الرئيسية ثقافة وفن مفكرون ينتصرون لليبرالية كفكرة كونية

مفكرون ينتصرون لليبرالية كفكرة كونية

كتبه كتب في 21 مارس 2018 - 13:05

 لم يحظ سؤال هل هناك حاجة إلى الليبرالية؟ بجواب واحد خلال الندوة التي نظمها المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية بمقره بالرباط امس السبت. الندوة التي عرفت مشاركة كل من محمد سبيلا، حسن طارق، عادل حدجامي، محمد هاشمي، عبد السلام الطويل، محمد عنيابة، شهدت حضورا مكثفا لباحثين وفاعلين مدينيين وساسيين.

وقال سبيلا، في كلمته الافتتاحية، أن المغرب عرف “تيها إيديولوجيا نتج عن صدمة نهاية القطبية الثنائية”، وأن اليسار المغربي عرف “غيابا للنقد الذاتي واحتشاما واضحا في تبني الليبرالية، مع غياب في مراسيم عزاء سقوط المعسكر الشيوعي”. وأرجع هذا الغياب للنقد الذاتي إلى “التحكم والمحافظة الإيديولوجية“.وفي حديثه عن معوقات نجاح الفكر الليبرالي في المغرب أشار المتحدث إلى السمعة السيئة التي ترادف المفهوم حيث يشهد المجتمع “إنكارا للحرية في فكرنا التقليدي ومرادفة له مع الإباحية”، واستعرض نصوصا لأحمد الناصري ومحمد بن جعفر الكتاني لتبرير هذا الاستنتاج. كما عبر عن تفاجئه من النقد الذي قدمه الكاتب كريم مروة، القيادي بالحزب الشيوعي اللبناني، “للخلل البنيوي في التجربة الاشتراكية بعدما زار كل البلدان الاشتراكية وعاين حالها”، بقوله أية اشتراكية تلك التي حصلت؟ كلها كانت كذبة قبيحة“.

وحول مآلات اليبرالية قال حسن طارق من جهته إن “اليسار المغربي كان قوة ليبرالية” خاصة وانه “أعاد الاعتبار إلى التصور الليبرالي بحديثه عن حرية الفكر والإبداع وفصل السلط، وحديثه عن الدستور ونسب طارق سبب فشل الليبرالية إلى “عدم عيش مناظرة بين الحرية والسلفية، وبقاء خطابات الحرية أسيرة لخطاب التقليد”. وتابع بأنه في السياق المغربي لم تبرز لدينا قوى برجوازية مستقلة عن الدولة، بل ظلت في حضنها الدولتي، واصفا هذه القوى بأنها “ليست من الليبرالية في شيء، لأنه لم يكن عندنا يمين مستقل عن الدولة“.

ومن جهته، وصف عادل حدجامي اليبرالية بكونها “نزعة تحررية، عقلانية، حرانية”، لكن حريتها صورية إذا ما استحضرنا حتميات التنشئة الاجتماعية عند بيير بورديو”. وأضاف أن الجواب الوحيد عند الليبراليين عن السبب الذي يجب أن يدفع الناس إلى الثقة في قدرة السوق الذاتية على حكم ذاته، هو ما كتبه آدم سميث حول “اليد الخفية التي تدفع السوق”. واستشكل المتخصص في الفلسفة هذا الإيمان بقدرة السوق الذاتية لحكم ذاته”، مضيفا: “من حقنا المطالبة بتبريرات أكبر من اليد الخفية“.

وفي تشخيصه لواقع الليبرالية في المغرب، دعا عبد السلام الطويل، الباحث في العلوم السياسية، إلى “البحث عن سند لليبرالية في المرجعية التراثية”. وأضاف أن هذا “خير من قطيعة وصدام لا حاجة إليه، فلليبرالية توتر مع الحامل الاجتماعي، رغم أنه عامل حاسم في انتشارها“.

 وقال الطويل إنه ينتصر لقيم المنظومة الكونية الليبرالية التي لها علاقة أكبر بالطبيعة الإنسانية، ووصف هذه القيم بـ”الكسب الإنساني”، داعيا إلى ضرورة الوعي باختلاف النظرية وتعدد الممارسات والتطبيقات لها.

 وبيّن الطويل أن من المشاكل التي واجهت استتباب أمر الليبرالية بالمغرب والعالم العربي “موقف الليبرالية المهادن للاستعمار في المخيال الشعبي، ونخبويتها لأنها راهنت على نخبة مستنيرة تقود الدولة نحو التحديث، عكس المشاريع التي أعلت من شأن الأمة والشعوب“.

 وانتقد “مبالغة الليبرالية المعاصرة في تقليص سلطة الدولة لخدمة مصالح ضيقة”، و”استغلالها السلطة بطريقة غير شفافة عندما تتعارض مصلحتها مع مصلحة المجتمع”، مضيفا أن هذا “سيكون عائقا للإصلاح إذا لم يؤخذ بعين الاعتبار”، قبل أن يستدرك قائلا: “وهذا لا يلغي رهاننا على الليبرالية، بل هو وعي نقدي بها“.

فيما دعا عبد السلام الطويل، الباحث في العلوم السياسية، إلى “البحث عن سند لليبرالية في المرجعية التراثية”. وأضاف أن هذا “خير من قطيعة وصدام لا حاجة إليه، فلليبرالية توتر مع الحامل الاجتماعي، رغم أنه عامل حاسم في انتشارها“.

وقال الطويل إنه ينتصر لقيم المنظومة الكونية الليبرالية التي لها علاقة أكبر بالطبيعة الإنسانية، ووصف هذه القيم بـ”الكسب الإنساني”، داعيا إلى ضرورة الوعي باختلاف النظرية وتعدد الممارسات والتطبيقات لها.

وبيّن الطويل أن من المشاكل التي واجهت استتباب أمر الليبرالية بالمغرب والعالم العربي “موقف الليبرالية المهادن للاستعمار في المخيال الشعبي، ونخبويتها لأنها راهنت على نخبة مستنيرة تقود الدولة نحو التحديث، عكس المشاريع التي أعلت من شأن الأمة والشعوب“.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *