادير، وجل أعضائها أجانب مقيمين، تسلمت هذه الهيئة مبلغ 70 مليون من البلدية ومن جهات أخرى للقيام بمهمة التعقيم والتلقيح، وقد لقيت هذه المبادرة هجوما شرسا من قبل فريق المعارضة ببلدية أكادير، كما تكونت جبهة معارضة لهذا الإجراء الذي جعل أكادير تعج بالكلاب وبشكل غير مسبوق، كما اعتبر المهاجمون هذه المبالغ المرصودة هدرا للمال العام، بينما رئيس البلدية صالح المالوكي قال خلال ندوة صحافية  بأن هذه التجربة حديثة ويجب منح القائمين عليها مدة سنة لكي نرى النتائج عن قرب.

الجمعية المكلفة بالعناية بالكلاب وعدم قتلها، شرعت تحت ضغط الشارع في القيام بعملية تلقيح وتعقيم واسعة وسط الكلاب التي أصبحت تتجول بالمدينة حاملة في ادنها بطاقة هوية تحمل رقما ومعلومات أخرى، بالمقابل شن المقربون منها حربا إعلامية بمنابر خارج المغرب كان آخرها مقالا  نشر بموقع  فرانس24 قال إن السلطات  مدعومة بفريق من القناصة تقتل الكلاب ليلا بشراسة بمنطقة تمراغت وتغازوت واورير وأن العلمية تتم تزامنا مع قرب زيارة لجنة عن الفيافا لمدينة أكادير، كما تحدث الجهات المدافعة عن بقاء الكلاب عن مجزرة طالت العشرات من الكلاب خلال ليلتين بهذه المناطق، المدافعون عن الكلاب قاموا خلال هذه الحملة بصد السلطات الجماعية والمحلية عن  القيام بهذه الحملة وقاموا بتصوير فيديو يوثق لعملية الإحاشة من أجل بثه على اليوتوب واستنكار هذه الطريقة. الأجانب الذين يقطنون بهذه المناطق قرروا تأسيس جبهة فيسبوكية لمناهضة قتل الكلاب في وقت يقوم فيسبوكيون آخرون معارضون بحملة تهكم واستهجان لهذا الانتشار الكبير للكلاب بقلب المدينة.

ففي ظل التزام بلدية أكادير بعدم تعريض أي كلب لأي أذى بترابها، نظمت عملية إحاشة كبيرة بالجماعات المحطية بمدينة أكادير، وقد أدت واحدة منها إلى إصابة طفل بجماعة الدراركة نقل إلى إثرها إلى مستشفى الحسن الثاني لإزالة شظايا الذخيرة من رجله، وأشارت إحدى قريباته أنه لم يشف بعد بشكل شامل وأنه مازال يعاني من مشاكل صحية.